تتجه الأنظار إلى الانتخابات الأمريكية التي تجري في الثالث من تشرين الأول / نوفمبر المقبل حيث سيختار الأمريكيون رئيسهم لأربع سنوات مقبلة ونادراً ما يجري الحديث عن انتخابات أخرى تجري في التوقيت نفسه وهي لا تقل أهمية عن انتخابات الرئيس إذ سيختار الامريكيون مجلساً جديدا للنواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ المعروف باسم الكونغرس.

ما هو الكونغرس وما هي أهميته؟

الكونغرس هو المؤسسة التشريعية في الولايات المتحدة والمنتخبة مباشرة من الشعب ويتكون من مجلسين، هما: مجلس الشيوخ ومجلس النواب.

ويمتلك مجلس النواب، الذي يتكون من ٤٣٥ عضوا، سلطة عزل الرئيس والمسؤولين الفيدراليين، وانتخاب رئيس في حالة ظهور نتائج غير حاسمة من المجمع الانتخابي، وكذلك سن مشاريع قوانين الموازنة. ويرأس مجلس النواب حاليا الديمقراطية المخضرمة نانسي بيلوسي.

ومدة العضوية في هذا المجلس عامان، لذا تُطرح جميع المقاعد للتصويت كل عامين وتجري مع انتخابات الرئاسة وبعدها بعامين وتعرف بالانتخابات النصفية.

ويسيطر على مجلس النواب حاليا الحزب الديمقراطي بعد أن حقق الأغلبية في الإنتخابات النصفية عام 2018.

أما مجلس الشيوخ فعدد أعضائه هو ١٠٠ عضو، ويعرف عضو الكونغرس باسم بالسيناتور و مدة العضوية فيه ست سنوات ويجري التنافس على ثلث مقاعده كل عامين.

وفي حين يشترك المجلسان في سلطة إعلان الحرب، فإن مجلس الشيوخ يمتلك الحق في تعديل أي تشريع يسنه مجلس النواب.

ومجلس الشيوخ هو صاحب السلطة الحصرية في قبول أو رفض مرشحي الرئيس لشغل المناصب التنفيذية والقضائية، وتقديم أو حجب مشورته والموافقة على المعاهدات التي يتم التفاوض عليها من قبل السلطة التنفيذية.

من هي "ذات الرداء الأحمر" التي أعلنت إحالة الرئيس ترامب للمحاكمة؟

وكذلك يملك كلمة الفصل في تبرئة أو إدانة الرئيس عند محاولة مجلس النواب عزله كما جرى قبل أشهر عندما حاول الديمقراطيون عزل الرئيس ترامب بسبب طلبه من رئيس بولندا المساعدة في التحقيق في عمل نجل منافسه في الانتخابات الحالية جو بايدن في بولندا قبل عدة سنوات.

نانسي بيلوسي
Getty Images
الديمقراطية نانسي بيلوسي تترأس مجلس النواب حاليا وهي من أشد معارضي ترامب

يجري التنافس في الانتخابات الحالية على 35 مقعدا في مجلس الشيوخ، ويتمتع الحزب الجمهوري حاليا بالأغلبية في مجلس الشيوخ بـ ٥٣ مقعدا مقابل ٤٥ للديمقراطيين، لذلك فإن الجمهوريين يحاولون المحافظة على تفوقهم فيه.

أما في مجلس في النواب فالوضع معكوس حيث يتمتع الديمقراطيون بالأغلبية ويشغلون ٢٣٢ مقعدا مقابل ١٩٧ للحزب الجمهوري.

في حال فاز بايدن في الانتخابات وسيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ ومحافظتهم على سيطرتها على مجلس النواب سيكون الطريق ممهداً أمام بايدن لتنفيذ وعوده الانتخابية وسن التشريعات الضرورية لذلك؛ وسيظل السلاح الوحيد في يد الجمهوريين هو الطعن في قرارات الرئيس امام المحكمة العليا التي بات يسيطر عليها المحافظون الذين يميلون للجمهوريين في قضايا الرعاية الصحية والاجهاض وحمل السلاح.

اما إذا فاز ترامب في الانتخابات وسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ فإن فترة ترامب الرئاسية المقبلة ستكون مليئة بالتحديات وسيكون بمقدور الديمقراطيين عرقلة كل خطط ترامب وحتى إعادة فتح ملف عزله.

وتتجه أنظار المراقبين إلى خمس ولايات قد تحسم السيطرة على مجلس الشيوخ.

ولا يحتاج الديمقراطيون سوى إلى 3 مقاعد إذ يشغل سيناتوران مستقلان مقعدين حاليا ويصوتان لصالح الديمقراطيين في معظم الأوقات ومقعداهما غير مطروحين للمنافسة في هذه الانتخابات.

وستحدد نتائج تلك الانتخابات الثلاثة مجتمعة الإدارة الأمريكية المقبلة وذلك بسبب الصلاحيات المختلفة التي يتمتع بها الرئيس والمجلسان.

وهذا التوزيع في الصلاحيات، وإن كان يحد من صلاحيات الرئيس ولا يجعلها مطلقة، إلا أنه يضمن التوازن وتحقق المساءلة ويمنع تحول الرئيس إلى حاكم مستبد.