ليك تشارلز: بدأ سكان لويزيانا تقييم الأضرار التي خلّفتها ثاني عاصفة مدمرة تضرب المنطقة خلال شهرين.

ولم ترد تقارير بعد عن سقوط ضحايا جرّاء العاصفة التي بدأت إعصارا أطلق عليه "دلتا" قبل أن تتحول إلى عاصفة استوائية تراجعت قوتها في وقت تتحرّك باتّجاه مسيسيبي المجاورة.

وعلى الرغم من أن دلتا تسببت بانقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف في كل من لويزيانا وتكساس، إلا أن الأضرار بدت طفيفة بالمجمل.

وفي ليك تشارلز، المدينة التي تعد 75 ألف نسمة والتي بالكاد تجاوزت تداعيات الإعصار لورا، صاحبت دلتا أمطارا غزيرة بلغ منسوبها 40 سنتمترا بينما أغرقت المياه العديد من المنازل وبلغ مستواها أكثر من نصف متر في بعض المناطق.

وقال رئيس البلدية نك هانتر عبر "سي إن إن" السبت "نجمع الحطام وما زال الطريق طويلا أمامنا"، مضيفا أن مرور دلتا بعد الإعصار لورا كان بمثابة "ضربة مزدوجة".

وخلال الليل، مزّقت الرياح العاتية المصاحبة لدلتا الأغطية البلاستيكية زرقاء اللون التي نصبت على الأسطح التي دمرها الإعصار لورا، في اختبار جديدة لاستعدادات السكان ومدى قدرتهم على التحمّل.

وصاحبت دلتا رياح بلغت سرعتها 160 كلم في الساعة عندما ضربت اليابسة الجمعة، إذ تم تصنيفها كعاصفة من الفئة الثانية على مقياس من خمس فئات. لكن بحلول السبت، تراجعت شدة الرياح المرافقة لها إلى 64 كلم في الساعة، بحسب مركز الأعاصير الوطني ومقره ميامي.

وضربت أمواج بلغ ارتفاعها 2,4 متر أو أكثر سواحل لويزيانا في بعض المناطق.

وكانت دلتا عاشر عاصفة كبيرة تضرب البر في الولايات المتحدة هذا العام، وهو عدد أشار خبراء الأرصاد إلى أنه قياسي.

وبقي نحو 600 ألف شخص دون كهرباء السبت في لويزيانا، بحسب موقع "باور أوتج" المتخصص، إلى جانب مئة ألف في تكساس المجاورة، التي ضربت دلتا ساحلها الشرقي.

ولا يزال عشرات عمال الكهرباء في لويزيانا حيث كانوا قدموا من ولايات قريبة للمساعدة في إعادة شبكة الطاقة بعد مرور لورا فيها، وسيعملون السبت على إصلاح الأضرار التي تسببت بها دلتا.

واقتلع لورا، الذي كان إعصارا من الفئة الرابعة عندما ضرب لويزيانا، أسطح المنازل والأشجار ونثر الحطام في الشوارع.

وأعلن حاكم لويزيانا جون بيل إدواردز في وقت سابق أنه تم حشد 2400 عنصر من الحرس الوطني لمساعدة السكان، مشيرا الخميس إلى أن العاصفة تستهدف "منطقة في ولايتنا تعد الأقل استعدادا لمواجهتها".

وخلال الأسبوع، ساعدت شانون فيوزلير أحد أصدقائها في ليك تشارلز في تثبيت ألواح خشبية لحماية نوافذ منزل ضربته شجرة سقطت جرّاء الإعصار لورا.

وقالت فيوزلير (56 عاما) "لا تتسبب الجذوع والأوراق بالكثير من الأضرار، بل قطع المعدن والفولاذ من إطارات نوافذ الأشخاص الآخرين ولافتات المتاجر والمسامير".

وكانت تيري لبين بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نهاية الأسبوع الفائت. وكما فعلت عندما ضرب لورا، توجهت إلى بلدة الكساندريا الواقعة على بعد نحو 160 كلم شمالا.

وقالت لفرانس برس "الأمر مرهق. معي والدتي، تبلغ من العمر 81 عاما وليست في أفضل حال صحيا. ما إن عدنا إلى المنزل بعد لورا، حتى اضطررنا للمغادرة مجددا جرّاء دلتا. بقينا في المنزل لمدة أسبوعين أو ثلاثة".

واقتلعت العاصفة الأشجار وقطعت خطوط الطاقة في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية الأربعاء، لكن المنطقة لم تتعرّض إلى كثير من الدمار ولم يسجل أي قتلى.

ويذكر أن دلتا العاصفة الـ26 التي تحمل اسماً خلال موسم أعاصير نشطة بدرجة غير معهودة في الأطلسي.

ومع ارتفاع درجة حرارة المحيط جراء التغير المناخي، باتت الأعاصير أكثر قوة. ويرجّح العلماء بأن تزداد العواصف من الفئتين الرابعة والخامسة.