إيلاف من الرباط: بعد الجدل الكبير الذي أثارته أرقام الدعم الاستثنائي للفنون في المغرب ، خرج عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة، الخميس، ليقدم "بعض التوضيحات" بخصوص هذه العملية، مشيرا إلى أن "الضربة القوية التي تلقاها النشاط الثقافي من الجائحة، تركت الكثير من الفنانين بدون أي وجهة ولا أفق في الرعاية أو الاحتضان"؛ مشددا على أن "الدعم عن طريق طلبات عروض مشاريع لا يمكنه أن يقوم مقام تعميم التغطية الاجتماعية".

وأثارت نتائج الدعم المخصص للفنون تدمرا كبيرا وانتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، استهجن كثير منها سياق وتوقيت نشر نتائج طلبات عروض هذه المشاريع، مع إلقاء الضوء على أسماء المستفيدين منها.

كما ركزت الانتقادات التي تناولت عملية الدعم للفنون، لهذه السنة، والذي دأبت الوزارة على تقديمه منذ سنوات، على "عدم مراعاة الظرفية" التي تعيشها البلاد، مع "التشكيك في شفافية هذا الدعم"، و"غياب معايير واضحة للاستفادة منه"، و"عدم احترام مبدأ التعددية في الأنماط الفنية المستفيدة"، و"غياب عدالة مجالية في توزيعه"، إضافة إلى "عدم الأخذ بعين الاعتبار تنبيهات ومقترحات النقابات والهيئات والجمعيات الفنية، الشيء الذي "زاد في تعقيد المشكل".

وأوضح الفردوس أن "الشفافية تعتبر من شروط العمل العمومي"، فيما "يعتبر الولوج إلى المعلومة حقا مكفولا للمواطنين"، وعلى هذا الأساس "تم بشكل كامل نشر نتائج طلبات عروض مشاريع على موقع الوزارة لضمان الوضوح فيما يخص استعمال المال العام".

أرقام ومعطيات

قال الفردوس إن "التدابير الأفقية التي تم إرساؤها بفضل صندوق (كوفيد – 19)، مكنت، بالفعل، أكثر من 3700 من حاملي بطاقة الفنان (القديمة أو الجديدة) من الاستفادة من نظام التضامن (كوفيد) (راميد وغير المهيكل) أي بنسبة قبول بلغت 70 بالمائة".

واستدرك بأن حجم الأضرار التي لحقت القطاع الفني بسبب فيروس (كورونا) دفعت وزارته إلى "تعبئة الصندوق الوطني للعمل الثقافي لإطلاق طلبات عروض المشاريع الفنية كدعم استثنائي، من خلال "التكييف المدرج في دفتر التحملات لمواجهة إكراهات منع التنقل والتجمعات، والتي لها تداعيات إدارية كان من الواجب استباقها"، و"تضاعف عدد المشاريع المرشحة ثلاث مرات سنة 2020، حيث مرت من 327 سنة 2019 إلى 1096. كما أن عدد المشاريع المستفيدة عرف زيادة من 155 مشروعا سنة 2019 إلى 459 مشروعا سنة 2020، أي أنه تضاعف ثلاث مرات كذلك".

وأشار الفردوس إلى أن الغلاف الكلي البالغ 37 مليون درهم (3,7 مليون دولار) عرف زيادة 30 بالمائة مقارنة بدعم 2019، رغم عدم بلوغه الرقم القياسي لسنة 2016 بغلاف 40 مليون درهم(4 مليون دولار).

وشدد الوزير الفردوس على القول إن دفتر التحملات المنشور في شهر يونيو 2020، أكد بوضوح على أولويتين للانتقاء بالنسبة للجان الثلاثة (المسرح، الموسيقى، الفنون التشكيلية)، ويتعلق الأمر بـ"إيلاء أهمية خاصة" للمشاريع التي يشارك فيها عدد مهم من حاملي بطاقة الفنان غير الموظفين: بمعدل عشر مستفيدين لكل مشروع موسيقي أو مسرحي، تكون نسبة 70 بالمائة منهم حاملة لبطاقة الفنان (إضافة إلى الفنانين الذين وضعوا طلباتهم للحصول على البطاقة حيث تم قبول وصل الإيداع كذلك) لكسب الأهلية للدعم، أي أن أزيد من 2400 حامل لبطاقة الفنان هم من سيستفيدون من 459 مشروعا حاصلا على دعم 2020؛ و"إيلاء أهمية خاصة" لحاملي المشاريع الذين لم يسبق لهم أن استفادوا من الدعم: أكثر من 80 بالمائة من 459 حامل مشروع مدعم سنة 2020 لم يستفيدوا من دعم 2019.

انفتاح وإنصات

قال الفردوس إن وزارته تعمل جاهدة لرقمنة مسلسل طلب عروض مشاريع، من أجل تحسين التواصل مع مجموع الأطراف المتدخلة وتخفيض حجم التبادل الورقي وتسهيل الولوج إلى الدعم. وأشار إلى أن "سياسة دعم المشاريع الفنية تظل مجهودا قابلا للتجويد والتطوير"، وأن وزارته تبقى "منفتحة على الإنصات للمقترحات البناءة".

وشدد الوزير على أن "الدعم عن طريق طلبات عروض مشاريع لا يمكنه أن يقوم مقام تعميم التغطية الاجتماعية". وختم بأن الوزارة ستقوم، في الأسابيع المقبلة، بشراكة مع مختلف الفاعلين، بــ"التحضير لتنفيذ هذا الورش الاستراتيجي والمهيكل".