يتواصل الكر والفر فين المحتجين التايلانديين والشرطة. فهؤلاء أكدوا مواضلة النضال بعدما أزالت الشرطة صفيحة معدينة رفعوها قبالة القصر الملكي في بانكوك تعلن أن تايلاند ملك للشعب"، في تحدٍ هو الاكثر جرأة.

بانكوك: أعلن نشطاء مؤيدون للديمقراطية في تايلاند الاثنين أنّ صفيحة معدنية رمزية كانوا اقاموها على الأرض قبالة القصر الملكي في بانكوك أزيلت عنوة، مؤكدين أن نزعها يمثل فقط بداية نضالهم من أجل إصلاح النظام الملكي. وشارك نحو 30 ألف متظاهر في تجمع نهاية الاسبوع، في أكبر عرض للقوة منذ بداية التجمعات شبه اليومية لمجموعات يقودها الشباب في منتصف تموز/يوليو الفائت.

وتدعو الحركة الاحتجاجية إلى استقالة برايوت تشان-أو-تشا، قائد الجيش السابق الذي يقف وراء انقلاب 2014، فيما يدعو البعض إلى إصلاحات في النظام الملكي.

وفي خطوة رمزية، اقام النشطاء الأحد صفيحة معدنية رمزية على الأرض في ميدان سانام لوانغ التاريخي قبالة القصر الملكي في بانكوك تعلن أن تايلاند "ملك للشعب"، في تحدٍ هو الاكثر جرأة للحركة.

وتذكر الصفيحة التي وضعت الأحد بصفيحة وضعت قبل عقود لكنها اختفت قبل عامين.

والاثنين، اختفت الصفيحة الجديدة أيضا، وأفادت الشرطة لاحقا الصحافيين انها ازالتها "لاستخدامها كدليل".

لكنّ المحتجين لم يتراجعوا، وأبلغ الناشط البارز باريت شايواراك الصحافيين أنّ الصفيحة "زرعت في قلوب الشعب التايلاندي".

وتعهد أن يقوم النشطاء بنسخها وتركيبها في ارجاء المدينة.

وتابع باريت "نضالنا في اليوميين الماضيين تاريخي. الصفيحة مجرد بداية النضال من أجل إصلاح النظام الملكي".

يسقط الإقطاع

كتب على الصفيحة الجديدة "أعرب الشعب عن نيته أن يكون هذا البلد ملكًا للشعب وليس للملك".

وبعد تركيبها، هتف منظم الاحتجاج باريت أمام الحشد "يسقط الإقطاع يعيش الشعب".

وقال المحلل بول تشامبرز من جامعة ناريسوان في تيلاند إنّ نزعها يظهر أنّ "الملكيين الكبار لم يغضبوا من مطالب الإصلاح الملكي فحسب، بل أنهم لن يتحملوا أي رموز تعكس حتى معارضة القصر".

وتذكر الصفيحة التي وضعت الأحد بالصفيحة النحاسية التي تم وضعها لعقود على أرضية رويال بلازا في بانكوك، للاحتفاء بنهاية الحكم الملكي المطلق في عام 1932.

لكنّها اختفت في ظروف غامضة في عام 2017، بعد أن تولى الملك ماها فاجيرالونجكورن السلطة بعد وفاة والده، وتم استبدالها بأخرى تحمل تذكيرًا للتايلانديين بالبقاء مخلصين لـ"الأمة والدين والملك".

إيذاء مشاعر التايلانديين

وأكد ساتابورن تينغدهام، من هيئة آثار الفنون الجميلة، أنه تم تقديم شكاوى ضد المتظاهرين بسبب "إجراء تعديلات على منطقة أثرية بدون إذن"، وهو الاتهام الذي نفاه باريت.

وقال باريت "لقد دخلنا فقط إلى الحديقة وغادرنا. لم نسبّب أي ضرر".

ومع ذلك، في حال تم إدانتهم، يمكن أن يواجه المتظاهرون عقوبة تصل إلى السجن لثلاث سنوات.

تطالب الحركة الشبابية والمستلهمة جزئياً من الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ والتي تفتقر إلى قيادة إلى حد كبير، بحل حكومة برايوت وإعادة صوغ دستور عام 2017 الذي أعده العسكريون.

وتشمل مطالب المحتجين إلغاء قانون يفرض عقوبات على المساس بالملكية، معروف باسم القانون 112 ويعاقب بالسجن حتى 15 عاما.

وامتنعت السلطات حتى الآن عن استخدام القانون ضد النشطاء المؤيدين للديمقراطية، واتهمتهم بدلاً من ذلك بالتحريض على الفتنة وانتهاك لوائح فيروس كورونا.

لكن اللفتنانت جنرال في الشرطة بيا أوتايو قال للصحافيين الاثنين أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد كل من استخدموا "لهجة غير لائقة ضد النظام الملكي"، فضلا عن مؤيديهم.

وقالت كريستين كاباسيت، المحللة السياسية في بانكوك، إن "النخبة والجيش، اللذين لا يزالان يدعمان النظام الملكي إلى حد كبير، ليس لديهما نية للتنازل عن السلطة".

وبات وسم يدعو إلى إلغاء القانون 112 الأكثر شيوعًا على تويتر في تايلاند.

لكنّ أحد المؤيدين البارزين للملكية قال لوكالة فرانس برس إنه قدم شكوى إلى الشرطة بموجب القانون ضد ثلاثة متظاهرين، بينهم باريت.

وقال تول سيتيسومونغ إنّ المحتجين ارتكبوا "أفعالا مهينة".

وتابع أنّ"إهانة النظام الملكي تؤذي مشاعر جميع التايلانديين".