إيلاف من لندن: تعرضت خيام المتظاهرين العراقيين في محافظة النجف إلى الحرق بينما أحرق عدد من المحتجين مقر الحكومة المحلية بمحافظة الديوانية. تأتي هذه التطورات في وقت يعتزم العراقيون تنظيم مسيرة مليونية مطلع الشهر المقبل، إحياء للذكرى السنوية الاولى لـ"تظاهرات تشرين (اكتوبر)"، التي توصف بأنها من بين الاكبر والاكثر اتساعا في العراق منذ العام 2003. ولا يزال المحتجون يصرون على مطالبهم الخاصة بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين وتوفير الوظائف.

مظاهرة مليونية
وبرغم تفشي وباء كورونا والمتغيرات في المشهد السياسي وتسلم مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء، ظل المئات يعتصمون بخيامهم، كما شهدت الساحات خلال الشهرين الماضيين حراكا لاعادة زخم الاحتجاجات. وقالت "اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة تشرين" في نداءات اليوم اطلعت عليها "إيلاف" إنها تستعد لمسيرات مليونية في الاول من الشهر المقبل لاحياء الذكرى الاولى لانطلاق الاحتجاجات في البلاد.

ووجهت اللجنة نداء قالت فيه "لنعود بقوة اكراما لشهدائنا الابرار الذين ضحوا باعز ما يملكون من اجل وطننا الغالي".

إحراق خيام
وفي مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) تعرضت خيام المحتجين المعتصمين وسط المدينة الى الحرق من قبل مجهولين. وقال مصدر في اللجنة ان اضرام النيران في الخيام لم يسبب خسائر في الارواح حيث تنادى المتظاهرين ومنعوا امتداد الحريق الى خيام اخرى فيما قامت فرق الدفاع المدني باطفاء الحرائق.

إغلاق مبنى الحكومة المحلية
وفي محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) اغلق متظاهرون غاضبون صباح الاحد مبنى الحكومة المحلية في المحافظة الديوانية وذلك بعد ساعة من افتتاحه حيث كان المتظاهرون قد اغلقوه منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي حين اندلت الاحتجاجات هناك .

وطالب المحتجون برسالة الى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإقالة المحافظ متهمينه باثارة الفتن في المدينة، وفق ما نقلت وكالة "شفق نيوز".

وعلى الصعيد نفسه، خرج العشرات من موظفي عقود المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات بتظاهرة امام مبنى وزارة المالية في بغداد مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.. بينما نظم العشرات من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد والمحاسبة في محافظة المثنى تظاهرة أمام البوابة الرئيسية لمصفاة السماوة الجنوبية للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت في 30 أغسطس ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية التي عمت بغداد و9 محافظات في الوسط والجنوب اواخر العام الماضي من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية.

وتفجرت الاحتجاجات في الاول من تشرين الاول/أكتوبر الماضي ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل ورفض التدخل الايراني في شؤون البلاد الداخلية وادت في نهاية الشهر التالي الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم الاستقالة.

هجوم يستهدف شركة متعاقدة مع التحالف الدولي
ومن جهة اخرى، تعرض رتل عجلات تابع لشركة عراقية متعاقدة مع التحالف الدولي لهجوم بعبوة ناسفة في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد ماتسبب باضرار في احدى عجلاته.

وقالت خلية الإعلام الأمني التابعة للقوات العراقية المشتركة في بيان صحافي تابعته "ايلاف" الاحد ان عبوة ناسفة انفجرت مساء السبت على رتل لإحدى الشركات العراقية المتعاقدة مع قوات التحالف الدولي في قرية الرياش بمحافظة صلاح الدين (130 كم شمال غرب بغداد). وعادة ما تقوم هذه الشركات بتزويد قوات التحالف بمواد لوجستية وغذائية واحتياجات لعناصرها.

واوضحت الخلية ان الانفجار ادى الى تضرر إحدى العجلات وإصابة سائقها العراقي بجروح . وعادة ماتوجه اصابع الاتهام في هذه العمليات وقصف اهداف دبلوماسية وعسكرية اميركية في العراق الى كتائب حزب الله العراقي ومليشيات عراقية اخرى موالية لايران. ومنذ قتل طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في الثلث من كانون الثاني يناير الماضي قرب مطار بغداد الدولي فقد تصاعدت عمليات الاستهداف هذه بشكل ملحوظ.

وكانت السلطات العراقية قد حذرت في الثامن من سبتمبر الحالي من مخطط يستهدف مهاجمة الشركات الامنية الاجنبية والمحلية في البلاد. وكشفت وزارة الداخلية العراقية عن وجود معلومات استخبارية حول مخطط لاستهداف الشركات الأمنية العاملة في البلاد. وقالت وثيقة صادرة عن الوزارة موجهة إلى الشركات الأمنية العراقية والأجنبية كافة أن "معلومات استخبارية وردت عن استهداف الشركات الأمنية و جهات الدعم اللوجستي المتعاقدة مع الجانب الأميركي وهي تتضمن مواقع الشركات وعناوينها والجنسيات العاملة فيها مع طبيعة عملها". وشددت الداخلية على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من استهداف مقار تلك الشركات أو العاملين فيها.