يقول قراء "إيلاف" إن جائحة كورونا لم تؤثر في مساعي حلحلة أزمات عربية مستعرة، في اليمن وليبيا وسوريا، لكن لا بد أن الجائحة أرخت ببعض ظلالها.

إيلاف من بيروت: جائحة كورونا تتصدر اليوم المشهد العالمي، ناهيك بالمشهد العربي. ولا شك في أن لهذه الجائحة دورا أحيانًا في تعقيد أزمات موجودة، أو ربما التخفيف من وطأتها. سألت "إيلاف" في استفتائها الأسبوعي: "هل ترى أن كورونا القى بظلاله على حل أزمات سوريا واليمن وليبيا؟". مالت أغلبية ضئيلة (57 في المئة) إلى الجواب بـ "لا"، في مقابل 43 في المئة قالوا "نعم".

الوضع في سوريا مأساوي فعليًا. فكورونا تجتاح مناطق سيطرة النظام بشكل كبير... لكن أعداد الإصابات ضئيلة رسميًا. أحد أسباب ذلك هو عدم الإبلاغ. فكثيرون يريدون تجنب السلطات بسبب آرائهم السياسية، أو يخشون الموت في مراكز الرعاية الصحية التي تعاني إهمالًا شديدًا.

في اليمن، المعركة الدولية ضد كورونا في اليمن ساهمت، بحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، في تحقيق تقدم نحو إرساء وقف نار عام، مع إقراره بالمخاوف من استمرار المعارك. كذلك لطالما حذّر مارك لوكوك، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من مخاطر فرار أكثر من مليون يمني في حال التصعيد في مأرب، فمنذ مطلع 2020، يرتفع عدد الضحايا المدنيين ثلثهم من الأطفال.

في ليبيا، فرض كورونا نهجًا أكثر واقعية في مقاربة المسألة، خصوصًا أن طرفي النزاع في البلد التقيا على أمر واحد: القبول بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض في طرابلس مرجعًا في التصدي للوباء. في المقابل، لم تتراجع كثيرًا حدة الحرب، خصوصًا مع التدخل التركي المباشر. فالقوى الدولية اعتمدت في الحرب على وسائل غير مباشرة كالمرتزقة السوريين، والطيارات من دون طيار. يضاف إلى ذلك شلل في المساعي لتحقيق حل سياسي، رافقه تفرغ أوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مقدمة ذلك عما عداها من تداعيات الأزمة الليبية.

الأطراف التي تساهم في تركيب معادلات الحل في هذه الدول هي جهات فاعلة دولية، مثل الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وجهات إقليمية مثل تركيا وإيران.

اليوم، مع طلائع الموجة الثانية من الفيروس، تطور الانشغال الدولي والإقليمي نحو الداخل. فالأميركيون والروس يتنافسون من ينتج لقاحًا فاعلًا قبل الآخر، فيما تعود دول أوروبا إلى الإغلاق التام.

إقليميًا، إيران مركز للوباء في المنطقة، وعدد الإصابات بها يتطور بالآلاف يوميًا،، فيما تركيا منشغلة بكورونا، وبمأزقها في شرق المتوسط، وبوقوفها مع أذربيجان في حربها مع أرمينيا.

في خضم كل هذا، يبدو أن العالم لا يضع أزمات سوريا وليبيا واليمن ضمن أولوياته الملحة اليوم، ريثما تنجلي أمور الجائحة.