كذب دونالد ترمب الإثنين عشية الانتخابات الرئاسية استطلاعات الرأي التي تتوقع فوز منافسه جو بايدن الذي حث على إنهاء الفوضى التي شهدتها البلاد في عهد ترمب.

فايتيفيل: قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام أنصاره في فايتفيل في ولاية كارولاينا الشمالية، في أول تجمع من خمسة يشارك فيها في اليوم الأخير من الحملة: "أشاهد استطلاعات الرأي الكاذبة ... غدا، سنفوز في أية حال بأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض".

عكس تهجم ترمب على منظمي استطلاعات الرأي - جنبًا إلى جنب مع صب غضبه على الجميع من الصحافيين إلى الرؤساء التنفيذيين لمنصات التواصل الاجتماعي، ومنافسته المهزومة عام 2016 هيلاري كلينتون وخصومه الديموقراطيين في الكونغرس - مزاجه المرير وهو يواجه احتمال إبعاده من البيت الأبيض بعد ولاية رئاسية واحدة.

وعندما لم يوجه اللوم إلى خصومه "الملتوين"، ركز ترمب مجدداً على محاولاته المستمرة منذ أشهر لتصوير بايدن على أنه "نائم" و"فاسد"، ما دفع الجمهور إلى الهتاف: "احبسوه!".

وسعى ترمب لاستعادة زخم فوزه المفاجئ قبل أربع سنوات بتصوير نفسه على أنه متمرد ضد مؤسسة "متعجرفة وفاسدة وعديمة الرحمة".

وقال للجمهور "لقد انتخبتم شخصًا من خارج المؤسسة كرئيس وضع أميركا أخيراً في المقام الأول ... اخرجوا وصوّتوا، هذا كل ما أطلبه".

لكن بايدن الذي بنى حملته الانتخابية على وصف ترمب بأنه فاشل ومتهور خلال جائحة كورونا المستجد، تصرف كمن يشعر بقرب النصر إذ تمنحه استطلاعات الرأي تقدماً طفيفاً ولكنه ثابت في جميع الولايات المتأرجحة التي تقرر من يفوز بل وتهدد معاقل للجمهوريين مثل جورجيا وتكساس.

وقال بايدن خلال تجمع الاثنين في أوهايو "شبعنا من الفوضى. شبعنا من التغريدات، من الغضب، من الكراهية، من الفشل وانعدام المسؤولية"، مضيفا "حان الوقت ليحزم دونالد ترمب حقائبه ويعود الى منزله".

واعلن فريق حملته الاثنين انه سيكون في ولاية بنسلفانيا الثلاثاء، يوم الانتخابات، لتشجيع الناخبين على التوجه الى صناديق الاقتراع.

كذلك، سيتوجه بايدن الى مسقطه سكرانتون والى فيلادلفيا فيما تتوجه كامالا هاريس التي اختارها لتكون نائبته في حال فوزه الى ميشيغن وزوجته جيل الى فلوريدا، وفق بيان.

مخاوف من العنف والفوضى

يوم الثلاثاء هو يوم الانتخابات رسميًا ولكنه في الواقع يمثل تتويجًا لشهر انتخابي طويل. ومع التوسع الهائل للتصويت عبر البريد على سبيل الوقاية من جائحة كوفيد-19، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 95 مليون شخص قد أدلوا بأصواتهم بالفعل، ما يسلط الضوء على أن الانتخابات تحولت استفتاء على الولاية الأولى للجمهوري الذي حطم الأعراف التقليدية.

في جميع أنحاء وسط واشنطن، أغلقت الشركات واجهاتها تحسباً لاندلاع اضطرابات وأفادت قناة أن بي سي نيوز أنه جرى التخطيط لوضع سياج جديد "لا يمكن تسلقه" حول البيت الأبيض المحاط بطبقات متزايدة من التحصينات منذ احتجاجات الصيف المناهضة للعنصرية.

وفيما حذرت إدارة ترمب من تسبب المتطرفين اليساريين في إحداث الفوضى، قام أنصار الرئيس باستعراض قوة وقادوا قوافل من شاحنات البيك أب المزينة بالأعلام وأغلقوا العديد من الطرق في جميع أنحاء البلاد.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي إنه يحقق في حادثة وقعت في تكساس حيث طوق أنصار ترمب بشاحناتهم الصغيرة حافلة حملة بايدن بينما كانت على طريق سريع.

من جانبه، دعا رئيس بلدية فيلادلفيا الديموقراطي جيم كيني إلى الصبر والهدوء عشية الانتخابات. وطمأن جيم كيني الناخبين إلى أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة على الرغم من ادعاءات ترمب باحتمال حدوث تزوير في ولاية بنسلفانيا التي فاز بها بأغلبية 44 ألف صوت فقط في عام 2016. وفوزه بالولاية الرئيسية مهم لاعادة انتخابه.

ووعد كيني بتعداد عادل ودقيق لبطاقات الاقتراع الشخصية والبريدية. وقال "نتوقع طوابير طويلة أمام صناديق الاقتراع ... لذا في يوم الانتخابات، يرجى التحلي بالصبر... والهدوء".

وينهي بايدن حملته التي أجراها بهدوء بتنظيم تجمعات احتُرم خلالها التباعد الاجتماعي في أوهايو وبنسلفانيا، أعنف ساحة معركة على الإطلاق.

وأعلن انضمام نجمة البوب ليدي غاغا إلى حملة بايدن البالغ من العمر 77 عامًا، في حين تدخل الرئيس السابق باراك أوباما بوزنه السياسي من خلال تعبئة الحشود خلف بايدن في فلوريدا وجورجيا - وهي ولاية جمهورية يستهدفها الديمقراطيون.

ترمب يشكك بنزاهة الانتخابات

ظل ترمب يدعي لأشهر أن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى تزوير جماعي، لكنه كثف هجومه في الأيام الأخيرة من خلال قوله إنه سيضغط من أجل استبعاد الأصوات التي تصل بعد يوم الثلاثاء - وهي ممارسة قانونية في الواقع في العديد من الولايات الرئيسية، بشرط أن تكون بطاقات الاقتراع قد ختمت في الوقت المناسب.

جنبًا إلى جنب مع محاولاته استصدار قرار قضائي لحذف أكثر من 100 ألف صوت في تكساس وغيره من الإجراءات القانونية العدائية، يثير رفض ترمب قواعد الانتخابات مخاوف من أن يحاول إعلان فوزه مبكراً أو يرفض الإقرار بالهزيمة.

وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأحد أن ترمب أبلغ المقربين منه أنه سيعلن فوزه على الفور إذا بدا أنه يتقدم.

وإن كان ترمب يصف الاستطلاعات بأنها "كاذبة" فقد كرر حجته بأنه "لا أعتقد أن من العدل أن نضطر إلى الانتظار لفترة طويلة بعد الانتخابات".