لندن: دعا رئيسا الوزراء البريطانيين السابقين ديفيد كاميرون وتوني بلير السبت عبر صحيفة "تلغراف" رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون إلى الحفاظ على مساعدات دعم النمو في المملكة المتحدة، التي قد يجري تقليصها إلى نسبة 0,5% من إجمالي الناتج الداخلي.

وفي بيان مشترك نشر في الصحيفة، اعتبر الزعيمان السابقان أن هذا التخفيض البالغ 0,2%، الذي يحتمل تطبيقه من أجل سد تكاليف تداعيات وباء كوفيد-19، يهدد بتقويض "القوة الناعمة" لبريطانيا.

وقال كاميرون "التخلي عن هدف 0,7% سيكون خطأ أخلاقيا واستراتيجياً وسياسياً"، مضيفاً "علينا أن نفي بوعودنا تجاه الدول الأكثر فقراً وليس التخلي عنها".

من جهته، اعتبر بلير أن تلك المساعدات تشكل واحداً من "أكبر نجاحات القوة الناعمة البريطانية"، وأسهمت في "تقليص عدد الوفيات المرتبط بأمراض قاتلة" في إفريقيا.

واعتبر أن "تغيير ذلك سيكون خطأ استراتيجياً عميقاً"، معرباً عن "الأمل في ألا تفعل الحكومة ذلك".

والمملكة المتحدة هي البلد الوحيد في دول مجموعة السبع الذي يخصص ما نسبته 0,7% من إجمالي الناتج الداخلي لدعم النمو. وهذا الهدف الذي تطلبه الأمم المتحدة، ضمّنه كاميرون في قانون، والتزم جونسون في برنامجه الانتخابي بالحفاظ عليه.

غير أن الزعيم المحافظ ألمح الخميس، في إطار إعلانه عن استثمار إضافي بقيمة 24,1 مليار جنيه للدفاع وهو مبلغ غير مسبوق منذ 30 عاماً، إلى إمكانية الاقتطاع من المبالغ المخصصة للمساعدات الدولية من أجل حماية الميزانية الرازحة تحت ضغط كبير بفعل تداعيات وباء كوفيد-19.

وبحسب الصحافة البريطانية، فإن ميزانية المساعدات قد تخفض إلى نسبة 0,5% من إجمالي الناتج الداخلي.

وكان العمالي بلير قد التزم في عام 2005 بتحقيق هدف نسبة 0,7% الذي حددته الأمم المتحدة، وهو طبق للمرة الأولى في عام 2013 في ظل حكم المحافظ كاميرون.

وفي حزيران/يونيو، كان الزعيمان قد رفعا الصوت معاً مجدداً رغم اختلافاتهما السياسية، ضد مشروع دمج وزارتي الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، بهدف أخذ التهديدات الجيوسياسية والعلاقات الدبلوماسية بعين الاعتبار قبل منح المساعدات.