بعد مناظرة نارية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن، جاء دور نائبيهما ليدخلا حلبة النقاش والمواجهة ليدافع كل منهما عن برنامج رئيسه ويحاول إقناع الناخبين بالتصويت له.

وتوصف هذه المناظرة بأنها تاريخية واستثنائية نظرا للظروف التي جاءت فيها.

فالرئيس المترشح ترامب مصاب بفيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، وتأذى منه 330 مليون في مختلف أنحاء البلاد. هذا فضلا عن معركة المحكمة العليا والاضطرابات العرقية وأعمال العنف وغيرها من المشاكل التي تشغل بال الأمريكيين.

من يشارك في المناظرة؟

من جهة نجد كامالا هاريس التي تطمح إلى أن تكون أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

وتعد عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، البالغة من العمر 55 عاما، واحدة من أشرس المستجوبين في الكونغرس، ومحامية سابقة يرتعد من أسئلتها الشهود عند استجوابهم في مجلس الشيوخ.

وفي الجهة المقابلة نجد نائب الرئيس الجمهوري المعروف بهدوئه المثير، كما أنه نادرا ما تصدر عنه سقطات في حديثه لوسائل الإعلام. ولكنه لن يكتفي بالدفاع في المناظرة. وسيحاول استغلال نقطة واحدة يتفوق فيها وهي تجربته في منصب نائب الرئيس.

يبلغ بنس من العمر 61 عاما وهو متحدث لطيف ومسيحي ومتدين من ولاية إنديانا. وعلى الرغم من الاختلافات بينه وبين ترامب فإن بنس أظهر ولاء منقطع النظير لرئيسه، خلال كامل فترة حكمه، وسار معه جنبا إلى جنب في جميع المراحل والقضايا المثير للجدل التي واجهته.

هل هناك من يلقي بالا لهذه المناظرة؟

لا يعير عادة المهتمون بالانتخابات الأمريكية اهتماما للمناظرة بين المرشحين لمنصب النائب، ولكن الظروف الاستثنائية التي تجري فيها هذه الانتخابات جعلتها محط الأنظار، لمن يريد قياس قوة كل فريق.

فبعدما أصيب الرئيس بمرض كوفيد 19 انتبه الأمريكيون إلى أن أماهم مرشحان هما الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة. ومن هنا جاءت أهمية من سيخلف الرئيس إذا حدث له مانع. وعلى كل مرشح لمنصب النائب إثبات استعداده لتولي المسؤولية الكبرى.

وكانت المناظرة بين ترامب وبايدن معدمة من الأفكار السياسية إلى درجة أن قال البعض إنهم يتوقون إلى نقاش حقيقي حول نظرة كل فريق لمستقبل الولايات المتحدة.

وقد تكون هذه آخر مناظرة قبل موعد الانتخابات إذا طال مرض الرئيس. لذلك وصفت بأنها المناظرة بين النائبين الأكثر أهمية في تاريخ الولايات المتحدة.

هل أدت إصابة ترامب إلى تغييرات؟

يعرف القائمون على التنظيم أن الرئيس ترامب ربما كان يحمل الفيروس خلال مناظرته مع جو بايدن، وأنه ربما نقل العدوى إلى منافسه وإلى مدير النقاش، وإن كانت الاختبارات كشفت أنهما غير مصابين حتى الآن، وعليه فإنهم حريصون على عدم تكرار الخطأ نفسه.

فقد تقرر زيادة المسافة الفاصلة بين هاريس وبنس على منصة النقاش إلى 3.6 أمتار بدلا من مترين، ووضع حاجز من الزجاج على جانبي كل واحد منهما من أجل التقليل من إمكانية انتقال العدوى المحتملة. ولا يزيد الحضور عن 200 شخص في قاعة محاضرات بجامعة يوتا.

ونقلت قناة سي بي أس الإخبارية عن مسؤول في فريق بنس قوله إن نائب الرئيس يعترض على وضع حاجز زجاجي حوله فوق المنصة.

هل ستغرق المناظرة في الفوضى كسابقتها؟

من غير المرجح أن تنحدر المناظرة إلى الشتائم مثلما حدث في المناظرة بين ترامب وبايدن، لأن هاريس وبنس محاوران شديدان، ومعروفان باللباقة ورباطة الجأش.

ففي عام 2016 نجح بنس في الدفاع عن ترامب ومهاجمة هيلاري كلينتون، كما أنه تفوق على المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم كين دون أن يخرج عن طوره. وأصبحت تلك علامة مميزة له أن يكون قويا دون أن يرفع صوته.

أما هاريس فتتحدث مثل المحامية، تتحكم في نفسها دائما، فلا تنفلت منها الكلمات دون ميزان. فقد دمرت جو بايدن في منافسة بينهما على تمثيل الحزب الديمقراطي، إذ ركزت حديثها الدقيق والثابت على نقطة ضعف وجدتها في مواقف تاريخية له من الحقوق المدنية.

تسهيل مهمة مدير المناظرة

تتكفل بإدارة المناظرة هذه المرة سوزان بيج، وهي مديرة مكتب صحيفة يو أس أي توداي في واشنطن. وقد غطت بيج 10 انتخابات رئاسية أمريكية.

ولن تجد أي صعوبة في إدارة النقاش بين بنس وهاريس، وهي من حاورت 9 رؤساء أمريكيين حتى الآن.