سار آلاف المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية الأربعاء باتجاه المقر العام للشرطة وسط بانكوك في اليوم الثاني من الاحتجاجات، بعد إصابة ستة أشخاص بالرصاص خلال مواجهات عنيفة.

بانكوك: تشهد تايلاند منذ أشهر عدة احتجاجات مطالبة بتعديل الدستور وإقالة رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان-أو-تشا وحتى تغيير النظام الملكي.

وتجمع المتظاهرون الذين زاد عددهم عن 10 آلاف وفقا لتقديرات وكالة فرانس برس، عند تقاطع طرق راتشابراسونغ في قلب مركز بانكوك التجاري بعدما توعد قادتهم بالتصعيد.

وبعدما كتبوا شعارات مناهضة للملكية على الجدران والأرض، توجهوا إلى المقر العام للشرطة الوطنية المحصن بتدابير أمنية.

ورافق المحتجين كاهن بوذي، وألقى بعضهم زجاجات وطلاء على جدران مقر الشرطة الذي تم تحصينه بشاحنات وكتل اسمنتية وأسلاك شائكة في حين استخدم آخرون مسدسات ماء لقذف طلاء داخل المجمع.

وتفرق المحتجون بهدوء في حين دعا أحد المنظمين إلى تجمع جديد في 25 تشرين الثاني/نوفمبر أمام مكتب يدير الممتلكات الملكية.

وأتى محتجون بخوذات ونظارات واقية وأقنعة واقية من الغاز تحسبا لأي تحرك من قبل القوى الأمنية.

وصرح جاي البالغ من العمر 26 عاما لوكالة فرانس برس "سنحمي مناصرينا. نرفض العنف لكننا لن نتنازل إلى أن تتم تلبية مطالبنا".

ونظمت تظاهرة الأربعاء غداة أعنف مواجهات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة بالديموقراطية في تموز/يوليو، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.

وأصيب أكثر من 50 شخصا بجروح بينهم ستة بالرصاص وفقا لأطباء من دون معرفة الجهة المسؤولة عن اطلاق النار.

مواصلة المعركة

ودعا رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان-أو-تشا المحتجين الى الامتناع عن اللجوء إلى القوة مستبعدا اصدار مرسوم طوارئ جديد كالذي يحظر تجمع أكثر من أربعة أشخاص في الأماكن العامة في تشرين الأول/اكتوبر.

لكن لا شيء يدل على رغبة المتظاهرين في التراجع.

وقال الطالب سيرابوب بومبوينغبوت الأربعاء "علينا ألا نخاف، إنها مرحلة انتقالية في تاريخنا".

وأضاف "هناك أشخاص يعملون من أجلنا في البرلمان وعلى الآخرين مواصلة المعركة".

في نيويورك، دعت الأمم المتحدة السلطات إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك "من المهمّ جداً أن تمتنع الحكومة التايلاندية عن اللجوء إلى القوي وأن تضمن الحماية الكاملة لجميع الأشخاص في تايلاند الذي يمارسون حقهم السلمي الأساسي بالتظاهر".

الثلاثاء، وفيما كان المشرعون يناقشون احتمال إدخال تعديلات على الدستور الذي وضعه العسكريون، عبر المحتجون حواجز الجيش باتجاه البرلمان، ما دفع بالجنود إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه.

وأعلنت الشرطة أنها لم تفتح النار على المحتجين الثلاثاء وأنها تحقق في حادث اطلاق النار الذي وقع على مسافة 300 متر من منطقة الاحتجاج الرئيسية قرب البرلمان.

ونددت جمعية المحامين التايلانديين لحقوق الإنسان بأساليب الشرطة معتبرة إنها "لا تتماشى مع الإجراءات الدولية لتفريق التظاهرات".

تحد للملكية

ودعا بعض المشاركين في حركة الاحتجاج إلى إصلاح النظام الملكي، وكتب المحتجون الأربعاء شعارات مناهضة للنظام الملكي بعضها فاحشة.

وكانت مثل هذه المشاهد مستبعدة في بلد يعد فيه تناول النظام الملكي من المحرمات.

وقال لوك (29 عاما) لوكالة فرانس برس "اليوم حققنا انتصارنا الأول. انتصار لحرية التعبير. يمكننا أن نتطرق إلى أي موضوع ونكتب عن أي موضوع حتى عن ملكنا".

وأضاف "إني في غاية السرور. لم أكن أعتقد أن ذلك سيحصل في بلدي".

وتشهد بانكوك منذ أشهر تظاهرات يقودها طلاب للمطالبة بإصلاحات دستورية وإقالة رئيس الوزراء برايوت تشان-أو-تشا، الذي تولى السلطة في انقلاب العام 2014.

وفي الاجتماع الذي يستمر يومين، يناقش النواب التايلانديون مختلف المقترحات لإدخال تعديلات دستورية، تستثني في غالبيتها إصلاحا للنظام الملكي.

ويتعلق أحد المقترحات بتغيير أعضاء مجلس الشيوخ المعينين من الجيش بممثلين ينتخبون بشكل مباشر.

واتاح دعم مجلس الشيوخ لبرايوت الإمساك بزمام السلطة بعد انتخابات العام الماضي.

وبدأ البرلمان الأربعاء التصويت على التعديلات التي ستطرح للنقاش.