إيلاف من لندن: اقترب العالم خطوة مهمة نحو إنجاز لوضع حد لأزمة الصحة العالمية التي فجرتها جائحة كورونا، بعد إعلان شركتي فايزر وبيونتيك عن فاعلية لقاح طورته بنسبة 90 في المئة.

وشهدت الأخبار ارتفاعًا في أسواق الأسهم، حيث قفز مؤشر FTSE 100 بنسبة 5.5 في المئة - مضيفًا 82 مليار جنيه إسترليني إلى قيمة أسهمه، ما أدى إلى أفضل يوم تداول له منذ مارس.

أعلنت شركتا "فايزر" (Pfizer) و"بيونتيك" (BioNTech) أن اللقاح ضد فيروس كورونا الذي تعملان على تطويره "فعّال بنسبة 90 في المئة"، بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه.

وشملت المرحلة الثالثة من تجربة فايزر 43538 مشاركًا من ستة بلدان، تلقوا جرعتين من التطعيم أو دواء وهمي، مع حماية 90 في المئة من الفيروس في غضون 28 يومًا من تلقي لقاحاتهم.

وقالت شركة الأدوية الأميركية إن 94 شخصًا فقط ممن شاركوا في التجربة أصيبوا بفيروس كورونا ولم يتم الإبلاغ عن مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة.

يوم عظيم

قال رئيس شركة فايزر ورئيسها التنفيذي الدكتور ألبرت بورلا: "اليوم هو يوم عظيم للعلم والإنسانية. المجموعة الأولى من نتائج تجربة لقاحنا للمرحلة الثالثة من لقاح كورونا توفر الدليل الأولي لقدرة لقاحنا على الوقاية من الفيروس".

وقالت الشركتان في بيان مشترك إنه جرى قياس "هذه الفاعلية للقاح" عبر المقارنة بين عدد المشاركين، الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في المجموعة التي تلقت اللقاح، وعدد المصابين في مجموعة أخرى تلقت لقاحًا وهميًا، "بعد 7 أيام من تلقي الجرعة الثانية" و28 يومًا من تلقي الجرعة الأولى.

وأصدرت شركة فايزر، التي طورت اللقاح مع شركة الأدوية الألمانية وبيونتيك، تفاصيل قليلة فقط من تجربتها السريرية، بناء على المراجعة الرسمية الأولى للبيانات من قبل لجنة خارجية من الخبراء، وذلك وفقا لما ذكرته "نيويورك تايمز".

متطوعون

قالت الشركة إن التحليل وجد أن اللقاح كان فعالا بنسبة تزيد عن 90 في المئة في الوقاية من المرض بين متطوعي التجربة، الذين لم يكن لديهم دليل على إصابة سابقة بفيروس كورونا.

وإذا ثبتت هذه النتائج، فإن هذا المستوى من الحماية سيضع هذا اللقاح على قدم المساواة مع لقاحات الطفولة عالية الفعالية لأمراض مثل الحصبة، وقالت الشركة إنه لم تتم ملاحظة أي مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة.

وتخطط شركة فايزر لطلب إذن طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتصنيع لقاح من جرعتين في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد أن جمعت بيانات السلامة.

وقال المسؤولون التنفيذيون في الشركة إنه بحلول نهاية العام ستكون قد صنعت جرعات كافية لتحصين 15 إلى 20 مليون شخص.

انتصار كبير

يعد إعلان شركة فايزر انتصارا كبيرا في المعركة ضد الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص ودمر الاقتصاد العالمي وقلب أنماط الحياة اليومية رأسا على عقب.

وتعد شركة فايزر وشريكتها، شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتيك، أول شركات الأدوية التي تنشر بيانات ناجحة من تجربة سريرية واسعة النطاق للقاح لفيروس كورونا.

ولا تزال أسئلة عديدة بلا جواب بما في ذلك الفترة التي يوفر فيها اللقاح حماية. ومع ذلك فإن الأخبار تتيح الأمل في أن لقاحات كوفيد-19 الأخرى قيد التطوير قد تثبت فعاليتها أيضا.

وأظهرت التجارب في كل من الولايات المتحدة وألمانيا والبرازيل والأرجنتين وجنوب إفريقيا وتركيا أن الذين حصلوا على اللقاح اكتسبوا مناعة بنسبة 90 في المئة بعد سبعة أيام من حصولهم على الجرعة الثانية.

وتعتقد شركة فايزر أن بإمكانها إنتاج 50 مليون جرعة بنهاية العام و1.3 مليار جرعة بنهاية عام 2021. لكن هناك تحديات لوجستية، حيث يجب حفظ اللقاح على درجة حرارة 80 تحت الصفر. ولم يتضح بعد كم ستستمر المناعة التي يمنحها اللقاح.

علامات فارقة

وصف البروفيسور أوغور شاهين، أحد مؤسسي شركة بيونتيك، النتائج بأنها "علامة فارقة".

ولا تشكل البيانات التي قدمت التحليل النهائي، حيث أنها مبنية على 94 في المئة من المتطوعين، وقد تختلف الفعالية بعد تقييم نتائج جميع التحليلات.

وتقول الشركتان المنتجتان إن كمية كافية من بيانات السلامة سوف تتوفر بحلول الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر/تشرين ثاني، وسيمكن عندها تقديم اللقاح بغرض ترخيصه.

وحتى الآن لا يمكن البدء باستخدام اللقاح. وقد حجزت المملكة المتحدة 40 مليون جرعة، تكفي لعشرين مليون شخص.

وقال البروفيسور بيتر هوربي من جامعة أكسفورد "هذه الأخبار جعلتني ابتسم بسعادة. ما زال أمامنا رحلة طويلة قبل أن يأتي اللقاح بنتائج، لكن هذه لحظة فارقة".