نفت إيران وروسيا اتهامات وجهتها إليهما الولايات المتحدة بمحاولة التأثير على انتخابات الرئاسة المقررة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني.

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الخميس سفير سويسرا، التي ترعى المصالح الأمريكية في الجمهورية الإسلامية، للاحتجاج على تلك الاتهامات.

ونقل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده "رفض إيران الشديد لادعاءات المسؤولين الأمريكيين المتكررة الكاذبة والتي لا أساس لها" للسفير السويسري، بحسب ما ذكره التلفزيون الرسمي.

وأضاف المتحدث أنه: "لا فرق بالنسبة لإيران، كما قلنا من قبل، من يفوز في الانتخابات الأمريكية".

ووصف المزاعم الأمريكية بأنها "مفبركة وخرقاء واحتيالية".

ومن جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لبي بي سي: "نعتقد أن هذا أمر مؤسف. هذه اتهامات تأتي كل يوم، وكلها لا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى أي شيء".

"إنها على الأرجح جزء من عملية سياسية داخلية مرتبطة بالانتخابات المقبلة".

ما هي الاتهامات؟

قال مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الأمريكي إن لدى إيران وروسيا معلومات عن الناخبين الأمريكيين.

ويقول مسؤولو الأمن القومي في الولايات المتحدة إن إيران مسؤولة عن إرسال رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني لناخبين ديمقراطيين، قبل الانتخابات المقررة الشهر المقبل.

وقال جون راتكليف، مدير المخابرات الوطنية، إن رسائل البريد الإلكتروني جاءت على ما يبدو من مجموعة يمينية متطرفة مؤيدة لترامب، وكان الهدف منها "التحريض على اضطرابات".

وأضاف راتكليف أن مسؤولين أمريكيين تبين لهم أن إيران وروسيا حصلتا على "بعض معلومات تسجيل الناخبين".

متظاهرون مؤيدون لترامب
EPA
الاتهامات الأمريكية مفادها أن إيران وروسيا تشجعان على انتخاب ترامب

ويُنظر إلى قرار راتكليف عقد مؤتمر صحفي قبيل الانتخابات الرئاسية على أنه شهادة على مخاوف الحكومة بشأن التدخل في التصويت وحملات التضليل من جهات أجنبية.

وبحسب رئيس المخابرات، قيل إن مجموعة براود بويز اليمينية المتطرفة هي التي أرسلت "رسائل البريد الإلكتروني المزيفة" الإيرانية بهدف "ترهيب الناخبين والتحريض على الاضطرابات وإلحاق الضرر" بالرئيس دونالد ترامب.

وأضاف أنه يمكن استخدام بيانات الناخبين في محاولات "توصيل معلومات كاذبة للناخبين المسجلين على أمل بث الفوضى وتقويض ثقتكم في الديمقراطية الأمريكية".

وقال راتكليف إن المسؤولين "لم يروا الإجراءات نفسها من جانب روسيا"، لكنهم مدركون أن لديهم بعض المعلومات عن الناخبين.

وتتوفر بيانات الناخبين في العديد من الولايات الأمريكية، عند الطلب، وإن كان لكل ولاية متطلبات مختلفة بشأن من يمكنه طلب تلك المعلومات، وما البيانات المتاحة، وكيف يمكن استخدامها، وفقًا للمؤتمر الوطني للمجالس التشريعية للولاية.

وقال راتكليف: "إذا تلقيت رسالة بريد إلكتروني بها ترهيب أو تلاعب، فلا تقلق ولا تنشرها"، واصفا الإجراءات الهادفة إلى التأثير على الناخبين الأمريكيين بأنها "محاولات يائسة من قبل خصوم يائسين".

وانضم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر وراي، إلى راتكليف في المؤتمر الصحفي. وقال إن أنظمة الانتخابات الأمريكية ما زالت آمنة و"صلبة".

وأضاف: "يجب أن تكون واثقا من أن صوتك مهم. ويجب استقبال الادعاءات المبكرة غير المتحقق منها بالشك".

ولم يقدم المسؤولون مزيدا من التفاصيل بشأن كيفية الحصول على بيانات الناخبين أو ما قد يفعله الروس بتلك المعلومات.

وكانت وكالات المخابرات الأمريكية قد خلصت في عام 2016 إلى أن قراصنة مدعومين من الكرملين كانوا وراء محاولة تقويض انتخاب هيلاري كلينتون للرئاسة، باستخدام هجمات إلكترونية وأخبار مزيفة نشرت بمواقع التواصل الاجتماعي.

أما إيران فلم تنجح في اختراق الأنظمة الأمريكية.

وقد وجهت رسائل البريد الإلكتروني التي تحدثت عنها الاستخبارات الأمريكية إلى الناخبين الديمقراطيين المسجلين في عدة ولايات، بما في ذلك ساحة المعركة الرئيسية في ولاية فلوريدا.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن من العبارات الواردة في الرسائل الإلكترونية: "ستصوتون لترامب يوم الانتخابات، وإلا سنلاحقكم"، و"غير انتماءك الحزبي إلى الحزب الجمهوري حتى نعرف أنك تلقيت رسالتنا، وامتثلت لها".

وحتى يوم الأربعاء، أدلى أكثر من 40 مليون أمريكي بأصواتهم مبكرا في المنافسة الرئاسية بين ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن.