بعد اختفائها العام الماضي أثناء مشاركتها في تظاهرات مؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ، ظهرت الناشطة الكسندرا وونغ السبت في المدينة عقب غياب دام 14 شهرا لتكشف خلال لقاء إعلامي انها قد تعرضت للاحتجاز في بر الصين.

وقالت وونغ ان السلطات الصينية أجبرتها على توقيع تعهد تنبذ فيه نشاطها، إضافة الى تسجيل فيديو تنفي فيه تعرضها للتعذيب وأنه قد جرى ارسالها في "رحلة وطنية" الى شمال البلاد.

والمرأة التي تعرف بين رفاقها ب"الجدة وونغ" وشوهدت في أحيان كثيرة تلوح بعلم بريطاني، شاركت تقريبا في كل تظاهرة خلال الأيام الاولى للاحتجاجات التي بدأت في يونيو في هونغ كونغ للمطالبة بمزيد من الديموقراطية ومحاسبة عناصر الشرطة المسؤولين عن التجاوزات بحق المتظاهرين.

لكن وونغ اختفت في أغسطس الماضي، مع ابقائها على اتصالات متقطعة مع وسائل إعلام محلية في المستعمرة البريطانية السابقة.

والسبت عقدت الجدة وونغ مؤتمرا صحفيا في هونغ كونغ قالت فيه إنه خلال مشاركتها في تظاهرة في أغسطس، عمدت الشرطة الصينية الى احتجازها عند الحدود مع مدينة شينجن الصينية التي كانت تعيش فيها منذ 14 عاما.

وتعد شهادتها مثالا واضحا للنظام القضائي الغامض في بر الصين الذي يسيطر عليه الحزب الشيوعي، والذي يخشى العديد من سكان هونغ كونغ أن يصل الى مدينتهم.

وأشارت وونغ الى أنها تعرضت ل"اعتقال اداري" و"جنائي" من قبل سلطات شينجن لمدة 45 يوما، دون معرفة التهم التي وُجهت اليها.

وقالت "كنت خائفة أن أموت في مركز الاعتقال".

وعند انتهاء مدة احتجازها طُلب منها الاعلان أمام كاميرا أنها لم تتعرض للتعذيب من قبل سلطات بر الصين، والتعهد بعدم القيام بمقابلات اعلامية أو التظاهر مجددا.

وأجبرت وونغ على الاعتراف كتابةً أن نشاطها كان خاطئا.

وقالت "أسوأ ما قمت به في حياتي هو كتابة الاعتراف لكنني لم أكن أملك شيئا للمساومة".

لكن اعترافاتها لم تمنحها حريتها بشكل فوري، بل تم إرسالها في وقت لاحق في "جولة وطنية" لمدة خمسة أيام في مقاطعة شانشي، حيث أنشدت النشيد الوطني وتم التقاط صورة لها وهي تحمل العلم الصيني.

هونغ كونغ: بعد ذلك أبلغتها السلطات بأنه سيتم الإفراج عنها بكفالة بانتظار خضوعها للمحاكمة بتهمة المشاركة في "شجارات والتحريض على إثارة المشاكل"، وهي مصطلحات تستخدمها الحكومة الصينية لاستهداف المعارضين.

لكن لم يتم تسليم الجدة وونغ وثيقة مكتوبة بالتهم.

ولمدة عام بعد الإفراج عنها بكفالة، سمحت السلطات الصينية لها بالعودة الى منزلها في شينجن فقط، ولم يكن باستطاعتها زيارة هونغ كونغ، قبل أن تنتهي صلاحية هذه الشروط أواخر سبتمبر.

وقالت للصحافيين "لا أملك الشجاعة لأطأ أرض شينجن ثانية، على الأقل في هذه الفترة، الا اذا حدث تغيير جذري في الوضع السياسي" .

وبعد اندلاع الاحتجاجات الضخمة المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ العام الماضي، شنت بكين حملة قمع ضد الناشطين في المدينة.

كما فرضت في أواخر يونيو قانونا أمنيا يحظر اعمال التخريب والمطالبة بالانفصال الى جانب قيود أخرى.

وقالت وونغ "لن أتخلى عن الكفاح"، مضيفة "في النهاية، سوف تكون هناك تضحيات، وإلا النظام الاستبدادي لن يكون بالامكان تغييره".