إيلاف من لندن: لبت كل من أرمينيا وأذربيجان دعوة الرئيس الروسي للتفاوض لوضع حلول للصراع بينهما، على خلفية التصعيد العسكري في إقليم قره باغ. وقالت موسكو إنها سيشاركان بمفاوضات.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن يريفان وباكو أكدتا مشاركة وزيري خارجيتهما في المشاورات المقرر عقدها في موسكو اليوم الجمعة.

جاء ذلك بعد أن حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس طرفي النزاع في قره باغ على إعلان هدنة إنسانية، كما دعا وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا إلى موسكو في 9 أكتوبر لإجراء مشاورات حول هذه القضايا بوساطة وزير الخارجية الروسي، حول منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية التي تشهد معارك بين الجانبين.

بيان الكرملين
وقال الكرملين في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الخميس إن "وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا مدعوان إلى زيارة موسكو في التاسع من أكتوبر، لإجراء مشاورات" بوساطة من الخارجية الروسية.
وكان وزير الخارجية الأذربيجاني في جنيف الخميس للاجتماع مع مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وتضم روسيا وفرنسا والولايات المتحدة. وهي مُكلّفة الوساطة الدولية في هذا النزاع المستمرّ منذ أكثر من ثلاثين عاما.

قصف
واستمر تبادل القصف بين الانفصاليين الأرمن وقوات أذربيجان في ناغورني قره باغ الخميس، وطال مرتين في بضع ساعات كاتدرائية تحمل رمزية كبيرة، في إشارة سلبية تسبق أول اجتماع وساطة دولية حول هذا النزاع في جنيف.
وتواصل قصف ستيباناكرت، عاصمة إقليم قره باغ الانفصالي، ومناطق مأهولة في أذربيجان طوال اليوم، وفق السلطات المحلية.
ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من "تدويل" النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسيا وتركيا وإيران والغرب، لا سيما أن باكو تحظى بدعم تركي فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.

كارثة إنسانية
وعلى صلة، أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان أن منطقة قره باغ المتنازع عليها "تواجه كارثة إنسانية بسبب سلوك أذربيجان"، مبديا استعداد يريفان لاستئناف الحوار لخفض التصعيد القائم.

وصرح باشينيان، خلال اجتماع المجلس المشترك بين الحكومات التابع للاتحاد الاقتصادي الأوراسي المنعقد في يريفان اليوم الجمعة، بأن تصرفات أذربيجان وحليفتها تركيا ليست موجهة ضد جمهورية قره باغ المعلنة ذاتيا (والمدعومة من يريفان) بل وضد أرمينيا أيضا، واصفا ما يجري في قره باغ الآن بأنه "عدوان أذري-تركي على الشعب الأرمني".

وقال باشينيان إن "مرتزقة من سوريا يشاركون في النزاع إلى جانب أذربيجان"، مشيرا إلى بيانات صادرة عن دول أخرى وتقارير إعلامية بهذا الشأن.
وشدد رئيس الوزراء الأرمني على أن أذربيجان تستخدم كافة أنواع الأسلحة الحديثة في المعارك المتواصلة على مدى الأسبوعين الأخيرين على طول خط التماس في قره باغ، محملا باكو المسؤولية عن استهداف مدن وقرى ومرافق مدنية في المنطقة.

كلام علييف
من جهته، وتزامنا مع انطلاق محادثات في موسكو بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف إنه يقدم ليريفان "الفرصة الأخيرة" للعودة إلى المفاوضات وسحب قواتها من إقليم قره باغ، وذلك تزامنا مع انطلاق مشاورات مع أرمينيا في موسكو بوساطة روسية.
وقال علييف في خطاب متلفز لشعب بلاده إنه ينبغي على أرمينيا قبول المبادئ الأساسية لتسوية نزاع قراه باغ ومغادرة الأراضي المحتلة لأذربيجان.
وأكد علييف أنه لا يوافق على طرح أن هذا النزاع لا حل عسكريا له، وأضاف: "لقد غيرنا الوضع القائم في قره باغ ولا خط تماس الآن فنحن دمرناه".
وصرح علييف بأن أذربيجان ستستعيد أراضيها بأي وسيلة، لكنها تريد أن تفعل ذلك سلميا وتعطي أرمينيا "الفرصة الأخيرة".

وعبر رئيس أذربيجان استعداده للعودة للمحادثات بشأن قره باغ لكنه جدد تمسكه بسيادة بلاده الكاملة على الإقليم، وأضاف أنه لن تكون هناك أي مفاوضات إذا أصرت أرمينيا على اعتبار قره باغ جزءا من أراضيها.

وذكر الرئيس الأذربيجاني أن قوات بلاده سيطرت على 9 بلدات في قره باغ، منها بلدة غادروت، فيما نفت وزارة الدفاع الأرمنية في وقت لاحق فقدان هذه البلدة.