برن: أعلنت الحكومة الفدرالية الأحد سلسلة إجراءات للحد من الارتفاع "المتسارع" في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، من بينها وضع الكمامة الذي أصبح إلزاميا اعتبارا من الاثنين في الأماكن العامة المغلقة في جميع أنحاء سويسرا.

وسويسرا من الدول الأوروبية التي سجل فيها تسارع لانتشار المرض الاسبوع الماضي، إذ ارتفع عدد الإصابات بنسبة 146 بالمئة، حسب إحصاءات وكالة فرانس برس.

وقالت رئيسة الاتحاد سيمونيتا سوماروغا في مؤتمر صحافي إن "عدد الإصابات تضاعف هذا الأسبوع"، وأصبح تزايد الحالات "متسارعا".

وبينما كانت إدارة الوباء من مسؤولية الكانتونات خلال الصيف، بررت رئيسة الاتحاد فرض إجراءات على المستوى الوطني بخطورة الوضع حاليا.

وما زال بإمكان الكانتونات اتخاذ إجراءات تتناسب مع أوضاعها المحلية، وقد فرض بعضها إجراءات أكثر صرامة من تلك التي أعلنها الاتحاد.

وأعلن المكتب الفدرالي للصحة السبت أنه تم تسجيل 3087 إصابة إضافية في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 8,6 ملايين نسمة. وشهدت الأرقام ارتفاعا منذ نهاية الصيف إلى أن بلغ معدل الاصابات في الأسبوعين الأخيرين 230 شخصا لكل مئة ألف نسمة.

وفي المجموع، أودى مرض كوفيد-19 بحياة 1822 شخصا حتى الجمعة، أي 21,3 لكل مئة ألف نسمة.

وكانت سويسرا أفلتت نسبيا من انتشار الوباء في الربيع وفرضت قيودا محدودة بالمقارنة مع الدول المجاورة لها.

لكن خلال الصيف، خفف المواطنون والسلطات بشكل واضح من تدابير الوقاية.

وقال وزير الصحة السويسري آلان بيرسيه في المؤتمر الصحافي نفسه إن "الموجة الثانية هنا جاءت في وقت أبكر وأقوى مما كنا نتوقع لكننا مستعدون لمواجهتها".

وأشار بيرسيه إلى أن نسبة الذين تثبت الفحوص إصابتهم بفيروس كورونا المستجد عالية جداً وتبلغ حوالى "15 أو 16 بالمئة".

وأضاف الوزير السويسري "نحن نعرف كيف نتصرف والآن هو الوقت الذي نحتاج فيه جميعا لاستخدام ما تعلمناه في الربيع"، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم.

وذكر مصور لوكالة فرانس برس أن مئات المتظاهرين المعارضين لفرض هذه القيود الجديدة تظاهروا في برن أمام القصر الاتحادي الأحد. وسادت أجواء متوترة في الميدان وقامت الشرطة باعتقالات، بينما كان املتظاهرون يقومون بالصفير.

واعتبارا من الاثنين، سيتم حظر التجمعات العفوية لأكثر من 15 شخصا في الأماكن العامة. وسيكون وضع الكمامات إلزاميا في الأماكن المغلقة التي يمكن للجمهور دخولها، وهذا ينطبق على محطات القطارات والمطارات وكذلك محطات الحافلات والترام.

وسيتم وضع قواعد تنظيمية للمناسبات الخاصة التي تعد مصدرا رئيسيا لانتقال العدوى، لأكثر من 15 شخصا.

وفي المطاعم والحانات والنوادي الليلية، لن يُسمح للزبائن بالشرب إلا أثناء جالسين.

وتنصح الحكومة أيضا باللجوء إلى العمل عن بعد.

وتدرج سويسرا اي بلد يبلغ معدل الاصابات فيه ستين لكل مئة ألف نسمة أو أكثر، لإدراجه على "لائحة حمراء" وإجبار الزائرين الذين يأتون منه على حجر أنفسهم لمدة عشرة أيام.