قال جوني عبدو إن لبنان سيوقع اتفاقًا مع إسرائيل في نهاية المطاف، وتوقع تشكيل حكومة شبه مستقلة، ودعا المحققين في ملف تفجير المرفأ إلى إفشاء ما لديهما من معلومات لأنه متخوف من قتلهما.

إيلاف من بيروت: فجر جوني عبدو، المدير الأسبق لاستخبارات الجيش الللبناني، مفاجأة كبرى حين أكد في حديث لموقع "أم تي في" اللبنانية أنّ لبنان "يتّجه نحو توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في مرحلة لاحقة، وهو سيكون الدولة العربيّة الأخيرة التي ستوقّع هذه المعاهدة، مع الإشارة إلى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون اعترف بذلك عندما قال ما معناه إنّ لا مشكلة مع اسرائيل سوى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وكذلك جبران باسيل. فالدولة اللبنانية ستقبل في نهاية المطاف بما قبل به الفلسطينيون وليس أكثر".

مستقلة بقدر الإمكان

تناول عبدو حيثيات تشكيل الحكومة اللبنانية، المتعثر رغم زخم المبادرة الفرنسية، فقال إن المطلوب فرنسيًا هو أن يتمسّك السفير مصطفى أديب، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، بقواعد التأليف على قاعدة "إذا سقطت المبادرة، سيسقط الكل معها"، لأن عرقلتها تدخل ضمن العراك الدائم بين دولتين في لبنان، ساعةً بين إيران والسعوديّة وساعةً أخرى بين السعوديّة وفرنسا، وغيرها.

ووصف عبدو المسألة بـ "العويصة"، معلقًا الأمل على مبادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي ينطلق من قناعة بأنّ الحلّ مع حزب الله لا يكون عسكريًا، وإذا كان حزب الله يسعى إلى إسقاط مُبادرة الرئيس الفرنسي فلا يجوز أن نسهّل له ذلك.

توقّع عبدو أن يكون للبنان حكومة، "مستقلّة بقدر الإمكان، خلال أيام، وتحمل أولويّة تمرير الأموال الملحّة التي يحتاج إليها البلد".

فك ارتباط

يؤكّد عبدو أنّ عون يتّجه إلى فك إرتباط العهد مع حزب الله، "وكلّ ما وصل إليه حتّى اليوم هو نتيجة خطّته الوصوليّة، غير الوطنيّة على الإطلاق، فلا نجح في وضع اليد مع حزب الله، ولا مع الحريري، ولا مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولا مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تفاهم معراب الذي يشكّل سبب البلى والخطأ الكبير".

وعن سلاح حزب الله، وموجة الرفض العارمة لهذا السلاح وسطوته على الدولة والشعب في لبنان، قال عبدو إن البلد ذاهب إلى الفيدرالية أو اللامركزية الموسّعة، كاشفًا أنّ حزب الله يتغلغل داخل المناطق المسيحيّة، وتحديدًا في الأشرفيّة والمتن الشمالي وكسروان، وفي جبيل التي يُريدها شيعيّة صرف، داعيًا الأجهزة إلى رصده والبحث عنه في هذه المناطق وغيرها، ومتسائلًا إن كان التنسيق الاستخباري بين حزب الله والجيش اللبناني الذي بدأ في عهد الرئيس إميل لحود، ما زال مستمرًا اليوم مع قائد الجيش الحالي العماد جوزيف عون.

بدأ يتراجع

برأيه بدأ حزب الله يضعف ويتراجع، لكن.. "الله ينجّينا بس يضعف، فهو بدأ باستدعاء أشرف رجال الدين العلامة علي الأمين إلى القضاء لمنعه من استمرار تأثيره المتمدّد في البيئة الشيعية، وهو مستعدّ بفعل ضعفه والمراقبة الشديدة الخاضع لها اليوم، أن يُقدم على تصفيات أمنيّة خطيرة ويُطيح المؤسسات في لبنان، علمًا أنّه بدأ منذ أقلّ من شهر ينفّذ انسحابًا عسكريًا من سوريا".

وبشر عبدو اللبنانيين بأنهم سيكونون أمام فرض الدول، وفي مقدّمها أميركا والدول العربية، العودة إلى القرار 1559 قريبًا، في وقت تحوّلت العقوبات الأميركية إلى سياسيّة، ولم يتبيّن أنّها تأديبيّة".

غموض في المرفأ

برأي عبدو، ثمة غموض كبير في ملف المرفأ، "فإمّا القول إنّ الأجهزة على علم دقيق بما تمّ التخطيط له ولا تجرؤ على الكلام، وإمّا عليها الإعتراف"، داعيًا القاضيين غسان عويدات وفادي صوّان إلى الإعلان عن معلومات يمتلكانها لحماية أنفسهما من الاستهداف الأمنيّ، "فهناك خشية من تكرار سيناريو تصفيات أصحاب المعلومات، كما حصل في مرحلة ما بعد اغتيال الحريري".

وقال عبدو إن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "تمثّل اليوم الشارع الوطني، وليس المسيحي فقط، خصوصًا أنّ لبكركي مسؤولين روحيين وكنائس ومنابر يُمكن أن تؤثّر عبرها على قواعدها، وإذا صمت سيّد بكركي نصبح أمام مواجهة بالسلاح، وأستغرب ألاّ يُصار إلى إحياء حشد شعبي لا يقلّ عن 100 ألف شخص لدعم البطريرك"، داعيًا الثورة لتفرز قيادة تستطيع تحمل مسؤولية ثلاثة ستحمي لبنان: "الثورة، بكركي، الإعلام".