دعا الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة أن يقف الاتحاد الأوروبي موحدا مناشدا شركاء التكتل في العالم "العمل معنا عن كثب لمحاربة الإرهاب وخطاب الكراهية والمعلومات المضللة".

إيلاف من لندن: اعتبر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، في بيان أنه "لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لعمليات القتل الوحشية كتلك التي حدثت مؤخرًا في فرنسا والنمسا".

واتّحد القادة الأوروبيون وأدانوا جميعهم اعتداءات نيس (جنوب شرق فرنسا) الخميس الماضي وكذلك قطع رأس المدرّس الفرنسي صموئيل باتي. ودعا القادة الأوروبيون القادة في جميع أنحاء العالم إلى العمل من أجل "الحوار والتفاهم بين المجتمعات والأديان بدلاً من الانقسام".

وقال بوريل في بيان نقله موقع (يورونيوز): "يتعين على جميع قادة العالم توحيد قواهم في الإدانة الواضحة لجميع أشكال العنف باسم أي دين" مضيفا "نحن بحاجة إلى الشعور بالمسؤولية المشتركة لمكافحة الكراهية والإرهاب".

القيم الاساسية

أضاف: "استهدفت الهجمات الإرهابية الأخيرة أسس مجتمعاتنا العلمانية والديمقراطية.. إن موجة الإرهاب التي نواجهها اليوم ليست المرة الأولى التي يسعى فيها الإرهابيون إلى تمزيق عرى مجتمعاتنا. فكما فعلنا في الماضي، سنواصل محاربة هذا التهديد، والدفاع عن قيمنا الأساسية، بوحدة وتصميم. لا يمكن تبرير القتل أبدًا، بغض النظر عن مدى جدية الشعور بالإهانة أو الاختلاف مع آراء شخص آخر".

واعتبر أن " حرية التعبير هي حجر الزاوية في قيم الاتحاد الأوروبي يجب علينا حمايتها ودعمها، بينما نرفض بالطبع أيضًا خطاب الكراهية".

وشدّد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي على أنه ينبغي علينا "أن نحدد بدقة نوع الإرهاب الذي نواجهه. عادة ما نطلق عليه "الإرهاب الإسلامي" لأن الجناة والمؤيدين يزعمون تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية باسم الإسلام" مضيفا "يجب أن نتجنب ربط هذا الإرهاب بالإسلام" واعتبر " أن هذا الإرهاب لا يشير إلا إلى تطرف قلة من الناس، سعياً وراء تبريرات كاذبة لحماقتهم".

وقال المسؤول الأوروبي الكبير: " في الماضي، عانت أوروبا بشكل كبير من أشكال مختلفة من التطرف العنيف وعشنا حروبًا دينية لقرون. اليوم، يحترم الاتحاد الأوروبي جميع الأديان. إنه يحمي حرية الجميع في الاعتقاد وممارسة الدين وسوف نستمر في القيام بذلك".
وأوضح: "نحن، كغالبية العالم الإسلامي، نرفض رفضًا قاطعًا الانجرار صوب منطق "صراع الحضارات" بين الإسلام و "الغرب". وهذا من شأنه أن يعيدنا بالضبط إلى الأوقات العصيبة، بدلاً من الاستفادة من دروس الماضي والتغلب على الانقسامات الخطيرة للغاية" على حد قوله.

وقال: "من الواضح أن الموجة الإرهابية التي نواجهها حاليًا في أوروبا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بانتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على الإنترنت. وقد أدى هذا في الواقع إلى اغتيال المدرس الفرنسي صموئيل باتي".

المعركة ضد القاعدة وداعش

قال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي: "لا يبدو أن الهجمات الأخيرة كانت من عمل شبكات إرهابية عالية التخطيط، كما كان الحال في الماضي. لقد حققت المعركة الدولية ضد القاعدة أو داعش بالتأكيد تقدمًا مهمًا.. إن الموجة الإرهابية الحالية هي بالأحرى تصرفات أفراد أصبحوا متطرفين عبر الشبكات الاجتماعية".

واعتبر أن "هذا هو السبب في أننا يجب أن نجد طرقًا لمعالجة حقيقة أن شبكة الإنترنت يمكن أن تكون أداة قوية لتحفيز أغراض التطرف والتجنيد.. ندرك فعلا مدى صعوبة المشاركة في مكافحة المعلومات المضللة".

أضاف الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي "في الآونة الأخيرة، تم نشر قدر كبير من المعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية حول العالم حول وضع المسلمين في أوروبا. في بعض البلدان، شهدنا حملات تلاعب انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، استهدفت فرنسا وقادتها على وجه الخصوص، تدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.

بعض القادة السياسيين، على سبيل المثال في تركيا، أيدوا ذلك. بل إن بعض الجماعات السياسية دعت إلى العنف وقتل المواطنين الفرنسيين".

صدام الحضارة والهمجية

قال بوريل: "هذا غير مقبول. لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف والكراهية ، في أوروبا والعالم. لنكن واضحين للغاية: الصدام ليس بين الإسلام، وهو عقيدة يشترك فيها الملايين من المواطنين الأوروبيين، ومعتقدات أخرى. إنه ليس "صراع حضارات"، بل صدام بين حضارة وهمجية، بين احترام الحياة والإرهاب.

مضى قائلا: " علينا أن نبذل جهدا تربويا لشرح شروط نموذجنا الاجتماعي ومكانة الدين فيه. ولمواجهة هذا التحدي الكبير، لا يمكننا أن ننجح بمفردنا. نحن بحاجة إلى العمل يدا بيد مع شركائنا في جميع أنحاء العالم من جميع الأديان أو أولئك الذين لا معتقد لهم" مضيفا " نحن نعمل بالفعل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم لمحاربة هذه الشبكات الإرهابية وداعميها، لكننا بالتأكيد بحاجة إلى تكثيف هذا التعاون ضد خطاب الكراهية والتلاعب عبر الإنترنت الذي يغذي الإرهاب".

في ختام، بيانه قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل "نحن بحاجة إلى جميع القادة لاتخاذ موقف قوي. في كل مكان. وفي هذا الصدد ، أشكر الحكومات والقادة السياسيين والدينيين ، لا سيما في المجتمعات الإسلامية ، الذين أدانو هذه الهجمات الإرهابية القاتلة ودعم التعايش السلمي" على حد قوله.