ايلاف من لندن: فيما وقف العراقيون الاحد دقيقة صمت حدادا على ارواح ضحايا الاحتجاجات، فقد اصيب العشرات من عناصر الامن والمتظاهرين خلال صدامات، ما دعا الكاظمي الامن الى التعامل بمهنية مع الاحتجاجات، بينما اتهم الصدر شباب الحراك باخراج الثورة عن سلميتها داعيا الحكومة الى ردعهم.

واكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظميراليوم خلال زيارة لمقر قيادة العمليات المشتركة وعمليات بغداد والشرطة الاتحادية للاطمئنان على أداء القوات الأمنية في حماية المتظاهرين على أن الواجب الأول للقوات الأمنية هو حماية المتظاهرين وحقّهم في التعبير عن آرائهم.

وشدد على توجيهاته السابقة في التعامل مع المواقف بمهنية والتزام الواجبات المحددة إزاء الأجهزة الأمنية، ومختلف صنوف القوات المسلحة.. مؤكدا اهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات وحماية القوات الأمنية التي تقوم بواجبها كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

وتابع الكاظمي خلال الزيارة التفقدية مجمل الإجراءات التنظيمية والاحترازية التي اتخذتها القوات الأمنية لضمان سلمية التظاهرات وسلامة المتظاهرين فضلاً عن تأمين الممتلكات العامة والخاصة.

ووقف العراقيون دقيقة صمت قرأوا خلالها سورة الفاتحة ترحما على ارواح ضحايا الاحتجاجات التي احيوا الاحد ذكراها الاولى.
وجاءت الوقفة اثر نداء وجهه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى المواطنين حين اشار المتحدث باسمه أحمد ملا طلال في تغريدة له أن "الكاظمي دعا العراقيين جميعاً إلى الوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء العراق وشهداء تشرين من المتظاهرين والقوى الأمنية".

اصابة عدد من عناصر الامن بالحجارة
واعلن مصدر امني عن اصابة 32 من افراد قوات حفظ القانون بالحجارة بعد ان رشقهم بها متظاهرون.
ووقع الحادث في منطقة العلاوي القريبة من المنطقة الخضراء حيث ردت القوات الامنية على متظاهرين حاولوا عبور جسر السنك بالقنابل الدخانية، ما ادى الى اصابة عدد منهم.

متظاهرو بغداد يتوجهون الى مركز الاحتجاجات بساحة التحرير:

وازاء ذلك طالب اللواء يحي رسول المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي المتظاهرين السلميين بعدم السماح للمحسوبين عليهم برمي الحجارة والقناني الحارقة على "اخوتهم في القوات الأمنية".
وشدد رسول في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" تابعتها "ايلاف"، على ان القوات الأمنية "تؤكد التزامها بحماية التظاهرات والتعامل المهني معها".

واكد إصابة 32 من العناصر الأمنية بقنابل حارقة "مولوتوف" اليوم منوها الى ان مجموعة محسوبة على المتظاهرين قامت برمي قنابل يدوية على القوات الأمنية المكلفة بتأمين التظاهرات، مما أدى الى جرح إثنين من الضباط و30 من منتسبي فوج الطوارئ الثاني، ومازالت هذه المجموعة تقوم برمي الأجهزة الأمنية بقناتي المولوتوف في جسري الجمهورية والسنك المؤديين الى المنطقة الخضراء وسط العاصمة.

وشدد المتحدث العسكري على ان "القوات الأمنية المنفذة لواجب حماية المتظاهرين تواصل التزامها بالتعليمات وضبط النفس العالي بالرغم من التجاوزات الحاصلة عليها وهذا الأمر مرفوض لكونه تجاوز على القانون وسوف تستمر قواتنا الامنية في اداء واجبها المهني بحفظ الامن وحماية المنشآت العامة والخاصة".

الصدر يتهم "مندسين" باخراج الثورة من سلميتها
ومن جهته، هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من اسماهم بالمندسين بين المتظاهرين، وقال انهم مخربون وقحون متواطئون مع اجندات اجنبية.

واتهم الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" تعليقا على تظاهات اليوم من اسماهم بالمندسين باخراج الثورة عن سلميتها.. وجاء في نص التغريدة :
بسمك اللهم
بدأ المندسون المشاعبون المدعومون من الخارج يخرجون الثورة عن سلميتها ولاسيما بعد ان اعلن رئيس الوزراء عدم تسليح القوات الامنية!؟؟

لذا على الحكومة بسط الامن وردع الوقحين من التخريب وزعزعة الامن .. وعلى الحكومة فتح الطرق وارجاع هيبة الدولة.
والا فان هذا يدل على التواطؤ مع ذوي الاجندات الخارجية والافكار المنحرفة.
وحيا الله المتظاهرين السلميين.
مقتدى الصدر

وقبيل انطلاق التظاهرات اكد الكاظمي اصداره أوامر مشددة لحماية المتظاهرين داعيا اياهم الى الحفاظ على سلمية احتجاجاتهم. وقال الكاظمي في كلمة متلفزة تابعتها "إيلاف" اننا "نستعيد الذكرى الخامسة والعشرينَ من أكتوبرلنُذكِّرَ أنفسَنا بأنّ للشعبِ حقوقاً أصيلةً ، وصوتاً واضحاً وموقفاً شجاعاً ورؤية ، وأنّ وظيفةَ الحاكمِ هي الاستماعُ إلى صوتِ شعبِه".
وتأتي تظاهرات اليوم الاحتجاجية احياء للذكرى الأولى لانطلاق التظاهرات الشعبية في البلاد التي اجتاحت العاصمة و9 محافظات وسطى وجنوبية في 25 اكتوبر 2019 مطالبة برحيل الاحزاب المتنفذة والقضاء على الفساد وتوفير الخدمات الاساسية وانهاء الهيمنة الايرانية على شؤون العراق، حيث أسفرت عن الاطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الكاظمي.

وكانت الحكومة العراقية اعلنت رسميا في نهاية يوليو الماضي ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية واصابة حوالي 21 الفا اخرين، فيما شكل الكاظمي لجنة تحقيق في أعمال العنف متعهداً بتقديم المتورطين الى العدالة.