التقى السفير الأميركي في العراق كلًا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء العراقيين، وكان البند الأساس في اللقاءين السبل الكفيلة حماية البعثات الأجنبية من خطر الصواريخ.

ايلاف من لندن: فيما بدأت لجنة عليا أمنية عسكرية برلمانية اجتماعاتها في بغداد الثلاثاء للتحقيق في الخروقات الامنية التي تستهدف البعثات الدبلوماسية والمصالح الاجنبية في العراق، بحث السفير الاميركي في العراق ماثيو تولر مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التطورات الامنية واستهداف المصالح الاجنبية، بعد مباحثات مماثلة مع الرئيس برهم صالح.

التقى الكاظمي بالسفير تولر، يرافقه قائد قوات التحالف ضد الإرهاب في العراق الجنرال بول كالفيرت، وبحثا في تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق في المجال الأمني، وتناولا آخر الجهود المتواصلة في ملاحقة فلول داعش.

وكان موضوع استهداف البعثات والمراكز الاميركية على طاولة النقاش ايضا.

وتطرّق اللقاء كذلك الى الملفات المتعلقة بتنفيذ مخرجات الحوار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

دعم حماية البعثات الدبلوماسية

جاء هذا الاجتماع في اعقاب آخر عقده الرئيس برهم صالح مع تولر، حيث عبر عن امنياته بالشفاء العاجل للرئيس دونالد ترمب وزوجته ميلانيا من فيروس كورونا، وشدد على اهمية التعاون الدولي المشترك في مواجهة الوباء وتحجيم اضراره.

تم خلال الاجتماع بحث العلاقات بين البلدين وتطويرها نحو آفاق التعاون في مختلف المجالات في سياق الحوار الاستراتيجي بينهما وتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الأمنية والصحية، وتنسيق الجهود الدولية المشتركة لمواجهة وباء كورونا، الى جانب مناقشة تطورات الأوضاع في العراق والمنطقة.

وتم تأكيد ضرورة دعم إجراءات الحكومة في حماية البعثات الدبلوماسية وترسيخ سلطة الدولة في فرض القانون لتحقيق الامن والاستقرار وضرورة تخفيف التوترات في المنطقة عبر الحوار وصولاً الى السلام، وإيجاد الأرضية المناسبة للتعاون المشترك في مجالات التنمية والتقدم.

وأكد تولر التزام بلاده دعم استقرار العراق وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين في المجالات كافة.

لجنة عسكرية برلمانية عليا

في وقت سابق الثلاثاء، ترأس الكاظمي أول اجتماع للجنة أمنية عسكرية برلمانية عليا برئاسة مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي للتحقيق في الخروقات الامنية التي تستهدف البعثات الدبلوماسية والمصالح الاجنبية في العراق، على ان تنجز مهمتها خلال 30 يوما.

نوه الكاظمي بان الهجمات تجاوزت كل الحدود، فهي تقتل المواطنين وتسيء الى مستقبل العراق وعلاقاته.

وتضم اللجنة بحسب وثيقة رسمية لأمر ديواني موقع من الكاظمي واطلعت "ايلاف" على نسخة منه قادة عسكريين ورؤساء أجهزة أمنية ومسؤولي اللجنة الامنية في البرلمان "للتحقيق في الخروقات الامنية التي تشمل الهجومات بصواريخ الكاتيوشا التي تستهدف المنطقة الخضراء وسط العاصمة التي تضم مقار الرئاسات العراقية والبعثات الدلوماسية الاجنبية والاممية وكذلك مطار بغداد الدولي بصواريخ الكاتيوشا .. اضافة الى استهداف الارتال العسكرية للتحالف الدولي لمواجهة داعش بالعبوات الناسفة.

اختبار حقيقي للدولة


قال الكاظمي خلال اجتماع اللجنة "إن هذه اللجنة المتشكلة من الأجهزة التنفيذية الأمنية، ولجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، إنما تمثل رأي الوحدة الوطنية، وستعتمد ذلك في عملها".

أضاف الكاظمي أن الجهات التي قتلت وجرحت عراقيين أبرياء، بخلاف ما يروّج المبررون لهذه الإعتداءات، إنما تسيء الى مستقبل العراق وعلاقاته.

وبيّن أن هذا الأمر قد تجاوز حدوده في ظل الأزمات المركّبة التي يعيشها العراق وأن العراق اليوم أمام مسؤولية تأريخية، إذ أن الدولة تمر باختبار حقيقي.

وأشار الى ان هذه اللجنة مخوّلة في الحصول على أي معلومات تطلبها من أي جهة، وننتظر منها أن تأتي نتائجها ضمن الإطار الزمني المحدد لها، كما أن مخرجات هذه اللجنة ستسهم في تثبيت هيبة الدولة والمؤسسة العسكرية ومهنيتها.

تأتي هذه التحركات اثر تهديدات لواشنطن مؤخرا باغلاق السفارة الاميركية في العراق في حال استمرت المليشيات العراقية الموالية لإيران باستهدافها بالصواريخ.