أبيدجان: دعا حزبان معارضان رئيسيان في ساحل العاج الجمعة الى تلبية مجموعة مطالب تقدما بها قبل الانخراط أكثر في الحوار مع السلطات بشأن أزمة الانتخابات في البلاد التي أودت بحياة العشرات.

ويأتي هذا النداء بعد يومين من اجراء الرئيس الحسن وتارا محادثات مع منافسه الرئيسي هنري كونان بيديي للمرة الأولى منذ انتخابات 31 تشرين الاول/أكتوبر الرئاسية التي افضت الى مواجهة مريرة بين السلطة والمعارضة.

وأعلنت مفوضية الانتخابات فوز وتارا بأكثر من 94 بالمئة من الاصوات، لكن المعارضة رفضت النتائج وأطلقت حملة "عصيان مدني" متعهدة بتأليف حكومة انتقالية.

واعتقلت السلطات حينها العديد من قادة المعارضة وطوقت الأجهزة الأمنية منازل آخرين.

وفي بيان مشترك قال الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه بيديي وحزب الجبهة الشعبية في ساحل العاج "قبل بدء المناقشات، من الضروري استعادة الهدوء والثقة بين جميع الأطراف".

وأضاف البيان أن مطالبه تتضمن "إنهاء جميع الإجراءات القانونية بحق قادة ونشطاء المعارضة والمجتمع المدني".

كما دعا الى رفع الحصار عن منازل قادة المعارضة، والإفراج عن جميع "السجناء السياسيين" و "عودة جميع المنفيين".

ومن بين الشخصيات السياسية التي تم نفيها من ساحل العاج مؤسس الجبهة الشعبية والرئيس السابق لوران غباغبو ومساعده شارل بلي غودي وزعيم المتمردين السابق غيوم سورو.

وغباغبو موجود في بروكسل وبلي غودي في لاهاي بعد أن برأتهما المحكمة الجنائية الدولية من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب النزاع الذي أودى بحياة 3 آلاف شخص بعد انتخابات 2010.

وفي هذه الاثناء دعا سورو الجيش الى عصيان أوامر وتارا الذي تعهد بدوره بسجن زعيم المتمردين السابق مدى الحياة.

كما طالب بيان المعارضة بإجراء محادثات مع وتارا ب"رعاية وسيط".

وبدا أن الاجتماع بين وتارا وبيديي الأربعاء قد أدى إلى تهدئة التوتر، حيث قال الرئيس "تمكنا من اختراق جدار جليد وجدار الصمت".

واندلعت أعمال عنف دامية في آب/أغسطس بعدما أعلن وتارا ترشحه لولاية رئاسية ثالثة بالاستناد الى الاصلاحات الدستورية التي أقرت عام 2016، وهو ما ترفضه المعارضة.

وارتفعت الحصيلة الرسمية للقتلى جراء الاضطرابات الى 85 الأربعاء، ما أثار مخاوف من أن يغرق أكبر اقتصاد في غرب إفريقيا مرة أخرى في نزاع دام بعد الانتخابات.