إيلاف من لندن: اتهم رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، الاتحاد الأوروبي بـ"الكذب" ودعا إلى ضرورة التفاوض على أساس حل الدولتين في جزيرة قبرص.

وقال اردوغان في كلمة ألقاها أردوغان خلال زيارة استفزازية مثيرة للجدل الى الشطر الشمالي من قبرص الذي تحتله أنقرة، أن المحادثات حول الجزيرة المقسومة يجب ان يكون هدفها التوصل الى تسوية على أساس "دولتين منفصلتين".
وقال "هناك شعبان ودولتان منفصلتان في قبرص، ويجب إجراء محادثات على أساس دولتين منفصلتين".

وجاءت زيارة اردوغان في ذكرى ن إعلان "جمهورية شمال قبرص التركية" تم من جانب واحد في 15 نوفمبر 1983، ولا تترف بها سوى أنقرة، فيما تتضاءل الآمال بعادة توحيد الجزيرة مع وصول تتار المؤيد لحل "دولتين"، الى السلطة.
وحسب وكالة الأنباء التركية الرسمية (الأناضول)، تأتي زيارة اردوغان وسط اجواء توتر شديد في الجزيرة وقد نددت بها جمهورية قبرص باعتبارها "استفزازاً غير مسبوق".

حل مستدام
وأضاف أن القبارصة الأتراك يعيشون مرفوعي الرأس على أراضيهم بحرية وكرامة رغم استهداف وجودهم في الجزيرة. وأشار إلى أن أولوية بلاده هي "توفير حل مستدام لقضية قبرص بطريقة تضمن الحقوق المشروعة للشعب القبرصي التركي وأمنه".
وتابع قائلا: "تم تجاهل القبارصة الأتراك واغتصاب حقوقهم لسنوات طويلة، وهم الضحية الوحيدة للأزمة القبرصية".

وأردف: "لا يمكن إقامة الشراكة مع القبارصة الروم بعد تقويضها بقوة السلاح في عام 1963 وتدميرها عام 1974 عبر انقلاب المجلس العسكري اليوناني".

وأشار إلى أنه من غير الممكن لأي معادلة أن "تحقق السلام والاستقرار في شرق المتوسط دون مشاركة أنقرة وجمهورية شمال قبرص التركية فيها".

وقال إن "الهدف من فتح منطقة مرعش (بقبرص التركية) ليس خلق مظالم جديدة وإنما القضاء على المظالم القائمة".
واستطرد: "لم يعد لدينا صبر كدولة ضامنة ولا عند شمال قبرص حيال الألاعيب الدبلوماسية (للجانبين الرومي واليوناني بشأن موارد الطاقة في محيط الجزيرة)".

وجدد الرئيس التركي تأكيده على "مواصلة أنشطة المسح والتنقيب شرقي المتوسط حتى يتم التوصل إلى اتفاق عادل".

عملية عسكرية
وقال أردوغان: "الاستقرار تحقق في الجزيرة بفضل عملية السلام العسكرية التي نفذتها تركيا عام 1974 بعد أن كثف الجانب الرومي مجازره وهجماته، إلا أن المشاكل السياسية لا تزال قائمة".
وبيّن أن الجانب التركي "أظهر إرادة قوية جدًا في هذا الصدد منذ البداية، وطرح أفكارا بناءة وبذل جهودا صادقة لكن الحل لا يمكن تحقيقه بجهود طرف واحد".

وأكّد أردوغان أن "الاتحاد الأوروبي لم يف بوعوده حيال الوضع في الجزيرة، ولم يقدم الدعم الإداري والمالي لشمال قبرص، وهو يواصل الكذب حتى اليوم".

ولفت إلى أن الجانب {الرومي} "يرفض التقاسم العادل للسلطة والرفاهية مع القبارصة الأتراك ولذلك يتهربون دائمًا من الجلوس على طاولة المفاوضات في قضية الموارد الهيدروكربونية".

تنديد يوناني
ويشار إلى أن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس كان ندد يوم السبت، بزيارة اردوغان معتبرا انها "استفزاز غير مسبوق".
وقال إن الزيارة "تقوّض جهود الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى حوار خماسيّ غير رسمي" بين القبارصة اليونانيين والأتراك وأثينا وأنقرة، ولندن القوة المستعمرة سابقا في الجزيرة.

وتابع أناستاسيادس في بيانه أن تحركات كهذه "لا تساهم في خلق مناخ ملائم وإيجابي لاستئناف محادثات الوصول إلى حلّ" للمسألة القبرصية.

بدورها دانت وزارة الخارجية اليونانية "استفزاز" إردوغان. وقالت في بيان شديد اللهجة إن "زيارة الرئيس التركي المقررة إلى فاروشا المحتلة برفقة فريق حكومي ... استفزاز غير مسبوق" ينتهك قرارات الأمم المتحدة.

وتظاهر مئات الاشخاص الثلاثاء في الشطر الشمالي من قبرص للتنديد بزيارة اردوغان ورددوا هتافات مثل "لا نزهة على ألم الآخرين" و"لا تدخل" و"في قبرص، الكلمة للقبارصة".