الرباط من إيلاف: قال الممثل الدائم للمغرب لدى الامم المتحدة في نيويورك، عمر هلال، ان جبهة البوليساريو الانفصالية المسلحة بخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، تكون قد "أقصت نفسها" من أي مشاركة في المسلسل السياسي حول الصحراء المغربية، وأظهرت للعالم برمته أنه ليس لها من مكان حول الموائد المستديرة.

وأوضح السفير هلال، الذي حل ضيفا على برنامج "كونيكت ذا وورلد"، الذي تنشطه على قناة (سي إن إن انترناشونال) المقدمة التلفزيونية الشهيرة، بيكي اندرسون، "أنه عندما يعلن طرف الحرب وينسحب من اتفاق وقف إطلاق النار، لا يعود له مكان في طاولة المفاوضات. (البوليساريو)أقصت نفسها بكل بساطة من أي مشاركة في المسلسل السياسي".

وأشار هلال إلى أن جبهة البوليساريو وميلشياتها المسلحة ، هي التي كانت وراء التوترات في المنطقة العازلة للكركارات بالصحراء المغربية حيث اقتادت يوم 21 اكتوبر الماضي نساء وأطفالا، إلى جانب عناصر مسلحة، لعرقلة حركة المرور المدنية والتجارية على مستوى هذا المعبر، مؤكدا أنه رغم هذه الوضعية، فإن المغرب امتنع، بطلب من الأمين العام للامم المتحدة، عن أي تدخل على مدى عدة أيام.


وأضاف "لكنه وكما تعلمون، هناك وقت للدبلوماسية وهناك وقت للتدخل"، مبرزا أنه أمام رفض (البوليساريو)الاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة، فإنه لم يكن أمام المغرب من خيار سوى تحمل مسؤولياته والإمساك بزمام الأمور عبر القيام بعملية تنم عن عبقرية مدنية لإعادة حركة المرور بمعبر الكركارات إلى وضعها الطبيعي.

وأوضح السفير هلال أن هذه العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية قد تمت في وضح النهار وبحضور المراقبين الأمميين، مشيرا إلى أنه لم تتم إصابة أو الاحتكاك بأي مدني خلال هذه العملية.

وفي معرض رده على الدعايات المضللة لانفصاليي جبهة البوليساريو بخصوص الوضع في الكركارات، قال هلال إن المغرب يستند إلى الحقائق، مشيرا الى ما قاله الرئيس الثاني للولايات المتحدة، جون آدامز، ذات مرة" الحقائق أشياء عنيدة جدا".
وأضاف هلال إن "الحقائق هي أن جبهة البوليساريو، هي التي جلبت مدنيين وعناصر مسلحة إلى الكركارات، وهي التي أعلنت رسميا إنهاء وقف إطلاق النار"، مشددا على أن المغرب لم يشر في أي وقت من الأوقات إلى تخليه عن وقف إطلاق النار أو عن المسلسل السياسي.

في غضون ذلك ، قال السفير هلال إن " آلية الاستفتاء بالصحراء تم إقبارها منذ أزيد من عقدين"، وأنه "لا يمكن بتاتا إحياء الموتى".
وأضاف أنه "لست أنا فقط من يقول هذا الكلام. فمجلس الأمن الدولي لم يشر إلى الاستفتاء في جميع القرارات المعتمدة خلال السنوات العشرين الماضية".
وبخصوص الحل السياسي لنزاع الصحراء المغربية، جدد الديبلوماسي المغربي التأكيد أنه لايوجد سوى حل سياسي واحد وأوحد، وهو الحكم الذاتي الموسع تحت سيادة المغرب وفي إطار وحدته الترابية.

وذكر هلال أن "مجلس الأمن الدولي يصف حل الحكم الذاتي، منذ تقديمه، بالجدي وذي المصداقية، وتمت مناقشته خلال المائدتين المستديريتن المنعقدتين بقيادة الرئيس هورست كوهلر"، مؤكدا أنه "في إطار الحكم الذاتي، كل شيء ممكن، وخارج الحكم الذاتي، لاشيء ممكن".

كما ذكر السفير هلال بأن الملك محمد السادس بعث برسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أونطونيو غوتيريش، وأجرى اتصالا هاتفيا معه، مضيفا أن الملك محمد السادس أكد لغوتيريش، مجددا، التزام المغرب بوقف إطلاق النار واستئناف المسلسل السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، وكذا دعم المملكة للجهود والمساعي الحميدة للأمين العام للمنظمة الأممية.

وقال السفير هلال "إن المغرب، وكما أكد ذلك الملك محمد السادس ، ليس في حالة حرب، لكنه يحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسه والدفاع عن ساكنته وعن ترابه وعن وحدته الترابية. وهذا ماحدث خلال الأيام الاخيرة".

وأشار هلال إلى أن تدخل المغرب الرامي إلى إعادة حركة المرور المدنية والتجارية بالكركارات إلى وضعها الطبيعي قد حظي بدعم ومساندة جزء كبير من المجتمع الدولي، لاسيما 20 بلدا إفريقيا ومنظمة التعاون الإسلامي ودول الخليج والاتحاد الأوروبي وكذا دول أميركا اللاتينية والكاريبي والمحيط الهادي. أما (البوليساريو) فلم يدعمها سوى بلد واحد هو ناميبيا، إلى جانب داعمها المعتاد، الجزائر. وأكد هلال أنه "عدا هاتين الدولتين، لم يدعم أي بلد آخر التحرك العدائي لجبهة البوليساريو ".

وفي معرض حديثه عن تحركات "البوليساريو"، ذكر هلال بتصريحات الراحل كوفي عنان، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الذي قال مرة إنه لا يجب أبدا أن نضع كامل ثقتنا في المجموعات المسلحة والحركات الانفصالية "لأنها ليست مرتبطة بأي التزام دولي".واوضح هلال"هذه بالضبط حالة (البوليساريو) التي هي الآن بصدد خرق اتفاق وقف إطلاق النار ،والتنصل من التزاماتها إزاء الأمم المتحدة".
وخلص السفير هلال إلى أنه "في الوقت الذي يحتفل فيه العالم اليوم باليوم العالمي للطفل، هل تعلمون ماذا تفعل جبهة البوليساريو الآن؟ إنها تحشد الأطفال وتجندهم وتبعثهم إلى الكركارات، وهي الآن تحضرهم للحرب حارمة إياهم من طفولتهم وبراءتهم. وهذه للأسف هي طبيعة (البوليساريو)".