إيلاف من لندن: اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة ان تحقيق توازن لبلاده بين واشنطن وطهران مستحيل معتبرا ان نقص الوظائف وسوء الخدمات والفساد يدفع الشباب إلى التشدد مشيرا الى ان الصبر أفضل من الانجرار إلى الفوضى الدموية والحرب الأهلية.

وقال الكاظمي في اليوم الاخير من جولته الاوروبية التي اختتمها في لندن وغادرها اليوم عائدا الى بغداد في تصريحات لصحيفة الغارديان اللندنية إنه بصدد مفاوضات حساسة بشأن انسحابات أخرى للقوات الأميركية وشروط إعادة انتشارها بعد الانتخابات الأميركية. وأضاف "الكل يبحث عن فرصة للحوار. نحن نبحث عن فرصة لتجاوز هذه القضية الحساسة وتداعياتها، أيا كان من في البيت الأبيض". ورغم ذلك أشار إلى أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدا يوميا للعراق.

وفي الوقت نفسه تعهد بإخضاع الميليشيات المدعومة من إيران للسيطرة وقال "لن يُسمح بأي سلاح خارج سيطرة الدولة".

توازن مستحيل
وحذر رئيس الوزراء العراقي من إجباره على تحقيق توازن وصفه بالمستحيل بين الولايات المتحدة وإيران في العراق، قائلا: "أرقص يوميا مع الثعابين ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة عليهم".
وخلال جولته الأوروبية، هذا الأسبوع التي شملت باريس وبرلين ولندن حث الكاظمي أوروبا على مساعدة اقتصاد بلاده المثقل بالديون.
وتقول الغارديان "منذ توليه المنصب وهو يحكم ببرنامج بسيط لإجراء انتخابات مبكرة، وتحسين أداء الأمن ومنع انهيار الاقتصاد القائم على النفط".. مشيرة إلى تغييراته "البطيئة" في المؤسسات الأمنية والاقتصادية.
و تعهد بأن تجرى الانتخابات في العراق في 6 حزيران يونيو المقبل قائلا إن "موعد الانتخابات لا جدال فيه، ونحن ملتزمون به".

ألف عام من النقاش افضل من لحظة تبادل اطلاق نار
واكد الكاظمي ردا على انتقادات بانه يتحرك ببطء إن الصبر أفضل من الانجرار إلى الفوضى الدموية والحرب الأهلية مضيفا "ألف عام من النقاش أفضل من لحظة تبادل إطلاق النار".
وبحسب الغارديان في تصريحاته التي ترجمتها قناة "الحرة عراق" الاميركية وتابعتها "ايلاف" فإن الكاظمي يحاول السير على حل وسط بين الولايات المتحدة وإيران، بقوله: "أنا على حبل بين بنايتين شاهقتين. لست مطالبا بالسير على الحبل، بل أن أركب دراجة على الحبل. أرقص يوميا مع الثعابين ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة على الثعابين ".
وتصاعدت المخاوف من أن يصبح العراق مسرحا لمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية عندما خفضت واشنطن ببطء قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق، وهددت الشهر الماضي بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الميليشيات الموالية لإيران.
لكن الميليشيات وعدت بوقف إطلاق النار إذا ظهر جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية.
وأشارت الغارديان إلى ما شهده العراق السبت الماضي "عندما أحرق موالون لميليشيات الحشد الشعبي، المدعومة من إيران مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في وسط بغداد وكذلك تعرض ما لا يقل عن ثمانية مواطنين في محافظة صلاح الدين لإعدام ميداني على أيدي ميليشيات موالية لإيران كما زُعم".
وتابعت الصحيفة "يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان قواته الأمنية أن تضع ميليشيات، مثل عصائب أهل الحق، تحت السيطرة أم أن سيطرة الدولة ستكون مجرد حديث فقط".

اسباب تشدد الشباب
ويرى الكاظمي أن نقص الوظائف وسوء الخدمات الصحية والفساد هو ما يدفع الشباب إلى التشدد مضيفا أن دولا أخرى مثل كولومبيا وجدت طريقا للتعامل مع الجماعات المتشددة.
ومنذ وصوله إلى السلطة، نشر الكاظمي الورقة البيضاء التي تهدف إلى خفض الأجور العامة من 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 12 في المائة. وأضاف أن الطبقة السياسية في البلاد أصبحت كسولة من خلال اعتمادها على النفط.
وخلال جولته في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وصف الورقة البيضاء بأنها إشارة للمستثمرين الأجانب بأن لديه خطة جادة من ثلاث إلى خمس سنوات لتدريب العراق على عدم اعتماده المفرط على النفط.
وخلال زيارته الحالية الى لندن فقد التقى الكاظمي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون وولي العهد الامير تشارلس ووزير الخارجية دومنيك راب وعدد من رؤساء الشركات البريطانية حيث بحثا عددا من القضايا الدولية والاقليمية ومجمل المستجدات والمواقف السياسية والأمنية في العراق وبريطانيا وتطوير العلاقات بين البلدين بما يخدم السلم والاستقرار المحلي والإقليمي .
وهدفت الاجتماعات الى تحقيق المزيد من التعاون بين بغداد ولندن في مجال محاربة الإرهاب وأيضا في المجال السياسي والاقتصادي والاستثمارات في ظل ما يواجهه العراق من تحديات اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية وتداعيات جائحة كورونا.