يجتمع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار الثلاثاء المقبل في مقر إقامة رئيسة البعثة الأممية في قبرص، في مسعى لإحياء مفاوضات توحيد قبرص.

نيقوسيا: أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن لقاء سيجمع الأسبوع المقبل الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار الذي فاز مؤخرا بـ"رئاسة" الشطر الشمالي للجزيرة المحتل من تركيا.

وسيكون الاجتماع الذي سيعقد الثلاثاء المقبل أول لقاء بين أناستاسيادس وتتار، القومي المدعوم من أنقرة، والذي يتّبع نهجا متشددا مقارنة بسلفه مصطفى أكينجي المؤيد لإعادة توحيد الجزيرة وتخفيف روابط الشمال مع تركيا.

وسيعقد الاجتماع في مقر إقامة رئيسة البعثة الأممية في قبرص إليزابيث سبيهار في المنطقة العازلة الواقعة تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن سبيهار "تتطلّع لاستقبال السيد أناستاسيادس والسيد تتار لعقد أول لقاء غير رسمي بينهما بصفتهما زعيمي القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك".

وقبرص مقسّمة منذ العام 1974 بين جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي والمعترف بها دوليا، و"جمهوريّة شمال قبرص التركية" الانفصالية، التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وتنشر تركيا عشرات الآلاف من جنودها في شمال الجزيرة الانفصالي منذ غزوه عام 1974، ردّاً على انقلاب لقوميين قبارصة سعوا إلى إلحاق قبرص باليونان.

وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر فاز تتار بفارق ضئيل بـ"الرئاسة" في "جمهوريّة شمال قبرص التركيّة"، في انتخابات أجريت في ظل توتر إقليمي حاد في شرق المتوسط.

ويؤيد تتار حل النزاع مع جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي على قاعدة قيام دولتين، في حين كان أكينجي الذي خسر الانتخابات، يؤيد إعادة توحيد الجزيرة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن نيّته إحياء المحادثات بين الجانبين.

ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد الجزيرة التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا في تموز/يوليو 2017، لم تجرَ أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في قبرص.

وتعتمد "جمهورية شمال قبرص التركية" اقتصاديا وسياسيا على تركيا التي تنشر نحو 30 ألفا من جنودها في الشطر الشمالي للجزيرة.

وكان تتار وراء إعادة فتح منتجع فاروشا الساحلي المهجور الواقع ضمن الشطر الشمالي، والذي أغلقه الجيش التركي بعد تقسيم الجزيرة في العام 1974.

واعتبر أناستاسيادس أن خطوة إعادة فتح منتجع فاروشا تخالف القانون الدولي وتشكل عقبة أمام استئناف محادثات السلام المتعثّرة.