ايلاف من لندن: فيما وصلت قوة عسكرية من جهاز مكافحة الارهاب الى محافظة ذي قار العراقية الجنوبية مكلفة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتحرير ناشط مختطف هناك فقد بدأت مفاوضات بين القوة والخاطفين لتحريره لكنهم يطالبون بضمانات مقابل ذلك.

وابلغ مصدر عراقي مطلع "ايلاف" الثلاثاء ان المفاوضات التي بدأتها القوة العسكرية لجهاز مكافحة الارهاب مع خاطفي الناشط المدني سجاد العراقي تشارك فيها عشيرته والشرطة المحلية اضافة الى شخصيات سياسية في العاصمة بغداد .

وأشار الى ان الخاطفين يطالبون لاطلاق الناشط في تظاهرات المحافظة سجاد العراقي بضمانات قانونية بعدم اعتقالهم او ملاحقتهم قضائيا.
وكان الكاظمي قد كلف الاثنين قوة جهاز مكافحة الارهاب المسنودة بطيران الجيش التي ارسلها الى المحافظة بالبحث عن الناشط المختطف وتحريره واعتقال الخاطفين وتقديمهم الى العدالة والذين ينتمون الى احدى مليشيات الحشد الشعبي.
وفور وصول القوة الى المحافظة مساء الاثنين فقد فرضت حصارا على اراضي آل ابراهيم في قضاء سيد دخيل (15 كم شرقي الناصرية) عاصمة المحافظة وبدأت تفتيشا ومداهمات في المنطقة بهدف تحرير العراقي المختطف منذ السبت الماضي ويعتقد أن خاطفيه يخفونه هناك.

معلومات عن اختطاف الناشط
ومن جهته، اشار قائد قوات مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي في تصريح صحافي تابعته "ايلاف" الى ان القوات الامنية في محافظة ذي قار تسعى الى تطبيق القانون ولن تسمح بالتجاوز عليه . واوضح ان "هناك بعض المعلومات المتوفرة عن اختطاف سجاد العراقي حيث تتحرك الاجهزة الامنية وفق هذه المعلومات".. محذرا من ان الاعلان المسبق عن هذه التحركات قد يعقد العملية.
وقال إن "عناصر جهاز مكافحة الارهاب وقطعات الشرطة المحلية في المحافظة هي قوة عراقية تسعى الى تنفيذ القانون واي تجاوز عليها سيواجه ردا بمستوى فعل التجاوز".

كما قال الجهاز في بيان إنه بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي توجهت قوات منه الى محافظة ذي قار لتحرير الناشط المختطف وإنفاذ القانون بالخاطفين وتقديمهم إلى العدالة.
وقد انذرت عشيرة المختطف في وقت سابق بحمل السلاح بحثا عنه ومواجهة عناصر المليشيا الذين اختطفوه من اجل تحريره .

وقد أكدت قيادة شرطة ذي قار من جانبها تحديد موقع الناشط المختطف بعد اقتياده إلى جهة مجهولة على يد مسلحين يستقلون مركبتين ذات دفع رباعي، بعد إصابة ناشط آخر برصاص كاتم للصوت كان برفقة العراقي.

وأشارت إلى أن عمليات التفتيش والمداهمات تجري في عدد من المناطق الريفية خارج مركز مدينة الناصرية وبعدة محاور وحسب المعلومات والمصادر. وبينت ان قوات مكافحة الارهاب القادمة الى المحافظة غير خاضعة لتوجيهات قيادة الشرطة وتنفذ أوامر من جهات لفرض هيبة الدولة والحفاظ على امن المواطن .

عمليات البحث تشمل 6 مناطق
ومن جانبها، أعلنت خلية الإعلام الأمني ان عملية تحرير المختطف سجاد العراقي تشمل 6 مناطق .

وقالت الخلية في بيان تابعته "ايلاف" ان وحدات افواج من جهاز مكافحة الارهاب و فوج من شرطة ذي قار وفوج من لواء مغاوير قيادة عمليات سومر انطلقت صباح الثلاثاء لتنفيذ واجب مشترك للتفتيش والبحث عن المخطوف سجاد العراقي والقاء القبض على الخاطفين .

واضافت ان العملية "تشمل مناطق : ام الغزلان وناحية الدواية الشديد والعبيد والعكيكة الهصاصرة وسيد دخيل) بالتزامن مع خروج اللواء الرابع بالرد السريع على الحدود الفاصلة مع محافظة ميسان وذلك بإسناد طيران الجيش".

أما شرطة المحافظة فقد دعت "أهالي ذي قار إلى التعاون مع القوات الامنية وتفهم المهمة الملقاة على عاتقها والتي هي تعد خدمة للصالح العام.. وشددت بالقول "لا يوجد مكان للخاطفين والقتلة والمجرمين بكل مسمياتهم والذين يحاولون زعزعة الامن بين المواطنين ومن الواجب تقديمهم للمحاكم المختصة وتوفير الاجواء الامنة لأهالي المحافظة".

وتشهد مدينة الناصرية منذ ليل السبت تصعيدا من قبل المتظاهرين الرافضين لعملية الاختطاف، حيث عمدوا إلى إغلاق جسور النصر والزيتون والحضارات واضرموا النيران في اطارات السيارات التي اغلقت بعض شوارع المدينة مهددين باستمرار التصعيد في حال عدم الكشف عن الجهة التي اختطفت سجاد وأصابت ناشطا آخر.

وكان الكاظمي اكد خلال لقاء مع جرحى تظاهرات محافظة ذي قار في 22 من الشهر الماضي دعمه "لمطالب المتظاهرين الحقّة، والتي رفعت شعار التغيير من أجل تحسين واقع البلد وبناء مستقبل أفضل للعراق يقوم على أساس العدل والمساواة والعيش الرغيد للمواطنين وبيّن أن الحكومة عازمة على تحقيق مطالب المتظاهرين السلميين والتي تعد من أولويات برنامجها الحكومي".

يشار الى ان محافظة ذي قار قد شهدت خلال الاضطرابات التي رافقت تظاهرات الاحتجاج فيها والتي اندلعت في محافظات اخرى أيضا اواخر العام الماضي مقتل واصابة حوالي الفي قتيل وجريح من المتظاهرين في اعلى نسبة من الضحايا بعد العاصمة بغداد.

وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من اكتوبر من العام الماضي ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل 568 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين، وادت الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته في الاول من نوفمبر السابق.