ايلاف من لندن: اقر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن الهجمات على البعثات الدبلوماسية في بلاده تنفذها جماعات مسلحة عراقية بتأثير ايراني، مؤكدا اعتقال عدد من المتهمين بها، وحذر من ان اغلاق السفارة الاميركية في بغداد سيؤثر على المنطقة، واشار الى ان زيارة الكاظمي الى السعودية لاتزال قائمة.

واكد وزير الخارجية ان واجب الحكومة العراقية حماية السفارة الأميركية والبعثات الدولية الأخرى .. مشيرا الى ان الحكومة اتخذت مجموعة من الإجراءات التنظيمية والسياسية بهذا الشأن. واضاف "تواصلنا مع الأحزاب والقيادات السياسية لشرح خطورة الوضع"، مبينا انه تم إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص المتهمين بالهجمات.

واشار الوزير في مقابلة مع قناة العراقية الرسمية الثلاثاء الى انه زار طهران مؤخرا، والتقى خلالها بالمسؤولين الايرانيين بشأن الوضع الراهن، مؤكدا ان ايران لديها تأثير على الواقع العراقي.

واوضح ان المسؤولين الايرانيين اكدوا ان الفصائل التي تقوم بالهجمات، عراقية، مضيفا " قلت لهم إن الفصائل عراقية لكن التأثير الإيراني واضح عليها وإيقاف الهجمات ضد السفارة لصالح البلدين العراق وإيران".

وحذر من أن خلق فوضى سياسية في البلاد لا يخدم أي طرف وستؤثر على المنطقة كلها وليس على العراق فقط، مرجحا قيام ايران بخطوات إيجابية تجاه العراق.

واكد حسين ضرورة نقل الحوار مع إيران من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة.. مشيرا الى ان العراق يحتاج حواراً واضحاً وشفافاً مع إيران الدولة على وفق أسس معلومة.
واضاف قائلا " تواصلنا مع الأحزاب والقيادات السياسية لشرح خطورة الوضع .. مشيرا الى انه تم إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص المتهمين بالهجمات.

الهجمات دفعت واشنطن للتفكير بغلق سفارتها في بغداد
واشار وزير الخارجية العراقي الى ان الولايات المتحدة لم تهدد بغلق سفارتها في العراق الا ان الهجمات على البعثات والمطار تسببت بتفكير الإدارة الأميركية بسحب سفارتها من بغداد.

وقال ان بعض الدول تحركت باتجاه واشنطن لاقناعها بعدم الانسحاب من العراق، موضحا ان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أبلغ الرئيس برهم صالح عبر اتصال هاتفي قلق إدارته من زيادة الهجمات على المنطقة الخضراء ومطار بغداد، مبينا ان الاتصال عبر عن رأي الإدارة بالوضع الأمني وكيفية التعامل مع السفارة.

ونوه وزير الخارجية الى ان الاستهداف والهجمات ضد الشعب العراقي وليس ضد السفارات فقط لان الاستهداف داخل الأراضي العراقية والضحايا عراقيون.. منوها الى ان انسحاب السفارة الأميركية يؤثر على علاقات العراق مع كثير من البعثات الأوربية والعربية.

واوضح ان بعض الدول تحركت باتجاه الولايات المتحدة لحثها على عدم الانسحاب، لان انسحاب سفارة الولايات المتحدة ستكون له تداعيات عديدة،.. مؤكدا ان جميع الدول الغربية والعربية في حال قلق من قرار انسحاب الولايات المتحدة.

تحذير
وحذر من ان انسحاب الولايات المتحدة سيخلق حالة عدم ثقة دولية بالعراق، لافتا الى ان أجيالا من العراقيين قد دفعوا ثمن العزلة الدولية السابقة للعراق.
وشدد وزير الخارجية على ان واجب الحكومة العراقية حماية السفارة الأميركية والبعثات الدولية الأخرى .. مؤكدا ان الحكومة اتخذت مجموعة من الإجراءات التنظيمية والسياسية بهذا الشأن.

واشار الى ان الولايات المتحدة منشغلة حالياً بالانتخابات الرئاسية.. مبينا ان الأميركيين سحبوا 1500 جندي من العراق. واوضح، انه تم وضع جدولة لانسحاب القوات من العراق على وفق جداول فنية عسكرية وأمنية.. مبينا ان العلاقة مع واشنطن يجب أن تكون متينة وأساسية.

واشار حسين الى ان جزءا من عمل مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة التواصل مع جميع الأطراف بالساحة العراقية، حيث كانت لها لقاءات مكثفة مع قيادات في التظاهرات.

وتابع: لدينا نقاشات مستفيضة معها وانها تتحرك ضمن الاطر المحددة لها، ونحن مطلعون تماما على نشاطاتها، مؤكدا ان وجود بعثة الامم المتحدة من صالح العراق وتواجدها له علاقة بالقرارات الدولية.

وبشأن السفراء اكد وزير الخارجية، اختيار السفراء بيد مجلس النواب ، مبينا ان أكثرية السفراء الموجودين أحيلوا على التقاعد وينبغي اختيار سفراء جدد.
وتابع: سنعيد النظر بخارطة توزيع السفارات في دول العالم، ونعوّل على التواجد في الدول المؤثرة وقرب الجاليات العراقية، مشيرا الى ان التقييم يجب أن يكون على أساس العمل وليس الدين والقوميات.

زيارة الكاظمي للسعودية على جدول الاعمال
ولفت الى ان الحكومة تعتمد على سياسة التوازن بالعلاقات، منوها الى ان زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للسعودية مازالت على جدول الأعمال. وكشف عن زيارة مرتقبة سيقوم بها الى القاهرة الاسبوع المقبل يلتقي خلالها مع وزيري خارجية مصر والاردن، للتمهيد لانعقاد المجلس التنسيقي الرئاسي للبلدان الثلاثة.

والسبت الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن الولايات المتحدة اوصلت انزعاجاً وقلقاً مُحقاً حول أمن بعثاتها في العراق وحذر من ان سحب واشنطن لسفارتها في العراق سيؤدي الى انهيار الاقتصاد العراقي، واكد اعتقال العشرات من جماعات الجريمة المنظمة والفساد.

واكد الكاظمي على ضرورة حماية مصالح العراق مع أميركا في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والأمن .. واشار إلى أن هناك من يحاول عرقلة علاقات العراق مع واشنطن، لكنه جاد في حماية البعثات الأجنبية.

وحذر الكاظمي خلال مقابلة متلفزة مع قناة العراقية الرسمية من أن العراق لن يتحمل العزلة الدولية وسينهار اقتصاده إذا ما أغلقت الولايات المتحدة ودول أخرى سفاراتها في البلاد.. منوها الى ان العراق ولغاية هذه اللحظة، فإن واردات نفطه تتعلق بالولايات المتحدة، وما زالت أغلب ودائعه لديها". واشار الى ان العراق دولة مهمة في المنطقة يحكمها الدستور الذي ينص على بناء العلاقات مع دول العالم.