ايلاف من لندن: اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال لقاء مع سفراء دول عربية واجنبية في بغداد الاربعاء ان مرتكبي الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية في بلاده هم اناس غير وطنيين يسعون الى تخريب علاقات العراق الاقليمية والدولية، فيما شدد السفراء على دعم بلدانهم لحكومته في مواجهة هذه التحديات الامنية بينما حذر وزير الخارجية العراقي من ان فوضى السلاح ستحرق المنطقة.

فقد استقبل الكاظمي سفراء 25 دولة شقيقة وصديقة بناءً على طلبهم لمناقشة التطورات الأخيرة في ما يتعلق بأمن البعثات الدبلوماسية في العراق، حيث اكد "حرص العراق على فرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة وحماية البعثات والمقرات الدبلوماسية".. مشدداً على أن مرتكبي الاعتداءات على أمن البعثات الدبلوماسية يسعون الى زعزعة استقرار العراق وتخريب علاقاته الإقليمية والدولية"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "ايلاف".

وأشار الكاظمي الى أن هذه الهجمات لا تستهدف البعثات الدولية فقط وإنما طالت الأبرياء من المواطنين، بما فيما ذلك الأطفال، وأن مؤسسات الدولة الأمنية عازمة على وضع حدّ لها وقد شرعت باتخاذ الإجراءات الضرورية لتحقيق هذا الهدف.

فيديو اجتماع الكاظمي مع السفراء العرب والاجانب:

https://www.facebook.com/IraqiPMO/videos/394620281552932

وأكد الكاظمي أن الخارجين على القانون الذين يحاولون الإساءة الى سمعة العراق والتزاماته الدولية يتحركون بوحي من دوافع غير وطنية ويزدرون إرادة الشعب العراقي ومرجعياته الدينية والسياسية والثقافية التي أجمعت على خطورة ما يقومون به.
وأضاف أن العراق شعباً وحكومة سيتصدى لهؤلاء وسيعمل على حماية ضيوفه، كما تتطلبه الأعراف الدبلوماسية عبر التأريخ ومن أجل طي صفحة الصراعات والإرهاب والانصراف الى التحديات الاقتصادية والاجتماعية ومتطلبات التنمية.

من جانبهم، أكد السفراء في مداخلات متفرقة دعم العراق وشعبه واحترام سيادته والسعي عبر الحوار لتحقيق الاستقرار والسلم وضمان الصداقة والتعاون، وأعربوا عن قلقهم من تزايد الهجمات ضد المنشآت الدبلوماسية بالصواريخ والعبوات ضد الارتال العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش وما تحمله تلك الهجمات من مخاطر على حياة الدبلوماسيين والمدنيين العراقيين مؤكدين ترحيبهم بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية لوضع حد لهذه الاعتداءات، وملاحقة المتورطين بها، وتشديد الإجراءات الأمنية.

وأشار السفراء الى دعمهم اتخاذ المزيد من الخطوات لتأمين بغداد وتعزيز أمن المنطقة الدولية من أجل أن يكون بوسع بلدانهم والمجتمع الدولي مواصلة دعم العراق وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه.

السفراء : دولنا تدعم العراق في مواجهة التحديات الامنية
وفي ختام الاجتماع، اصدر السفراء بيانا اكدوا فيه دعم بلدانهم للحكومة العراقية في مواجهة التحديات الامنية التي تواجهها.
وقال السفراء في البيان الذي حصلت "ايلاف" على نصه انهم اكدوا خلال الاجتماع عن دعم بلدانهم للعراق وشعبه واحترامها للسيادة العراقية ورغبتها برؤية عراق آمن مستقر.

والسفراء والقائمون بالاعمال الذين التقوا الكاظمي يمثلون كلا من استراليا وكندا وكرواتيا ومصر والاتحاد الاوروبي وفنلندا والمانيا واليونان وايطاليا واليابان والاردن والبحرين والسعودية والكويت وهولندا والنرويج وبولندا وكورا الجنوبية وصربيا واسبانيا والسويد وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية واليمن.

واشار السفراء في بيانهم الى انهم اعربوا عن قلقهم البالغ ازاء ارتفاع اعداد وتطور الهجمات ضد المؤسسات الدبلوماسية في العراق بما في ذلك الهجمات الصاروخية والعبوات الناسفة حيث "تبينا ان هذه الحوادث لاتعرض فقط السفارات الاجنبية الى المخاطر بل العراقيين ايضا والدليل على ذلك الحادث المأساوي الذي ذهبت ضحيته عائلة بالقرب من مطار بغداد الدولي عقب الهجوم الصاروخي يوم الاثنين.
واضافوا بالقول "لقد رحبنا بالاجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء الكاظمي وحكومته لمعالجة هذه المخاوف بما في ذلك التحقيقات والعمليات الامنية وتعزيز امن المطار".

وقالوا ايضا "لقد اعربنا عن دعمنا لمزيد من الاجراءات لتعزيز الامن في بغداد بما في ذلك من خلال دعم وتوزيع القوات الموجودة في المنطقة الخضراء".
وبين السفراء بالقول "وكأصدقاء للعراق اعربنا ايضا عن رغبتنا بمساعدة العراق في مواجهة هذه التحديات الامنية".

وزير الخارجية العراقي: فوضى السلاح ستحرق المنطقة
ومن جهته، دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الاربعاء الادارة الاميركية الى اعادة النظر بقرارها لاغلاق سفارتها في بغداد
وقال حسين في مؤتمر صحافي في بغداد تابعته "ايلاف" ان حكومة بلاده غير سعيدة بقرار انسحاب السفارة الأميركية وواهم من يتصور ان الانتصار هو بهذا الانسحاب منوها الى ان انسحاب سفارة واشنطن سيؤدي لانسحابات اخرى. واشار الى ان الهجمات على السفارات هجوم على الحكومة العراقية، كما ان استهداف البعثات الدبلوماسية هو استهداف مباشر للعراق .

وقال حسين إن "اغلاق السفارة الاميركية في بغداد يعطي اشارات خاطئة سواء للمتطرفين فهم سوف يتصورون ان هناك انتصارا وهميا لسياستهم ويعطي اشارات خاطئة للشعب العراقي بأنه سيكون معزولا عن العالم وهذا لا يساعد العراق حكومةً وشعباً".
واضاف ان "الحكومة اتخذت الاجراءات لحماية البعثات الدبلوماسية"، داعيا "الادارة الاميركية إلى اعادة النظر بقرار اغلاق السفارة".
واوضح ان "الكاظمي تواصل مع العديد من قادة الدول بشأن قرار الانسحاب الاميركي" محذرا من ان "فوضى السلاح في العراق ستؤدي إلى حرق المنطقة".

واشار الى ان "التوتر الإيراني الأميركي ينعكس على الواقع العراقي".. مضيفا ان "الحكومة جادة بالتحقيق في استهداف البعثات الدبلوماسية لان ذلك غير مقبول".
وعن زيارته الاخيرة الى طهران اشار حسين الى انا "كنا صريحين خلال زيارتنا الى ايران بأن هذه العمليات ستؤدي الى فوضى السلاح في العراق وستؤدي الى كارثة امنية وسياسية في العراق وفي المنطقة".
وقال "في مناقشتنا مع اعلى المستويات في ايران ناقشنا هذه المسألة والاخوة في طهران وعدونا في بذل الجهد واكدوا بأن ليست لديهم علاقات مع هذه الفصائل وهم يبذولون جهدهم في سبيل استقرار وامن العراق".
وكان 5 أشخاص هم3 أطفال وامرأتان قد لقوا مصرعهم مساء الاثنين بسقوط صاروخي كاتيوشا على منزلهم في منطقة الرضوانية على مقربة من مطار بغداد غرب العاصمة.

وأكد احمد ملا طلال المتحدث الرسمي بإسم الكاظمي امس اعتقال السلطات لعدد من المتورطين بإطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء والقواعد فضلا عن 19 ضابطاً ومسؤولاً أمنياً أطلقت الصواريخ من قواطع مسؤوليتهم سابقاً .
وتتصاعد منذ أسابيع وتيرة هجمات تستهدف القوات والسفارة الأميركية وقوات ومصالح دول أخرى في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش إذا باتت الهجمات شبه يومية توجه الولايات الاتهام بالمسؤولية عنها الى المليشيات العراقية الموالية لايران.