واشنطن: وجّهت محكمة في واشنطن لجامع تبرّعات سابق للرئيس دونالد ترمب تهمة الضغط بشكل غير مشروع على الحكومة الأميركية للتخلي عن تحقيقها بشأن فضيحة الفساد المرتبطة بصندوق "1إم دي بي" السيادي الماليزي ولترحيل ملياردير صيني منفي.

ووجّهت محكمة واشنطن الفدرالية إلى إليوت برويدي تهمة التآمر للتصرف كعميل أجنبي غير مسجّل بعد الاشتباه بأنه وافق على الحصول على ملايين الدولارات للضغط على إدارة ترمب.

وجاء في لائحة الاتهام التي نُشرت علنا الخميس أنه تم تجنيد برويدي في 2017 على أيدي مواطن أجنبي لم يذكر اسمه، يعتقد أنه الماليزي لو تايك جو، للضغط على مسؤولين أميركيين لإغلاق التحقيق في فضيحة خيّمت على رئيس الوزراء الماليزي آنذاك نجيب عبد الرزاق.

وتتعلّق الفضيحة باختلاس أكثر من 4,5 مليارات دولار من صندوق "1ماليزيا للتنمية بيرهاد" الاستثماري. ويشتبه بأن لو لعب دورا أساسيا في نقل وإخفاء قسم من الأموال المسروقة.

وكان برويدي حينها نائب رئيس الشؤون المالية في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بعدما كان بين أهم جامعي التبرعات لحملة ترمب الانتخابية عام 2016 التي أوصلته إلى الرئاسة.

وبعدما تم تجنيده من قبل لو، طلب برويدي شخصيا من ترمب دعوة نجيب للعب الغولف خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الماليزي حينها في سبتمبر 2017 إلى الولايات المتحدة، بحسب لائحة الاتهام.

وكان الهدف، بحسب الوثيقة، منح نجيب فرصة "لمحاولة حل مسألة '1إم دي بي'" مع الرئيس الأميركي.

ولم تجرِ لعبة الغولف بينهما قط ووجّهت اتهامات للو عام 2018 على خلفية دوره في نهب المليارات من الصندوق السيادي.

ونفى لو الذي يواجه اتهامات في ماليزيا كذلك جرّاء الفضيحة، أن يكون ارتكب أي مخالفات. ولا يزال مكان تواجده غير معروف.

وإضافة إلى ذلك، عرّف لو في مايو 2017 برويدي على وزير دولة صيني وناقشا رغبة بكين في أن ترحّل واشنطن رجل أعمال صيني في الولايات المتحدة، بحسب لائحة الاتهام.

ولم يذكر اسم أي الرجلين في وثيقة المحكمة، لكن يعتقد أن رجل الأعمال هو غيو وينغي، وهو رجل أعمال بارز معارض للنظام الصيني.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن المسؤول الصيني هون سون ليجون، الذي كان حينها نائب وزير الأمن العام النافذ في بكين.

وتتحدث لائحة الاتهام عن ضغط برويدي الكثيف على البيت الأبيض ووزارة العدل وأجهزة إنفاذ القانون لصالح الصين، بما في ذلك تواصله بشكل غير مباشر مع ترامب.

وهدفت ضغوط برويدي إلى "تحقيق ملايين الدولارات عبر استغلال قدرته على الوصول وما يعتبر نفوذه لدى الرئيس وإدارته".

وجاء الاتهام بعد أسابيع على اعتراف سيدة الأعمال من هاواي نيكي مالي لوم دافيس، الشريكة الرئيسية للو وبرويدي، بتهمة الضغط بشكل غير مشروع في قضيتي "1إم دي بي" وغيو.

ولا يزال غيو في الولايات المتحدة حيث يواصل حملته ضد السلطات الصينية ويعمل عن قرب مع شخص آخر كان مقربا من الرئيس الأميركي هو ستيف بانون.

وتم توقيف بانون في اغسطس عندما كان على متن يخت تابع لغيو قبالة ساحل كونيتيكت واتهم بالاحتيال على المتبرعين لمشروع الجدار مع المكسيك.