إيلاف من لندن: حذرت منظمة يونيسف التابعة للامم المتحدة الجمعة من أن 40 في المئة من أطفال العراق معرضون للفقر والإصابة بكورونا، مشيرة الى أنهم بدأوا يفقدون حقوقهم في الصحة والأمن والحرية والتعليم والماء النظيف بمعدل يبعث على القلق.

ولفت مكتب يونيسف في العراق، في تقرير حصلت "إيلاف" على نصه، الى انه بينما يحتفل العالم بالذكرى السنوية لتبني اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وفي اليوم العالمي للطفل لهذا العام، أصبح جليًا أن الأطفال والمراهقين في العراق سمثلون الفئة الأكثر عرضة لخطر الفقدان نتيجة لكورونا وآثاره الثانوية.

أضاف المكتب ان التقييم الأخير ليونيسف وشركائها اظهر أن عدد الأطفال واليافعين المعرضين لخطر الوقوع في مخالب الفقر وفقدان حقوقهم تضاعف من واحد إلى اثنين من بين كل خمسة أطفال، أو الى نسبة 40 في المئة من مجمل اطفال البلد. ونوه الى انه من العوامل الأخرى لتنامي الفقر، نجد البطالة، والضغوط المالية المتواصلة على الأسر، وفقدان الوصول الى المدارس والخدمات الصحية.

لكل طفل حقوقه

وأوضحت ايرينا فوياكوفا- سولورانو، الممثل الخاص للامم المتحدة والمنسق المقيم في العراق: "إن العراق بلد عضو في اتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل، ما يعني أنه ملزم بضمان تمتع كل طفل بكافة حقوقه، بما في ذلك الحق في الصحة والأمن والحرية والتعليم والماء النظيف واللعب لكننا الأن نرى أن عدد البنات والأولاد في العراق ممن بدأوا يفقدون العديد من هذه الحقوق بدأ يتزايد بمعدل يبعث على القلق، نتيجة للعواقب غير المقصودة الناجمة عن الجائحة التي بدأت تهدد بتقويض العديد من الانجازات التي حققها العراق في مجال تحقيق التزاماته بموجب الاتفاقية".

قالت انه بينما لا تزال أعراض الاصابات بين الأطفال والمراهقين خفيفة، فإن التأثير الطويل الأمد لتأثير الجائحة على صعيد التعليم والتغذية والرفاهية يمكن أن يؤدي إلى تغيير الحياة. ونوهت الى ان الفقر يأخذ بالازدياد نتيجة البطالة، ويبدو أن العنف ضد الأطفال آخذ في الازدياد هو الآخر.

وبينت انه مع إغلاق المدارس وأماكن التعلم الأخرى، وتعطيل خدمات الرعاية الصحية، أصبح من الصعب على بعض الأطفال والمراهقين مواصلة التعلم والحصول على الرعاية الصحية الأساسية كاللقاحات التحصينية الروتينية في اوقاتها المحددة.

تجديد الإلتزام

من جانبها، قالت حميدة لاسيكو، ممثلة يونيسف في العراق: "نحن في العراق لا يسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي أزاء ما يحدث وفي اليوم العالمي للطفل هذا، تجدد يونيسف التزامها بدعم الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لضمان ان ينمو كل فتى وفتاة بشكل صحي وآمن. كما نحث السلطات على الاستثمار بشكل أكثر تأثيرا في الخدمات والحماية الاجتماعية اللازمة لدعم الأطفال وأسرهم".

اكدت انه منذ اندلاع جائحة كورونا، عملت يونيسف بلا كلل للتخفيف من تأثير الجائحة على الأطفال حيث تقوم وكالة الأطفال بتوفير خدمات المياه والنظافة والصرف الصحي في جميع مخيمات النازحين والمجتمعات المضيفة، وقد حشدت أكثر من 400 متطوع شاب في جميع أنحاء البلاد لكي يساعدوا في تعزيز ممارسات النظافة وممارسات التباعد الاجتماعي الآمن داخل مجتمعاتهم كما تقوم الوكالة بتنسيق جهود الأمم المتحدة في العراق بإيصال المعلومات الصحيحة المتعلقة بفايروس كورونا للوصول إلى العائلات، سواء عبر شبكة الإنترنت أوخارج الانترنت.

من خيمة إلى خيمة
واضافت لاسيكو ان اليونيسف تقوم بتدريب زهاء 30.000 فردا من العاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية، بشأن سبل مكافحة العدوى والسيطرة عليها، ومهارات أخرى تساعدهم على ممارسة الرعاية الصحية الأولية في مجتمعاتهم، كما قدمت اليونيسف الخدمات الصحية الأساسية البالغة الأهمية، بما في ذلك الذهاب من خيمة إلى خيمة لتقديم اللقاحات التحصينية بطريقة آمنة. ونتيجة لذلك، تمكنت الوكالة من المساعدة في سد الفجوة في التحصين، من خلال ايقاف الانخفاض في عدد الأطفال الذين يتلقون لقاحاتهم بسبب الجائحة.

من أجل ضمان مواصلة الأطفال لتعليمهم اشارت لاسيكو الى ان اليونيسف دعمت إنشاء قناة تعليمية فضائية وعدة منصات تعليمية أخرى عبر الإنترنت، مما يساعد على ايصال الصفوف الدراسية إلى منازل أكثر من 2.5 مليون تلميذ يصعب الوصول إليهم في إقليم كردستان العراق كما قدمت معدات الحماية والنظافة والصرف الصحي لأكثر من 400 ألف طفل ومعلم في مراكز الامتحانات في المدارس في مخيمات النازحين.

وبينت ان اليونيسف تعمل أيضا مع وزارة التخطيط في الحكومة الاتحادية لتصميم عملية تحويل دفة طوارئ نقدية لدعم الأسر الأكثر فقراً والأكثر ضعفاً، والتي تضررت نتيجة لجائحة كورونا، ممن يكافحون لأجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.

حلول دائمة

اوضحت الى ان هذا يأتي في سياق عمل الوكالة للمساعدة في بناء قدرات المؤسسات الحكومية العراقية ونظام الحماية الاجتماعية. واكدت ان اليونيسف وأسرة الأمم المتحدة عموما ملتزمون "بإيجاد حلول دائمة طويلة الأمد في جميع أنحاء العراق".

في الختام، عبرت فوياكوفا- سولورانو عن التطلع إلى مواصلة العمل عن قرب مع شركاء يونيسف في الحكومة "من أجل التأكد من أن طفلا واحدا لا يترك وراء الركب في العراق وأن كل فتاة وصبي يتمتع بفرصة متساوية في أن يعيش حياة كاملة ومنصفة".