ماركوس راشفورد خلال احدى المباريات
Reuters
حثّ لاعب المنتخب الانجيلزي على حماية الأطفال الأكثر هشاشة

عبّر لاعب كرة القدم ماركوس راشفورد عن فخره بكونه بريطانياً، بعد استجابة المجتمع لحملة أطلقها بهدف تقديم وجبات مجانية للأطفال، خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي.

وعرضت المجالس المحليّة والشركات تقديم الطعام خلال العطلة لكلّ من يحقّ لهم الحصول على وجبات طعام مجانية في المدارس.

وقال المهاجم الإنجليزي لبرنامج "نيوزنايت" على بي بي سي، إنّ الدعم لفّه بـ"مشاعر غامرة".

يأتي ذلك بعدما رفض البرلمان البريطاني اقتراح حزب العمال، لتمديد الحصول على وجبات المدرسة المجانية، خلال جائحة كوفيد - 19.

وبعد حملة قادها راشفورد في وقت سابق من هذا العام، غيّرت الحكومة سياستها، وسمحت لنحو 1.3 مليون طفل في إنجلترا بالمطالبة بقسائم الوجبات المدرسية المجانية، خلال العطلة الصيفية.

لكن الحكومة استبعدت تمديد الوجبات المجانية خارج مدّة الفصل الدراسي، قائلة إنها منحت المجالس المحلية 63 مليون جنيه إسترليني لمساعدة العائلات التي تواجه صعوبات مالية بسبب قيود الوباء، وأنّها زادت دعم الرعاية الاجتماعية بمقدار 9.3 مليار جنيه إسترليني.

ومدّدت الحكومات المحليّة في اسكتلندا وويلز مدّة توفير الوجبات المجانية خلال العطلة الدراسية حتى عيد الفصح عام 2021، فيما ستواصل أيرلندا الشمالية توفيرها في عطلة منتصف الفصل الدراسي خلال الشهر الحالي.

على الرغم من تصويت النواب الأربعاء، وافقت المجالس المحلية التابعة لكلا الحزبين، على توفير قسائم غذائية للتلاميذ، ومن ضمنهم المقيمون في مانشستر وبرمنغهام وكينسينغتون وتشيلسي.

وأعلن مجلس منطقة هيلينغدون، السلطة المحلية في دائرة رئيس الوزراء بوريس جونسون، أنه سيقدم وجبات مدرسية مجانية للأطفال خلال عطلة منتصف الفصل الدراسي.

ومع ذلك، قال أحد نواب المنطقة ديفيد سيموندز إن "هذه الخطّة لن تكون كفيلة بمفردها لمساعدة الأشخاص المحتاجين إليها".

وقال في حديث مع برنامج "توداي" على "راديو 4" إنّ "الوضع معقّد جداً"، ولا تكفي لمعالجته الاستجابة ذات القياس الواحد للجميع، عبر وجبات مدرسية مجانية"، قائلاً إنّ الإجراءات الأكثر فعالية يمكن أن تتضمن توسيع نظام المعونة الشاملة (يونيفرسال كريديت)، ومنح أموال إضافية للسلطات المحليّة.

ماركوس راشفورد
BBC
منح راشفورد في وقت سابق من العام الحالي رتبة الشرف من الامبراطورية البريطانية

ودافع النائب المحافظ بن برادلي، الذي أيّد الحكومة، عن موقفه، بعدما اتهم بتنميط عائلات الطبقة العاملة، في تغريدة.

وفي تعليق حول مدرسة في مانسفيلد، غرّد النائب إنّ أحد "الأطفال يعيش في بيت مخدرات، والآخر في بيت دعارة". وعلّق مغرّد آخر على ما كتبه قائلاً: "طريق التقدّم يمرّ بعشرين جنيه نقداً لبيت مخدرات أو بيت دعارة"، فردّ النائب: "هذا ما فعتله قسائم الوجبات المجانية خلال الصيف فعلاً".

محى برادلي التغريدة، وقال إنّها فهمت خارج سياقها. وفي حديث لبي بي سي قال: " كنت فقط أوضح نقطة مفادها أن هناك أطفالًاً يعيشون في ظروف فوضوية، ومنحهم قسيمة لإنفاقها على أي شيء لن يساعدهم".

وقال إن الحكومة قدمت أموالاً للإدارات المحليّة القادرة على تأمين الدعم بشكل مستهدف، مضيفاً: "علينا كمجتمع أن نحتضن هذه العائلات".

وطلب حزب العمال من النائب برادلي الاعتذار عن التغريدة، وقالت نائبة رئيس الحزب أنجيلا راينر: "على الرغم من أن القسائم في الصيف لا يمكن استخدامها إلا لشراء الطعام، فإن وصم أسر الطبقة العاملة بهذه الطريقة، أمر مشين ومثير للاشمئزاز".

من جهته، اتصل النائب المحافظ روبرت هالفون، الذي صوّت لصالح تمديد الوجبات المجانية، برئيس الحكومة بوريس جونسون، ودعاه للقاء ماركوس راشفورد، للتوصّل إلى استراتيجية على المدى الطويل.

وقال لبي بي سي: "قد لا يوافقون على كلّ ما يقترحه ماركوس راشفورد، لكنّها فرصة للوصول إلى خطة طويلة الأمد لمحاربة جوع الأطفال بشكل نهائي".

من جهتها، أشادت نيكولا ماسون، مديرة أكاديمية تشيس تيراس في بيرنتوود، في ستافوردشاير، بمجلس المقاطعة المحافظ، لتقديم قسائم غذائية خلال العطلة، قائلة إنه "قطعاً التصرّف الصحيح".

وقالت لبرنامج توداي من بي بي سي: "خلال فترة الوباء، تعدّ هذه القسائم ضرورية بالتأكيد. عائلات كثيرة وجدت نفسها في أزمة، ولم تعد قادرة على إطعام أطفالها كالسابق".

وقال عمدة ليفربول جو أندرسون إن قرار المجلس المحلّي بدعم الحملة، سيوفّر وجبات لأكثر من 19 ألف تلميذ في المدينة.

من جانبه، قال رئيس بلدية ويست ميدلاندز آندي ستريت إن الحكومة كان يجب أن تتخذ "قراراً واضحاً" حول تمويل الوجبات المدرسية المجانية خلال الاجازة، في "وقت أبكر".

عذاء نباتي
Vutie Beets
ستوفر العديد من المطاعم المحلية وجبات مجانية للطلاب خلال العطلة المدرسية

ومن بين أماكن الضيافة التي ستقدّم الوجبات المجانية، متاجر السمك ورقائق البطاطا، والحانات، والمطاعم، والمقاهي.

وقالت ريبيكا هورتون، وهي مالكة بار تايست ساندويش في دينغل في ليفربول، إنّها انضمّت إلى حملة راشفورد لأنّها تأتي من منطقة محرومة، وأرادت أن تدعم مجتمعها.

وقالت لبرنامج توداي: "أرى عائلات تعاني، وأطفالاً جائعين، ولم أفكّر مرتين بالالتحاق بالحملة".

حاز راشفورد في وقت سابق من هذا العام على رتبة الامتياز في الإمبراطورية البريطانية، وقال: "حتى في أسوأ حالاتها، وبعدما عصفت بها تأثيرات الجائحة، التفت المصالح المحليّة حول مجتمعاتها اليوم، وانتشلت الأطفال المعرّضين للخطر من السقوط".

وأضاف: "لا يمكن أن أشعر بفخر أكبر بأن أسمّي نفسي بريطانياً الليلة".

وأضاف من يريد "التحدث عن النجوم والمشاهير"، ليس عليه إلا أن يلقي نظرة على حسابه على تويتر، حيث شارك الرسائل من الشركات والمجالس التي تعرض المساعدة.

وأشاد مشاهير وسياسيون بحملة راشفورد، ووصفوه بالبطل.

وغرّد لاعب كرة القدم الإنكليزي السابق غاري لينيكر إنّها "مبادرة استثنائية من شاب رائع".

وقال المغني الرئيسي في فرقة "ذا تشارلاتانز"، وابن مانشستر: "ماركوس راشفورد بطل حقيقي من هذا الزمن. بعض النواب عليهم أن يشعروا بالخزي لأن لاعب كرة قدم يساعد المحتاجين أكثر منهم".