إيلاف من لندن: وقعت وكالة الفضاء البريطانية ووكالة ناسا وشركاء آخرون اتفاقية تاريخية حول مبادئ الاستكشاف والعلوم والنشاط التجاري في الفضاء الخارجي، وذلك قبيل إطلاق بعثة إلى القمر مستقبلا.

وسوف تلعب المملكة المتحدة دورا أساسيا في هذه الرحلة. وستشارك مؤسسات تجارية من أنحاء المملكة المتحدة في بناء وحدة الخدمات والوحدة السكنية في “البوابة القمرية”، وهي محطة فضائية جديدة تدور في مدار القمر، وذلك من شأنه أن يعود بفوائد اقتصادية وتوفير فرص عمل عالية المهارة. وقد رصدت المملكة المتحدة بالفعل 16 مليون جنيه إسترليني للمرحلة الأولى من تصميم عناصر المحطة الفضائية هذه.

ويسعى برنامج وكالة ناسا (آرتميس) إلى إنزال أول امرأة والرجل التالي من رواد الفضاء على سطح القمر بحلول سنة 2024. وسوف يتعاون شركاء تجاريون ودوليون لأجل تحقيق تواجد مستدام على سطح القمر كخطوة إطلاق أول بعثة للإنسان إلى المريخ.

تصريح سولواي
وقالت وزيرة شؤون العلوم البريطانية أماندا سولواي إن فرصة نزول أول امرأة على سطح القمر في السنوات القادمة ستكون مصدر إلهام لآلاف الشباب في أنحاء المملكة المتحدة ممن قد يرغبون في العمل بمجال الفضاء أو العلوم.

وأضافت أن هذا الاتفاق التاريخي اليوم، الذي يدعمه 16 مليون جنيه إسترليني من التمويل البريطاني، يؤكد التزامنا بتعزيز دور المملكة المتحدة في قطاع الفضاء العالمي، والبناء على ما نتمتع به من قوة بمجالات الأقمار الصناعية والروبوتات والاتصالات لتنمية اقتصادنا وتحسين الحياة على كوكب الأرض.

وقالت إنه بوجود عدد من الدول والشركات التي تقوم بعمليات في الفضاء، بات من الضروري وضع مجموعة من المبادئ التي تضبط الاستكشافات المدنية للفضاء الخارجي واستخدامه.

يشار إلى أن الولايات المتحدة عملت مع المملكة المتحدة، إلى جانب دول أخرى لها نشاط في الفضاء - ومنها اليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا والإمارات، لتطوير "اتفاقات آرتميس"، وهي مجموعة من المبادئ لضمان وجود فهم مشترك للعمليات الآمنة، واستخدام موارد الفضاء، وتقليل النفايات الفضائية إلى أدنى حد، وتبادل البيانات العلمية.

استكشافات الفضاء
ومن جهته، قال وزير شؤون الشرق الأوسط والدفاع والأمن الدولي بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية: بتوقيع المملكة المتحدة على اتفاقات آرتميس، فإنها تنضم إلى شركاء دوليين للاتفاق على مجموعة مشتركة من المبادئ للاسترشاد بها في استكشافات الفضاء في السنوات القادمة. وهذه الاتفاقية الجديدة سوف ترشد الدول بشأن كيفية التصرف في الفضاء، وفق تصور معاهدة الفضاء الخارجي.
وقال إن المملكة المتحدة في مقدمة التعاون الدولي لاستكشاف الفضاء الخارجي والحفاظ عليه للأجيال القادمة. وقد التزمنا بالحفاظ على سلامة وأمن الفضاء – والأنظمة الفضائية الحيوية التي تعتمد عليها مجتمعاتنا – وذلك بطرح قرار للأمم المتحدة للاتفاق على التصرف المسؤول في العمليات التي تتم في الفضاء.

وفي حين تتولى وكالة ناسا إدارة برنامج آرتميس، سوف يلعب شركاء دوليون، بمن فيهم المملكة المتحدة، دورا أساسيا في ضمان تواجد بشري آمن ومستدام على سطح القمر.

وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية، غراهام تيرنوك، الذي وقع اتفاقات آرتميس في مراسم توقيع عُقدت افتراضيا في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية:
وتابع: إن توقيع اتفاقات آرتميس يعتبر مؤشرا قويا على عزمنا الاضطلاع بدور عالمي قيادي بمجال الفضاء المدني. ونأمل تعميق علاقاتنا مع الولايات المتحدة بمجال الفضاء، وتعزيز نفوذ المملكة المتحدة العالمي في قطاع الفضاء.

فرص جديدة
وقال تيرنوك: هذه الخطوة المشوقة يمكن أن تفتح فرصا جديدة أمام الشركات والعلماء البريطانيين ليكونوا جزءا من رحلات ناسا إلى القمر والمريخ.
وأشار إلى أن الغرض من التعاون الدولي بشأن اتفاقات آرتميس ليس دعم عمليات الاستكشافات الفضائية وحسب، بل أيضا تعزيز العلاقات السلمية ما بين الدول. ففي صميم هذه الاتفاقات متطلب أن تكون جميع النشاطات لأغراض سلمية، وفق ما تنص عليه معاهدة الفضاء الخارجي.

ويعتبر دعم سبل حياة رواد الفضاء لفترات طويلة خلال البعثات الفضائية يشكل تحديا كبيرا، ويتطلب موارد مثل توفير الماء ومواد البناء والوقود.
وبما أن نقل هذه الموارد إلى الفضاء مُكلف للغاية، فإن من العوامل الأساسية المساعِدة في البعثات الفضائية مستقبلا القدرة على استخلاص واستخدام موارد من القمر أو الكويكبات أو المريخ.

وقد عملت المملكة المتحدة مع شركاء دوليين لضمان أن تكون اتفاقات آرتميس واضحة، وأن يكون استخلاص أي من هذه الموارد في الفضاء بطريقة تمتثل لما تنص عليه معاهدة الفضاء الخارجي.