واشنطن: أعرب الموفد الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد الخميس عن ترحيبه بإجراء محادثات مع إيران بشأن إنهاء الصراع الأفغاني، متهما طهران بالسعي إلى إعاقة عدوتها اللدودة من إنهاء أطول حرب لها.

شارك الدبلوماسي الأميركي المخضرم في المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة بشأن أفغانستان والتي تضم إيران، وهو مجال نادر للحوار بين البلدين فيما يفرض الرئيس دونالد ترامب ضغوطًا شديدة على الجمهورية الإسلامية الشيعية.

وقال خليل زاد في فاعلية افتراضية نظمها معهد الولايات المتحدة للسلام إنّ "إيران تريد أن تبقينا متورطين في صراع دون أن نربح أو نخسر ولكن (نظل) ندفع ثمنا باهظا في أفغانستان حتى يتم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران".

وتابع المسؤول الأميركي "لكننا عرضنا لقاء الإيرانيين بشأن هذه القضية وأن ينضموا إلى صيغ مختلفة حيث نكون هناك وهم يكونون هناك لمناقشة مستقبل أفغانستان".

ورغم لهجته التوافقية، حذّر خليل زاد من أن الولايات المتحدة ستستهدف أي جماعات تدعمها إيران في افغانستان "تتحرك ضدنا"، قائلا إن واشنطن "تراقبها من كثب".

ولدى إيران علاقة معقدة مع طالبان، الحركة الجهادية التي تتبنى نموذجا متشددا للغاية من الإسلام السني.

وكادت طهران تخوض حربا في العام 1998 مع نظام طالبان السابق في أفغانستان بعد مقتل دبلوماسيين ومدنيين إيرانيين.

ونددت طهران بالاتفاق الذي تفاوض عليه خليل زاد بين الولايات المتحدة وطالبان والذي ينص على انسحاب الولايات المتحدة العام المقبل واتهمت واشنطن بإضفاء الشرعية على الحركة المتمردة.

لكنها كثّفت اتصالاتها مع المتشددين واتهم مسؤولون أميركيون طهران بدعم الهجمات ضد القوات الغربية.

كانت إيران قد أيدت الإطاحة الأميركية بنظام طالبان بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، لكن العلاقات مع واشنطن تدهورت بشكل حاد بعد فترة وجيزة عندما وصف الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش طهران بأنها جزء من "محور الشر".

وفي عام 2018، فرض ترامب عقوبات خانقة على إيران على أمل الحد من نفوذ طهران الإقليمي، كما أمر في كانون الثاني/يناير بشنّ ضربة بطائرة مسيرة في العراق أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.