إيلاف من لندن: يقترب موعد الانتخابات داخل حركة حماس الفلسطينية، إذ حدد لها موعداً في بداية العام المقبل 2021، بالتزامن مع ذكرى انطلاقة حماس التي توافق الأول من يناير.

وتختلف هذه الانتخابات عن سابقاتها، وخصوصاً مع عودة رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل إلى السباق الانتخابي، في حلة جديدة، ودعاية انتخابية تصوره انه الإنسان العاقل والمتزن والذي يفكر برؤية بعيدة المدى ولا يلعب في ملاعب السياسة الصغيرة والضيقة.

وانتشر منشور اعلاني في عدة مواقع فلسطينية بينها "نداء الوطن" الصادر من الضفة الغربية. وأثار الإعلان تساؤلات جمة عن هذا التطور وعن الجهة التي تقف وراءه.

وقال مصدر في حماس لـ"إيلاف" إن مشعل يرى الأمور من منظور عام، وهو شارك مؤخراً في عدة لقاءات عن بعد مع شخصيات فلسطينية من الضفة الغربية بهدف طرح نفسه مرشحا جامعا وموحدا للحركة. ورأى المصدر في ترشحه مقدمة لترشيح نفسه لرئاسة السلطة الفلسطينية مستقبلا.

وكان مشعل قد التقى قبل أيام مع المركز الفلسطيني للأبحاث السياسية والدراسات، وطرح رؤيته للاوضاع الراهنة، واستمع اليه المئات من الشخصيات الفلسطينية منها منيب المصري وعدد من الصحافيين والمحللين السياسيين مثل هاني المصري واخرين. وتحدث مشعل في اللقاء بحرية وصراحة كما قال إنه مع الشراكة مع فتح في الحل السياسي وفي المقاومة وحدد بعض المحطات للوصول الى المصالحة المرجوة والتي فشلت مرة تلو الاخرى، مؤكداً ضرورة حل السلطة بتركيبتها الحالية واقامة سلطة موحدة تضم الجميع وفق برنامج عمل واحد وموحد للجميع والنهوض بالمؤسسات والهيئات الفلسطينية في غزة والضفة تحت حكم واحد موحد.

من جهة اخرى يتنافس في هذه الانتخابات رئيس المكتب السياسي الحالي اسماعيل هنية والذي يحظى بدعم ايران وحزب الله واطراف خارجية بينما يعتبره معسكر مشعل شخصية غير قوية ولا يصلح للاستمرار في قيادة الحركة واعادة الدفة لقيادي مجرب صاحب افق واسع كما أشار المصدر.

إلى ذلك، يحاول اسماعيل هنية ان يحظى باصوات كوادر حماس في الضفة الغربية عبر تطوير العلاقة مع مائله صالح العاروري ومنحه موقعاً ومنصباً جديداً مع العلم انه لن يستطيع التنافس لمرة جديدة على منصب مسؤول ملف الضفة ونائب الرئيس لذلك تتجه النية لدى معسكر اسماعيل هنية إلى تسمية مكتب جديد لدائرة الضفة الغربية والشتات يترأسه العاروري ليبقى قريبا من القيادة ولا يتنافس على رئاسة المكتب السياسي ويدعم اسماعيل هنية على حد قول المصدر.

إلى ذلك، يتوقع ان ينضم قادة حماس غزة الى خالد مشعل في المنافسة على رئاسة الحركة خاصة في ظل منع مصر من عودة اسماعيل هنية لغزة وكذلك اعلانها انه لم يف بتعهداته امام القيادة المصرية وتفيد المعلومات انه بصدد الاستقرار في لبنان او قطر وانه طلب السماح لابناء عائلته الانضمام اليه الا ان السلطات المصرية منعت عبورهم اراضيها في الطريق الى لبنان.
ويقول المصدر ان سوء العلاقات مع مصر ليس في مصلحة حماس وان خالد مشعل مقبول على الجانب المصري ويستطيع التفاهم معهم في قضايا عدة من اجل حماس واهل غزة.