إيلاف من لندن: قالت تركيا إن وجودها يشكل عامل توازن في إقليم "قره باغ"، كما أنها ستتعاون مع القوات الروسية في مركز المراقبة المشترك للسيطرة على وقف إطلاق النار.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن "جيشنا سيعمل مع القوات الروسية في مركز المراقبة المشترك في قره باغ لمدة عام". وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أعلن أمس السبت أن القوات التركية سترسله قريبا إلى أذربيجان.

وكانت أنقرة وموسكو وقعتا في 11 نوفمبر الحالي مذكرة بشأن مركز للسيطرة على وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ، وستشاركان في "مهمة حفظ سلام مشتركة".

ووقّعت أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا في التاسع من نوفمبر الجاري اتفاقاً لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ، وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وقعوا إعلانا مشتركا حول وقف إطلاق النار في قره باغ دخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الجاري.

الوجود التركي

إلى ذلك، قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الوجود التركي كعامل توزان في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني وليبيا وسوريا، يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والغرب.

وفي مقابلة تلفزيونية مع فضائية "إن تي في" المحلية، السبت، تحدث قالن عن تعرض بلاده لانتقادات بسبب موقفها بشأن إقليم "قره باغ" الأذربيجاني.

وأوضح قالن أن أذربيجان وأرمينيا وقعتا على اتفاق وقف إطلاق النار، ولعبت روسيا دورا بارزا في إتمام ذلك، وسينتشر جنودها بالمنطقة 5 أعوام قابلة للتمديد.

انزعاج الغرب

تساءل قالن منتقدا دولا غربية منزعجة من الوجود التركي في المنطقة، قائلا "إذا لم تكونوا مرتاحين لوجود الجنود الروس، فلماذا لم تخبروا أرمينيا التي كنتم ترونها حليفة حتى اليوم، بإزالة القواعد العسكرية الروسية هناك؟".

أضاف: "لتُخرج أرمينيا الجنود الروس من المنطقة، فهم لم يصلوا إلى القوقاز حديثا، وإنما هم هناك منذ عقود".
وقال إن "الولايات المتحدة بادرت من أجل هدنة (بين أرمينيا وأذربيجان) وطلبوا منا الدعم، ونحن قدمنا لهم ذلك؛ إلا أن الهدنة لم تستمر سوى يومين".

تابع: "بخلاف ذلك، هل قدمت فرنسا عرضا على سبيل المثال؟ ما هو الاقتراح الملموس القابل للتطبيق الذي جاء من أوروبا ومن الناتو أو الاتحاد الأوروبي ورفضناه؟ لكننا اتفقنا على اتفاق مع روسيا من شأنه أن يحل هذا الصراع المستمر منذ 30 عاما وينهي الصراعات التي كانت ستستمر لمدة 2-3 أشهر".

وشدد على أن "الجنود الأتراك سيتواجدون هناك (قره باغ)، بصفة قوة مراقبة، ويجب اعتبار ذلك إنجازا استراتيجيا للغرب ولأوروبا".

انتهاء المفاوضات

أشار متحدث الرئاسة التركية إلى انتهاء الجولة الأولى من المحادثات مع الجانب الروسي حول قره باغ، مبينا أن الروس تلقوا وجهة النظر التركية حول الموضوع، وسيقدم الكرملين التعليمات اللازمة لمؤسساته بهذا الشأن.

وتوقع قالن انتهاء المفاوضات خلال الأيام المقبلة، بين الجانبين التركي والروسي حول الأساليب التشغيلية لقوات البلدين في المنطقة.

وأوضح أن "الجنود الأتراك سيكونون هناك على أي حال، فنحن هناك بالفعل لأسباب تتعلق بعلاقتنا الخاصة جدا مع أذربيجان، فاتفاقيات التدريب والتعاون العسكري بيننا متجذرة؛ لذا نحن واقعيا هناك".

وأكد أن تحسين العلاقات مع أرمينيا على المدى المتوسط والطويل سينعكس إيجابا على المنطقة بأسرها، وفي مقدمتها أرمينيا نفسها.

وأشار إلى أهمية الممر الذي سيصل أذربيجان بجمهورية نختشيفان ذاتية الحكم الأذربيجانية، وأن الإعلان عن الممر مهم بقدر أهمية تحرير قره باغ.