ساموس: تعيش ساموس اليونانية حدادا السبت غداة مقتل مراهق وصديقته جرّاء الزلزال القوي الذي ضرب الجزيرة في وقت تعاين الفرق المختصة الأضرار التي تعرّضت لها مئات المنازل والأعمال التجارية.

ولقي الفتى البالغ 17 عاما وصديقته (15 عاما) حتفهما عندما انهار مبنى في بلدة فاثي الواقعة على الجزيرة بينما كانا عائدين من المدرسة تزامنا مع حدوث الزلزال.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، الذي توجّه إلى ساموس لمتابعة جهود رفع الأنقاض، "اليونان بأسرها في حالة حداد".

وقال الأب إيمانويل من بلدة بيثاغوريو الساحلية التي سجّلت كذلك أضرارا بالغة إن "الكنائس والموانئ والمنازل سيعاد بناؤها بمساعدة الله، لكن روحيهما لن تعودا".

وخرجت الكنيسة الواقعة تحت اختصاصه والتي تعود إلى القرن التاسع عشر، وهي "كنيسة تجلي المسيح المخلّص"، عن الخدمة جرّاء الزلزال.

وقال لفرانس برس "انهارت أجزاء ضخمة من المبنى".

كما حرّكت الهزّة أحجارا في برج مدعّم يعود إلى القرن التاسع عشر وأدت إلى انهيار مدخل مقبرة.

وقال رئيس بلدية النصف الشرقي للجزيرة جيورجيوس ستانتزوس إن الزلزال تسبب بأضرار "لا يمكن تقديرها".

وصرّح "لدينا وباء والآن زلزال... سيكون من الصعب أن يتعافى اقتصاد الجزيرة".

بدوره، أفاد نائب وزير الحماية المدنية نيكوس هاردالياس للصحافيين "نعمل بجد منذ الصباح لتسجيل كافة الأضرار التي لحقت بالاعمال التجارية والمنازل"، بينما واصلت الهزّات الارتدادية إثارة مخاوف سكان الجزيرة البالغ عددهم 45 ألفا.

وأضاف هاردالياس أن نحو 300 منزل وأكثر من 70 عملا تجاريا تضرروا، واصفا الوضع بأنه "مشكلة كبيرة".

وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن قوة الزلزال بلغت سبع درجات بينما أفاد المرصد الوطني أنها 6,7.

"كان للأمور أن تسوء أكثر"

وأفاد ميتسوتاكيس أنه "نظرا لحجم الزلزال، كان من الممكن للأمور أن تسوء أكثر"، مضيفا أن الدولة ستخصص أموالا لجهود الإغاثة.

ويذكر أن ساموس مركز لإنتاج مشروب "أوزو" الكحولي اليوناني الشعبي الذي يتميّز بنكهة اليانسون.

وبعد يوم على الزلزال، لا تزال المشروبات الكحولية التي تدفقت من القوارير المكسورة تتسرب في الشوارع.

وقال أحد منتجي الأوزو ويدعى ألكساندروس غيوكارينيس الذي كان داخل متجره عندما وقعت الهزة واختبأ تحت إحدى الطاولات "كانت القوارير تتساقط في أرجاء المكان".

بدوره، أشار ميكاليس كاموريانوس، وهو صياد سمك مسن، إلى شقوق ألحقها الزلزال بحوض السفن الإسمنتي في البلدة.

وقال "لم أر شيئا كهذا من قبل".

وضرب تسونامي محدود الجزيرة بعد الزلزال فأحدث فتحات في السيارات القريبة وحمل معه شباكه الجديدة التي كلّفته 4000 يورو، بحسب ما أفاد.

وقال النادل في أحد المقاهي نيكوس فالساميس الذي هرب مع كلبيه إلى منطقة أكثر ارتفاعا "غطى البحر الساحل".

وتقع ساموس قرب منطقة نشاط زلزالي في قاع البحر.

وقال خبير الزلازل لدى المرصد الوطني في أثينا إن "شمال شرق بحر إيجه منطقة نشاط زلزالي".

وتسببت الهزة بدمار أكبر في مدينة إزمير التركية الواقعة على الضفة المقابلة من بحر إيجه، حيث أودت بـ25 شخصا على الأقل.