لا تعترف الصين صراحة بمواجهتها أزمة غذاء تتفاقم يومًا بعد يوم، لكن الإجراءات المتخذة، خصوصًا حملة الأطباق النظيفة للحد من هدر الطعام دليل على عمق هذه الأزمة.

إيلاف من بيروت: تتكتم الصين بشكل تام على الأزمة الغذائية التي تضرب البلاد، على الرغم من إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ أنّ كمية الطعام المهدورة "مقلقة"، وعلى الرغم من حملات دعائية تصور أطفالًا وجنودًا وعمال مصانع يلمعون أطباقهم الخاوية.

في هذا الإطار، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "لا طعام كافيًا في الصين، ولا مشروبات كافية أيضاً، ولا ما يكفي الناس من بيض ومأكولات بحرية وخضار. كما أن لحم الخنزير والذرة اللذين يعدّان أكثر الأطعمة شيوعاً في الصين ليسا متوافرين بعد انتشار حمى الخنازير الأفريقية والفيضانات التي دمرت محاصيل الذرة".

في هذا العام، تعتمد الصين على الولايات المتحدة لتعويض نقصها من الذرة، وهو ما كانت تتجنبه سنوات طويلة بتخزينها الحبوب دائمًا، وكذلك يواجه حلفاء بكين في العالم النامي أسوأ أزمة أمن غذائي منذ عقود، بحسب "واشنطن بوست". لكن في المقابل، تؤكد بكين أنها ليست واقعة في أزمة غذاء، ولديها ما يكفيها من القمح، فيما راقبت الحكومة بقلق ارتفاع أسعار لحوم الخنازير بنسبة 135 في المئة في فبراير، وتابعت الضرر الحاصل في محاصيل الخضروات نتيجة الفيضانات.

قدمت السلطات الصينية لشعبها حلًا غيربًا، هو "حملة الأطباق النظيفة" التي أطلقت في أغسطس للحد من هدر الطعام من دون إثارة القلق العام، فتقدّم بعض المطاعم نصف وجبات تماشياً مع سياسات تقشفية فرضت عليها. كما تم تمييز صناديق الطلبات الخارجية بإشعارات تذكّر العملاء بعدم إهدار الطعام في بعض المطاعم. وفي بعض المدارس، توجب على الطلاب إرسال مقاطع فيديو قصيرة عن العشاء للمعلمين في كل ليلة للتحقق من قيامهم بتنظيف أطباقهم.

والجدير ذكره أنّ الأمن الغذائي هو أحد أقدم التحديات التي واجهها الحزب الشيوعي الصيني بعد موت الملايين من الجوع خلال المجاعة بين عامي 1959 و1962، في عهد ماو تسي تونغ.