إيلاف من لندن: انتقدت صحيفة روسية بارزة زيارة رئيس تركيا إلى شمال قبرص، واعتبرتها استفزازية، وقالت إنه تحدى بذلك المجتمع الدولي مرة أخرى.

وقالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدى مرة أخرى المجتمع الدولي، بزيارته جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد الأحد، ووعده "بتحقيق العدالة" للقبارصة الأتراك، وإعلانه عن خطط لمواصلة أعمال الاستكشاف في البحر الأبيض المتوسط، التي يعارضها الاتحاد الأوروبي.

وقالت الكاتبة الروسية المعروفة ماريانا بيلينكايا: هذه الإجراءات لا تسبب فقط انتقادات حادة من أثينا ونيقوسيا، إنما ومن كل الاتحاد الأوروبي الذي يهدد أنقرة بفرض عقوبات.

ومن غير المرجح أن تسعد الاتحاد الأوروبي تصريحات أردوغان حول مستقبل الجزيرة، خاصة أنها صدرت عشية استئناف مفاوضات الأمم المتحدة المزمعة بشأن التسوية في قبرص، بعد انقطاع ثلاث سنوات.

تابعت بيلينكايا: فقد انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين شطري قبرص، بوساطة دولية، في العام 2017 دون نتيجة. لكن هذا لا يمنع الأمم المتحدة من أن تأمل في أن يكون حل مشكلة قبرص لا يزال ممكناً، من خلال إنشاء دولة فدرالية تجمع الشطرين.

دولتان مستقلتان

لكن أرسين تتار، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في جمهورية شمال قبرص التركية، في أكتوبر، يرى أن هذا المدخل إلى الحل قد عفا عليه الزمن منذ فترة طويلة. ففي رأيه، يجب أن تتعايش دولتان مستقلتان في الجزيرة. ويعد السيد تتار من أتباع الرئيس التركي. وقد زار أنقرة عشية الانتخابات الرئاسية.

وقالت الصحيفة: "تمت مناقشة استئناف المفاوضات قبل بضعة أشهر، وكانوا ينتظرون نتيجة انتخابات جمهورية شمال قبرص التركية. لم يتوقع أحد أن يفوز خصم فكرة الفدرالية. خاصة وأن قادة كلا المجتمعين في الجزيرة وافقوا على استئناف العمل في الصيغة الخماسية (بمشاركة تركيا واليونان والمملكة المتحدة)".

ومن أسبوعين، عُقد الاجتماع الأول، بين رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس وأرسين تتار. وكلاهما تحدث عن "أجواء ودية"، لكن ذلك لم يساعدهما في تقريب وجهات النظر. فدعم تركيا، يمنح أرسين تتار ثقة أكبر بالنفس.

وكانت جمهورية قبرص اعتبرت أن زيارة الرئيس التركي، منتجع فاروشا بمدينة فاماغوستا في الشطر الشمالي للجزيرة الذي يقطنه السكان الأتراك، تمثل "استفزازا غير مسبوق".

موقف قبرص

وقال مكتب رئيس جمهورية قبرص، نيكوس أناستاسياديس، في بيان أصدره السبت الماضي: "حضور الرئيس التركي الاحتفالات بالذكرى الـ37 للدولة الزائفة (جمهورية شمال قبرص التركية) وزيارته إلى مدينة فاماغوستا المحاصرة يمثلا استفزازا غير مسبوق ويتناقضان بشكل كامل مع قراري 550 و789 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وقال البيان إن خطط أردوغان "تقوض جهود الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) لعقد اجتماع غير رسمي خماسي الأطراف" لمناقشة التسوية في قبرص، "ولا تسهم في خلق أجواء ملائمة وإيجابية لاستئناف المفاوضات حول حل القضية".

يذكر أنه منذ عام 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسامها لشطرين، وهما جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من طرف واحد والتي تقطنها أغلبية تركية، وجمهورية قبرص المعترف بها دوليا والتي تقطنها أغلبية يونانية.

وتعثرت العملية السياسية بين شطري قبرص منذ انهيار المحادثات التي دعمتها الأمم المتحدة في منتجع كرانس مونتانا السويسري، في يوليو 2017.