فرضت طهران السبت غرامات مالية على مخالفي إجراءات كورونا، في ظل ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، على أن تتولى الشرطة حفظ التزام سكان العاصمة، وتحديد الغرامات التي تدفع في حساب مصرفي تابع لوزارة الصحة.

طهران: أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت فرض غرامات مالية على مخالفي الإجراءات الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد في طهران، في ظل ارتفاع للإصابات والوفيات بكوفيد-19 تشهده البلاد في الفترة الأخيرة.

وسجلت الجمهورية الإسلامية التي تعد أكثر دول الشرق الأوسط تضررا بالجائحة، حصيلة قياسية في الإصابات والوفيات هذا الأسبوع، بعد مسار تصاعدي منذ مطلع أيلول/سبتمبر.

وأوضح روحاني أن عناصر من الشرطة والأمن ومفتشين سيدققون في التزام سكان العاصمة، ويحددون المخالفين الذين سيلزمون بدفع غرامة خلال مهلة أسبوعين، لصالح حساب مصرفي تابع لوزارة الصحة.

وأضاف في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للجنة الوطنية المكلفة مكافحة كوفيد-19، أنه في حال امتنع المخالفون عن تسديد القيمة "سيكونون مدينين (للدولة)، وسيتم اقتطاع قيمة المخالفة من حسابهم (المصرفي) بطرق مختلفة"، من دون أن يحددها.

وهي المرة الأولى تفرض فيها السلطات غرامة مالية على مخالفي البروتوكولات الصحية، منذ تسجيل أولى حالات كوفيد-19 في إيران في شباط/فبراير.

وبموجب الإجراءات الجديدة، ستتم معاقبة من لا يلتزم بالعزل المنزلي في حال المرض، أو من لا يضع كمامة في كل الأماكن العامة (بما في ذلك في الهواء الطلق)، إضافة الى المؤسسات التجارية والموظفين الحكوميين غير الملتزمين، أو الذين يوفرون خدمات لأشخاص غير ملتزمين.

وتراوح قيمة الغرامات بين 500 ألف ريال إيراني (نحو 1,6 دولارا) لعدم وضع كمامة في الأماكن العامة، و10 ملايين (32,8 دولارا) كحد أقصى للمؤسسات غير الملتزمة.

ويأتي فرض الغرامات المالية بينما تشهد الجمهورية الإسلامية صعوبات اقتصادية تعود بالدرجة الأولى للعقوبات القاسية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبارا من 2018، بعد انسحابها بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

وفقد الريال نحو 90 بالمئة من قيمته إزاء الدولار في الأعوام الثلاثة الماضية. ويناهز الحد الأدنى للأجور عتبة 18 مليون ريال (59 دولارا) شهريا.

وأشار روحاني الى أن الغرامات قد تعمّم على مدن أخرى في فترة لاحقة.

وخلال الأسبوع الحالي، سجلت إيران حصيلتين قياسيتين في تعداد كوفيد-19، اذ أعلنت الأربعاء وفاة 239 شخصا خلال 24 ساعة، والخميس إصابة 4392 خلال فترة زمنية مماثلة.

وفي سعي للحد من انتقال العدوى، اتخذت سلطات العاصمة قرارا بإغلاق العديد من الأماكن العامة اعتبارا من الثالث من تشرين الأول/أكتوبر. وكان الإغلاق مقررا لفترة أسبوع، لكن محافظ طهران أنوشريفان محسني بندبي قال للتلفزيون الرسمي الجمعة، إن هذا الإجراء سيتم تمديده حتى الأربعاء.

وأعادت السلطات بهذا الإغلاق الجزئي، اعتماد إجراءات سبق لها تطبيقها، وخففت تدريجا اعتبارا من نيسان/أبريل لدفع العجلة الاقتصادية.

ولم تفرض إيران منذ بدء الأزمة الصحية، إجراءات إغلاق شاملة كالتي قامت بها دول عدة، لاسيما خلال فترة آذار/مارس ونيسان/أبريل.

والسبت، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن عدد المصابين بكوفيد-19 منذ شباط/فبراير بلغ 496,253 مع تسجيل 3875 إصابة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بينما وصل عدد الوفيات الى 28,293 مع 195 إضافية.