تمول أميركا، بدلًا من الصين، بناء وحدتين جديدتين في المحطة النووية الوحيدة في رومانيا، بعد توقيع وزير الطاقة الأميركي ونظيره الروماني فى واشنطن اتفاقية تعاون لتوسيع وتحديث محطة سيرنافودا.

بوخارست: أعلنت وزارة الطاقة الرومانية الجمعة أن الولايات المتحدة ستمول بدلا من الصين بناء وحدتين جديدتين في المحطة النووية الوحيدة في رومانيا.

ووقع وزير الطاقة الأميركي دان برويليت ونظيره الروماني فيرجيل بوبيسكو فى واشنطن "اتفاقية تعاون بين الحكومتين حول توسيع وتحديث" محطة سيرنافودا جنوب شرق البلاد، وفقا لبيان صادر عن وزارة الطاقة الأميركية.

وعند تنفيذ هذه الاتفاقية "التاريخية" على أرض الواقع، ستتمكن رومانيا من "استخدام الخبرة والتكنولوجيا الأميركية جنبا إلى جنب مع فريق متعدد الجنسيات لبناء الوحدتين الثالثة والرابعة وتحديث الوحدة الأولى" حسب المصدر نفسه.

وأشار السفير الأميركي المعتمد في بوخارست أدريان زوكرمان، من جهته، إلى أن "شركة أميركية كبيرة هي إيكوم ستكلف هذا المشروع بقيمة إجمالية تبلغ ثمانية مليارات دولار بمساندة شركات رومانية وكندية وفرنسية"، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل حول الشركات المعنية.

واعتبر أن رومانيا قد تحررت من "التأثير الخبيث" للصين، التي كان من المفترض أن تبني الوحدتين في بادئ الأمر.

وقال السفير الأميركي "لن يتعين على رومانيا أن تخشى المخاطر" التي يشكلها النظام الشيوعي الصيني "لأنها ألغت الاتفاقية المبرمة مع مجموعة الصين العامة للطاقة النووية".

ومن المقرر أن يتم إبرام اتفاقية التمويل المتعلقة بمشروعات سيرنافودا ومشاريع أخرى، أي "أكبر حزمة مالية تتلقاها رومانيا على الإطلاق"، مع مصرف إكسيم الأميركي، بحسب السفير.

وألغت رومانيا في حزيران/يونيو اتفاقا مع "مجموعة الصين العامة للطاقة النووية" حول بناء وحدتين جديدتين في المحطة النووية بسيرنافودا جنوب شرق البلاد، على خلفية الحذر المتزايد من الاستثمارات الصينية في أوروبا.

وكانت "مجموعة الصين العامة للطاقة النووية" المرشح الوحيد لبناء الوحدتين الثالثة والرابعة في سيرنافودا خلال طلب عروض فتح في بوخارست عام 2014.

لكن، وضعت الولايات المتحدة المجموعة الصينية على "قائمة سوداء" لشركات تتهمها بالسعي لسرقة تقنيات أميركية لاستعمالها لأغراض عسكرية.

وتعهدت شركة "نوكليير الكتريكا"، التي تملك أغلب حصصها الدولة الرومانية، البحث عن مستثمرين آخرين. وأكدت الحكومة أنها تفضل "إيجاد شريك من ضمن الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي" لتوسيع المحطة النووية.

وهناك شراكة بين "مجموعة الصين العامة للطاقة النووية" وشركة "كهرباء فرنسا" في موقعين نويين، في الصين وإنكلترا.

وتواجه رومانيا صعوبات منذ حوالي عقد لإطلاق مشروع سيرنافودا. وانسحبت ستّ شركات أوروبية من المشروع عقب توقيعها اتفاقا مع "نوكليير الكتريكا" في 2008، وذلك على خلفية شكوك تحيط بمستقبل المحطة.

ويوفر المفاعلان العاملان في سيرنافودا 17 بالمئة من حاجات رومانيا من الكهرباء.