يستعدّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب لحضور تجمعات انتخابية بعد إعلانه شفاءه من كورونا، ما يقلق أخصامه وخبراء آخرون حيال قرار ربما يكون متسرعاً.

واشنطن: بعد بضعة أيام فقط من خروجه من المستشفى حيث تلقى علاجاً تجريبياً ضد كوفيد-19، يستعدّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جديد لتنظيم تجمعات ضمن حملته الانتخابية أمام الجمهور. لكن أخصامه وبعض الخبراء يشعرون بالقلق حيال قرار قد يكون متسرعاً جداً.

يقول أميش أدالجا الخبير في الأمراض المعدية والأستاذ في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور إن هناك اختلافات كبيرة في مدة تعافي المصابين بكوفيد-19.

ويوضح أن "بعض المرضى يمكن أن يستأنفوا نشاطهم اليومي بسرعة جداً. أما بالنسبة لآخرين فيستغرق الأمر أسابيع عدة".

ويشرح الطبيب أن "بالنسبة لرجل سبعيني مصاب بكوفيد-19 وأُدخل إلى المستشفى، يستغرق الأمر عموماً بضعة أسابيع ليستعيد نشاطه الطبيعي".

ويضيف "لكن بما أنه الرئيس، هناك الكثير من الناس حوله لمساعدته. لا يذهب على الأرجح للتسوّق ولا يقود السيارة".

وأمضى ترمب البالغ 74 عاماً ثلاث ليالٍ في المستشفى قبل أن يعود في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر إلى البيت الأبيض الذي يضمّ وحدة طبية. وسينظّم السبت أول تجمع عام منذ تشخيص إصابته وقد أعلن عن تجمع انتخابي في فلوريدا الاثنين.

تشير مديرة قسم العناية المركزة في مجموعة نورث ويل هيلث الاستشفائية في نيويورك مانغالا ناراسيمهان إلى أن المرضى في عمر ترمب الذين وُضعوا على أجهزة التنفس لمعالجة التهاب رئوي، يواصلون الشعور بالتعب الشديد وآلام العضلات لبعض الوقت.

ويشير الطبيبان إلى أنه من الصعب جداً معرفة وضع ترمب الصحي بعد تعافيه لأن الفريق الطبي وأوساط الرئيس أعطوا معلومات مبهمة ومتناقضة أحياناً.

الخطر الأكثر شيوعاً جراء القيام بنشاط مفرط بعد مرض هو إضعاف النظام المناعي.

وتوضح ناراسيمهان أن ترمب "بحاجة إلى نظامه المناعي لمكافحة الفيروس، لذلك يُقال لكم إنه يجب الاستراحة وشرب كمية كبيرة من المياه (بعد المكوث في المستشفى) لأن نظامكم المناعي يجب أن يكون في أفضل مستوياته".

وهذا الأمر مهمّ جداً بالنسبة للمصابين المسنين لأنهم أكثر عرضة للانتكاس مع ظهور أعراض مثل الحرارة.

ويشير أدالجا إلى أن تفاصيل تاريخ ترمب الطبي ووضعه الصحي مجهولة، وما هو معروف فقط هو أنه يعاني من نوع طفيف من مرض متعلق بالقلب والأوعية الدموية.

وتضيف ناراسيمهان أن أطباء ترمب لم يكشفوا للعلن نتائج الفحوص التي أجراها في المستشفى التي قد تعطي مزيداً من التفاصيل.

ومن بين هذه الفحوص، "مؤشرات الالتهابات" التي تكشف كيف يتعافى من المرحلة الالتهابية للمرض أو تحاليل الدم لمعرفة مدى خطورة إصابته بجلطات.

وتقول إن "المرضى يميلون إلى الإصابة بجلطات دموية وبناء على بعض التحاليل، يجب متابعتهم لمدة ثلاثين يوماً" وربما تناول دواء لتجنّب ذلك.

وتشير إلى أن "هناك الكثير من العوارض والآثار الجانبية لهذا الفيروس، التي نبدأ بفهمها".

ويستمرّ قسم صغير من المصابين خصوصاً بالشعور بالتعب وضيق التنفس لأشهر عدة.

أعلن طبيب البيت الأبيض شون كونلي أنه يتوقع أن "يتمكن الرئيس من استئناف أنشطته العامة" السبت "من دون خطر"، مشيراً إلى أن فحصه الإيجابي يعود إلى عشرة أيام خلت.

لكن المدة الأهمّ هي عدد الأيام التي مرت من دون أعراض، وهذا العدد لم يكشف عنه.

وتوصي المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها، المرضى الذين أُصيبوا بكوفيد-19 بشكل طفيف أو معتدل، بعزل أنفسهم لمدة عشرة أيام بعد 24 ساعة من اختفاء العوارض وتدني حرارة أجسامهم.

أما بالنسبة للمصابين بأعراض أكثر حدة، فتوصي هذه المراكز بمدة عزل تصل إلى عشرين يوماً. وتقول ناراسيمهان إن في حالة ترمب "لا نعرف ما إذا كانت (الأعراض) معتدلة أو حادة".

وبدا الدكتور أنطوني فاوتشي كبير أطباء الإدارة الأميركية، مطمئناً وقال إنه يثق بالفريق الطبي للرئيس. وصرّح في حدث لإذاعة "سي بي إس نيوز راديو"، "يمكنني أن أضمن لكم أنهم سيخضعونه لفحص قبل السماح له بالخروج".