سيدني: طمأن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الخميس حلفاء الولايات المتحدة في سيول وسيدني وطوكيو، واعدا بالإبقاء على اتفاقيات الدفاع المشترك معها وإصلاح العلاقات بعد التوتر في عهد دونالد ترامب.

وغداة اتصالات هاتفية مع قادة أوروبيين وتأكيده أنّ "أميركا عادت"، تحدث نائب الرئيس السابق مع رئيس وزراء استراليا سكوت موريسون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن والزعيم الياباني الجديد يوشيهيدي سوغا.

وهنأ القادة الثلاثة بايدن على فوزه الأخير في الانتخابات على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي يرفض الاعتراف بهزيمته.

تضمنت مكالمة بايدن مع سوغا تحذيرا واضحا من رئيس الوزراء الياباني بأن "الوضع الأمني يزداد خطورة" في جميع أنحاء المنطقة، وفقًا لنص المكالمة الذي نشره مسؤولون يابانيون.

وردا على تحليل سوغا غير العادي في صراحته، أكد بايدن "التزامه العميق الدفاع عن اليابان" والالتزامات الناشئة عن الاتفاقيات المستمرة بين البلدين منذ عقود، على ما أعلن فريقه الانتقالي.

خلال إدارة ترامب التي استمرت أربع سنوات، شكّك الحلفاء الإقليميون للولايات المتحدة في التزام الرئيس الجمهوري بالوعود طويلة الأمد للدفاع عن بلادهم في حالة اندلاع نزاع عسكري.

وفي خطوة من المرجح أن تثير احتجاج بكين، ذكرت معلومات أن بايدن أكد أن هذا الالتزام الدفاعي يمتد إلى سينكاكو، وهي سلسلة جزر غير مأهولة تطالب بها كل من اليابان والصين، وتشكّل نقطة مواجهة محتملة منذ عقود.

في مكالمة منفصلة مدتها 14 دقيقة مع مون، كشفت معلومات أنّ بايدن وصف التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بأنه "محور الأمن والازدهار" في المنطقة، وتعهد بالعمل معا عمواجهة "التحديات المشتركة" مثل كوريا الشمالية و تغير المناخ.

وكان ترامب فكر في سحب قوات بلاده من اليابان وكوريا الجنوبية، حيث يتمركز حاليا أكثر من عشرين ألف جندي أميركي بهدف ردع أي عمل عسكري من كوريا الشمالية.

وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية إن مون وبايدن اتفقا على الاجتماع "في أقرب وقت ممكن" بعد تنصيب الرئيس الأميركي.

في مكالمته مع رئيس الوزراء الاسترالي، تلقى بايدن دعوة لزيارة أستراليا العام المقبل بمناسبة الذكرى السبعين لتوقيع معاهدة أمنية بين البلدين.

وافادت معلومات أنّ بايدن أبرز أهمية "مواجهة تغير المناخ"، التي كانت الحكومة الأسترالية المحافظة بطيئة بشكل ملحوظ في معالجتها، مع أنها طرف في اتفاقية باريس للمناخ.

ووصف موريسون المكالمة بأنها كانت "ودية للغاية".

عمل بايدن لعقود في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وهو ما جعله يسافر حول العالم ويلتقي قادة أجانب.

كما شغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما الذي قضى معظم فترة رئاسته يروج لأميركا باعتبارها "قوة في المحيط الهادئ".

لكن ترامب لجأ بدلا من نهج أوباما المثابر في بناء تحالفات في المنطقة، إلى اسلوبه القائم على عقد الصفقات.

أزعج ترامب الحلفاء الآسيويين من خلال خوض معارك تجارية مع الصين، واحتضان ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ-أون، وإعلانه إمكانية سحب القوات من المنطقة.

ومن المرجح أن يتخلى بايدن عن أسلوب ترامب.

لكن بايدن الذي يكبر أوباا نحو عقدين، قادم من جيل أكبر سنا من صانعي السياسة الأميركيين الذين كانوا يركزون على العلاقات عبر الأطلسي في أوج الحرب الباردة.