تايبيه: ناشدت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين السبت نظيرها الصيني شي جينبينغ لخفض التصعيد العسكري والإيفاء بتعهّده "عدم السعي للهيمنة قط" بعدما كثّفت بكين على مدى شهور عمليات اختراق الأجواء التي تنفّذها مقاتلاتها.

وفي خطاب لمناسبة العيد الوطني التايواني، أشارت تساي إلى قلق المجتمع الدولي حيال "ازدياد هيمنة" الصين.

وتعتبر بكين أن تايوان التي تحظى بديموقراطية وحكم ذاتي، جزء من أراضيها ولا تستبعد استخدام القوة لاستعادتها.

لكن تساي أشارت إلى خطاب أدلى به شي مؤخرا أمام الأمم المتحدة قالت إنه منح أهالي تايوان بعض الأمل.

وقالت "أعلن (شي) في تسجيل مصور للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصين لن تسعى قط إلى الهيمنة أو التوسع أو (إلى تأسيس) دائرة نفوذ... نأمل بأن يكون ذلك بداية تغيير حقيقي".

وأضافت "نحن ملتزمون بالمحافظة على الاستقرار عبر المضيق، لكن على تايوان ألا تتحمل وحدها عبء ذلك -- إنه مسؤولية الطرفين".

وازدادت عدائية بكين تجاه تايوان بشكل كبير في عهد شي، الذي اعتبر أن توحيد الجزيرة مع البر الرئيسي أمر "لا يمكن تجنبه".

كما أن موقفه يعد بمثابة رد فعل على انتخاب تساي في 2016 وإعادة انتخابها مجددا هذا العام. وترى تساي المنتمية إلى "الحزب الديموقراطي التقدمي" أن تايوان بلد مستقل وترفض فكرة أن تكون الجزيرة جزءا من "الصين الموحدة".

بدوره، اتهم مكتب شؤون تايوان في بكين تساي بـ"نشر الأفكار الصدامية والمعادية للترويج للاستقلال" في خطابها، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة.

ونقلت الوكالة عن الناطقة باسم المكتب تشو فنغ ليان قولها "ندعو سلطة الحزب الديموقراطي التقدمي للتوقف عن أي تصريحات مستفزة وأي خطوات تروّج للاستقلال وعدم المضي قدما في المسار الخاطئ".

وكثّف الجيش الصيني ضغوطه على تايوان بشكل أكبر من العادة هذه السنة، فأرسل طائراته الحربية إلى مناطق الدفاع الجوي التايوانية بوتيرة غير مسبوقة حتى إنها اخترقت أحيانا ما يعرف بـ"خط الوسط" في مضيق تايوان.

وذهب مسؤول في الخارجية الصينية أبعد من ذلك الشهر الماضي ليقول إنه لا وجود لـ"خط وسط" إذ إن "تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية"، ما أثار تنديدات من تايبيه.

والسبت، اخترقت الطائرات الحربية الصينية منطقة الدفاع الجوي التايوانية للمرة الثامنة هذا الشهر ولليوم الخامس على التوالي خلال الأسبوع الجاري، وفق وزارة دفاع تايبيه.

بدورها، تعهّدت تساي بأن تايوان "لن تقوم بأي تصرف متهور" وستعمل على خفض خطر اندلاع نزاع عسكري.

وقالت "طالما أن سلطات بكين مستعدة لحل الخصومات وتحسين العلاقات عبر المضيق... فنحن على استعداد للعمل معا لتسهيل إجراء حوار ذي معنى".