بثت بعض وسائل الإعلام الهندية مزاعم مفادها أن اسم رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، ردده برلمانيون عمدا في باكستان المجاورة خلال نقاش ساخن حول مقتل مدرس في فرنسا في الآونة الأخيرة.

لكن هل سيهتف نواب باكستانيون حقا باسم رئيس وزراء الهند في برلمانهم؟ نحاول هنا تقصي الحقيقة.

ماذا حدث في البرلمان الباكستاني؟

كان زعيم المعارضة الباكستانية، خواجة آصف، إلى جانب نواب آخرين، يضغط يوم الاثنين الماضي من أجل التصويت على قرار يدين نشر رسوم كاريكاتورية مثيرة للجدل للنبي محمد في فرنسا، الأمر الذي كان قد أدى إلى مقتل مدرس بالقرب من باريس في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد جريمة القتل غضب البعض في العالم الإسلامي وانتقدها رئيس الوزراء الباكستاني.

وكانت كل من الحكومة والمعارضة في باكستان تضغطان من أجل تمرير قراراتهما الخاصة بشأن الخلاف.

وفي إحدى مراحل النقاش عندما بدأ وزير الخارجية، شاه محمود قريشي، في إلقاء كلمة أمام مجلس النواب، بدأ أعضاء المعارضة يهتفون "التصويت ، التصويت"، داعين إلى التصويت على القرار المقدم من جانبهم، وليس قرار الحكومة.

وبُث لاحقا ذلك المقطع القصير الذي مدته دقيقتان دون أي سياق في وسائل الإعلام الهندية والمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي الشهيرة على نطاق واسع.

وقد ردد كل من تايمز ناو وإنديا تي في وإيكونوميك تايمز ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مزاعم مضللة بأن المعارضة كانت تصيح "مودي" (وليس "التصويت") من أجل إحراج رئيس الوزراء عمران خان.

ولاحقا، أزالت ذي إيكونوميك تايمز تقريرها، وحذفت تايمز ناو تغريدتها، لكن مقالها مازال على الإنترنت مع مقطع النقاش الباكستاني.

فهل ذكر اسم مودي في البرلمان؟

نعم، حدث ذلك، ولكن في وقت لاحق من النقاش، وفي سياق مختلف، إذ ظهر اسمه عندما اتهم قريشي المعارضة بترويج "الرواية الهندية" خلال المناظرة.

قريشي
Getty Images
اتهم قريشي المعارضة بأنها ضد باكستان

فخلال نقاش ساخن، زعم قريشي أن المعارضة تحاول خلق شقاق داخل القوات المسلحة وتأجيج ما أسماه "رواية مناهضة لباكستان".

وكان من الواضح بعد ذلك سماع مؤيدي الحكومة وهم يهتفون باللغة الأردية: "مودي كا جو يار هاي، غدار هاي، غدار هاي (كل من هو صديق لمودي فهو خائن، خائن)".

ولا توجد إشارة إلى ذلك على الإطلاق في التقارير الهندية.

ونسخة النقاش المقدمة للزعم بأن نواب المعارضة في باكستان كانوا يهتفون باسم ناريندرا مودي خارجة تماما عن السياق.

ويمكنك مشاهدة مناقشة البرلمان هنا.

https://www.youtube.com/watch?v=D00a_b2u3D0&feature=emb_logo

وكانت هناك أمثلة أخرى لأحداث في باكستان تم تحريفها في الهند.

ففي الآونة الأخيرة، ضجت وسائل الإعلام الهندية بأخبار اندلاع حرب أهلية في مدينة كراتشي الباكستانية، لكن ذلك لم يكن صحيحا.