إيلاف من لندن: بعد ساعات من مهاجمة أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالرصاص الحي والهراوات ناشطين محتجين وسط مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية وإحراقهم عددا من الخيام ما اوقع اربعة قتلى وعشرات الجرحى، أقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قائد شرطة ذي قار وفرض حظرا للتجوال فيها.

فقد أقال الكاظمي مساء الجمعة مدير شرطة محافظة ذي قار حازم الوائلي من منصبه، وعين اللواء عودة بطاط الجابري وهو من ابناء محافظة البصرة بدلاً عنه.

كما فرضت السلطات الأمنية حظر التجوال في مدينة الناصرية اثر مهاجمة انصار الصدر للنشطاء في الناصرية، ما أدى الى مقتل واصابة العشرات منهم بجروح.

ففي وقت سابق اليوم سقط اربعة قتلى واكثر من 50 مصابا بين صفوف الناشطين في ساحة الحبوبي مركز الاحتجاجات في مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغداد) حين هاجم انصار الصدر تجمعا للمتظاهرين المعتصمين بالرصاص الحي والسلاح الابيض والهراوات حيث دارت اشتباكات بين الطرفين جرى خلالها ايضا احراق عدد من خيام الاعتصام في الساحة.

وبين الجرحى 11 ناشطا اصيبوا باطلاقات نارية ونقل موقع "اخبار الناصرية" عن شهود عيان قولهم ان اصوات عيارات نارية سمعت من جهة ساحة الحبوبي اثر الاشتباكات التي حصلت هناك بين المهاجمين من انصار الصدر الذي كانوا على مايبدو يريدون السيطرة على ساحة الاعتصام وطرد المحتجين منها والذين اتخذوا منها مركزا لفعالياتهم منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 ضد الطبقة السياسية الحاكمة وفسادها وسوء ادارتها للبلاد.

تأتي هذه التطورات فيما نظم التيار الصدري اليوم تظاهرات وصلاة جمعة في ساحة التحرير وسط بغداد وفي محافظات جنوبية فيما قال مقتدى الصدر في خطبتها انه ملتزم بالدفاع عن العراق امام من وصفهم بالفاسدين الذين اعتلوا الكراسي والمناصب الحساسة ومن يريدون نهب ثرواته او يبقوه اسير الخارج شرقا أوغربا على حد قوله.

ادعى الصدر في الخطبة قائلا "اليوم نحن ملزمون بالدفاع عن ديننا وعقيدتنا ووطنا امام هذا الانحلال والانحراف والالحاد العلني وازدياد الفسق والفجور وكثرة الفاحشة والانحلال الخلقي والتبعية والتشبه بالغرب الكافر".

اضاف الصدر في كلمته التي حصلت "ايلاف" على نصها "اننا ملزمون بالدفاع عن معتقداتنا السماوية بالطرق المشروعة لابالعنف والقتل والصلب والحرق وقطع الطرق او بالاحتلال والقصف والظلم وملزمون كذلك بالدفاع عن العراق امام الفاسدين
وكان الصدر قد تراجع مطلع الاسبوع الحالي عن قسمه بعدم المشاركة في الانتخابات المبكرة المتظرة في السادس من حزيران يونيو 2021 داعيا انصاره الى تظاهرات االيوم دعما لمشاركته فيها ولبرنامجه "الاصلاحي".

وشارك التيار الصدري في الانتخابات الاخيرة التي جرت عام 2018 ضمن تحالف سائرون الذي ضم الحزب الشيوعي وفاز بـ 54 مقعداً من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 329 وشارك في حكومة عادل عبد المهدي التي انبثقت عنها بعدد من الوزراء.

وشهدت الانتخابات التي أُجريت عام 2018 أقل نسبة إقبال بلغت 44.5 في المئة وفقاً لبيانات رسمية لكن مراقبين يؤكدون أن الإقبال الحقيقي كان أقل بكثير بسبب الاستياء الشعبي الواسع من فساد الطبقة السياسية الحاكمة وسوء ادارتها للبلاد.