ثمة تعاون وثيق بين إيران وتنظيم القاعدة الإرهابي، تتكشف تفاصيله يومًا بعد يوم، وآخرها مقتل أبو محمد المصري وابنته أرملة حمزة بن لادن في حادث غاكض في أغسطس الماضي بطهران.

إيلاف من دبي: يظهر مقتل رجل القاعدة الثاني، أحمد المصري، مع ابنته أرملة حمزة بن لادن، اللذين كانا يعيشان في إيران، علاقات طهران بالتنظيمات المتطرفة، بحسب ما نقل موقع "الحرة" عن متابعين في تقرير نشره السبت. فرغم أن الإعلام المقرب من السلطات الإيرانية ذكر يوم 7 أغسطس الماضي أن "مجهولين أقدموا على اغتيال أب عربي وابنته"، فإن طهران تتمسك بنفي المعلومات التي تتحدث عن إيوائها قادة تنظيمات إرهابية.

وذكرت يومها وكالة "فارس" أنّ "دراجة نارية اقتربت من السيارة وأطلقت أربع طلقات على السائق وابنته"، مشيرةً إلى أنّه "تم العثور على جثتيهما يوم 7 أغسطس"، ولم تشر حينها إلى هوية القتيلين.

عبد الله أحمد عبد الله الذي قالت نيويورك تايمز إن الإسرائيليين قتلوه في طهران في 7 أغسطس الماضي

الجمعة، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية أنّ عملاء إسرائيليين قتلوا ثاني أعلى قيادي في تنظيم القاعدة، في إيران، يوم 7 أغسطس الماضي، وهو عبد الله أحمد عبد الله، الذي يحمل اسماً حركياً هو "أبو محمد المصري" المتهم في تدبير هجمات قاتلة على سفارات أميركية في إفريقيا، عام 1998.

السبت، اعتبرت طهران أن تقرير الصحيفة الأميركية "معلومات مختلقة"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان إن "واشنطن وتل أبيب تحاولان، كل حين وآخر، إلقاء المسؤولية على الآخرين عن الأعمال الاجرامية لهذا التنظيم وتنظيمات إرهابية أخرى في المنطقة، وربط إيران بتنظيمات كهذه من خلال الأكاذيب وتسريب معلومات مختلقة الى وسائل الإعلام".

تعاون قديم

لكن موقع "الحرة" نسب إلى الخبير الأمني العميد موسى القلاب قوله إنّ "العديد من قادة تنظيم القاعدة لجأوا بعد الحرب الأميركية على الارهاب في افغانستان عام 2001، إلى طهران، التي قامت أجهزة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني باحتضانهم، تمهيداً لأدوار واستخدامات عدة"، لافتًا إلى أنّ "قسمًا كبيرًا من الإرهابيين أرسل إلى العراق وسوريا وغيرها من مناطق النزاع، كي تتمكن الأجهزة الإيرانية من تعزيز نفوذها عبرهم"، معتبراً أنّ إيران وظفّت قادة القاعدة لخدمة أجندتها السياسية والإقليمية.

وشدد القلاب على أنّه "لا يمكن إنكار وجود زعماء للقاعدة على أراضي إيران، التي توظف قسما منهم للتنسيق للدفاع عنها بحال شن أي هجمات عليها"، فضلاً عن "استخدام البعض الآخر لتنفيذ هجمات وتفجيرات واغتيالات، غالبيتها موجهة ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج".

بدأ التعاون السري بين القاعدة وإيران في أوائل التسعينيات في السودان، عندما بدأ حسن الترابي، زعيم الجبهة الإسلامية الوطنية السودانية، بتشجيع المصالحة بين السنة والشيعة، واستمر بعد انتقال التنظيم إلى أفغانستان، وتجلى على الأراضي الإيرانية قبل هجمات 11 سبتمبر وأثناءها وبعدها. واتهمت الولايات المتحدة إيران رسمياً أول مرة في يوليو 2011 بتشكيل تحالف مع القاعدة يتضمن إيواء عناصر القاعدة على أراضيها، ومساعدتهم على نقل الأموال والأسلحة.

اتفاق غير رسمي

وفقاً لسجلات أميركية، كان أسامة بن لادن يعيش في الخرطوم عندما أحضر العالم الديني السوداني أحمد عبد الرحمن الحمادبي الشيخ نعماني، مبعوثاً إيرانياً، للقاء قيادة القاعدة. ونتيجة لهذا الاجتماع، توصلت إيران والقاعدة إلى اتفاق غير رسمي للتعاون.

يقول تقرير "الحرة" إن تقرير لجنة 11 سبتمبر يتضمن قسمًا مخصصًا للتحقيق في العلاقات الإيرانية بالقاعدة بعنوان "مساعدة من حزب الله وإيران للقاعدة"، الذي يشير إلى أنه بعد فترة وجيزة من هذه الاجتماعات في السودان أواخر عام 1991 أو 1992 ، "سافر كبار نشطاء القاعدة ومدربيها إلى إيران لتلقي التدريب على المتفجرات. وفي خريف عام 1993 ، ذهب وفد آخر من هذا النوع إلى سهل البقاع في لبنان للمزيد التدريب على المتفجرات وكذلك في مجال الاستخبارات والأمن".

إضافة إلى ذلك، كان عماد مغنية، العقل المدبر لحزب الله، المسؤول عن تفجير ثكنة الأميركية في بيروت عام 1983، وقد ألهم بن لادن تطوير هجمات منسقة ومتزامنة كأسلوب عمل منتظم، وكانت هذه السمة المميزة لمعظم عمليات القاعدة اللاحقة.

لقراءة تقرير "الحرة" كاملًا، إضغط هنا.