انطلقت تحذيرات في العراق من صدامات سياسية تعرّض الوحدة والسلم الأهلي للخطر، ودعت الامم المتحدة الى محاسبة قتلة متظاهري مدينة الناصرية التي وصلتها الاحد تعزيزات عسكرية.

إيلاف من لندن: أدانت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" اعمال العنف التي شهدتها محافظتا ذي قار وواسط خلال اليومين الماضيين.. وعبرت عن الاسف "لفقدان الأرواح والإصابات بين المتظاهرين العراقيين".

وقالت البعثة في بيان تابعته "ايلاف" نشر على تويتر "ندعو الى الهدوء ونحث السلطات على بذل قصارى جهدها لحماية المتظاهرين السلميين وضمان محاسبة مرتكبي اعمال العنف".

وكانت واشنطن ولندن قد رفضتا قيام انصار الصدر بقتل المتظاهرين في محافظة ذي قار وطالبتا الحكومة بحماية المتظاهرين ومحاسبة قتلتهم مشددتين على انه "لا مكان لأعمال العنف غير المبررة في أي ديمقراطية".

الطوارئ يصل الناصرية

اليوم وصل الى مدينة الناصرية فريق خلية الطوارئ برئاسة مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي صحبة فوجين من قوات الشرطة لتعزيز الامن في المحافظة.

وكتب الاعرجي على حسابه بشبكة الواصل الاجتماعي تويتر تغريدة تابعتها "ايلاف" قائلا "أهلنا في ذي قار، أيها السومريون النبلاء، كرامة ورجولة.. سنكون بينكم في مهمة وطنية، لنعيد بكم ألأمن والأمان، ودرء الفتنة، كونوا مع الوطن، مع العراق، ملاذنا جميعا، لنعبر المحنة، ونبني بلدنا.. سلاما ذي قار، والسلام على شبابها الواعي".

وبالترافق مع ذلك وصلت تعزيزات من قوات الشرطة الاتحادية الى محافظة ذي قار الجنوبية للمساعدة على تعزيز الاجراءات الامنية في المحافظة وذلك بعد ان وجهت قيادة العمليات المشتركة بتحريك قوات عسكرية وقوات من الشرطة الاتحادية باتجاه محافظة ذي قار بعد موافقة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي.

وتضم هذه القوات لواء المشاة الآلي 37 والفرقة المدرعة 9 للجيش العراقي مع لواء المهمات الخاصة في الشرطة الاتحادية حيث غادرت الى هناك من مواقع ومعسكرات في محافظة بغداد.

وكان الكاظمي قد اصدر فجر الاحد امرا ديوانيا بتشكيل لجنة عالية المستوى من الحكومة المركزية بعنوان "فريق أزمة الطوارئ" موضحا انه يهدف الى "فرض القانون وترسيخ قيم الدولة وتقويض كلّ ما من شأنه تصعيد التوترات بين أبناء البلد الواحد، وتهديد الدولة ومؤسساتها اضافة الى حماية المتظاهرين السلميين، وفرزهم عن المخرّبين".

كما شكل الكاظمي خلية لادارة الازمة في محافظة ذي قار التي شهدت الجمعة مهاجمة انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمتظاهرين في وسط مدينة الناصرية عاصمة المحافظة موقعين ستة قتلى وحوالي 80 جريحا .

تحذير من صدامات

تأتي هذه التطورات وسط مخاوف من تفجر صراعات سياسية تجر الشارع العراقي الى اقتتال داخلي يعرض السلم الاهلي للخطر.
وشدد ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في بيان الاحد على موقعه بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتابعته "ايلاف" على رفضه لأي صدامات سياسية ومجتمعية تجر الشارع لمعارك تعرّض الوحدة والسلم الأهلي إلى الخطر.

وقال الائتلاف "نرفض أي صدامات سياسية ومجتمعية نحن في غنى عنها ولأي إراقة دم بريء أو تخرب يهدد الاستقرار المجتمعي والأمني برمته".. محذراً من جر الشارع لمعارك سياسية تعرّض الوحدة والسلم الأهلي إلى الخطر.

واكد "على حق التظاهر السلمي وحق جميع القوى والشرائح السياسية بالتعبير عن رؤاها ومشاريعها دونما فرض إرادة، ويدعو الجميع للاحتكام إلى عملية انتخابية نزيهة وعادلة تفرز نتائج ذات مصداقية لبناء معادلة حكم وطني قادر على إخراج البلاد من أزماتها".

ودع ائتلاف النصر الحكومة الى "ممارسة مسؤولياتها بالحفاظ على الأرواح والممتلكات وبسط الأمن وتطبيق العدالة".

تصعيد مرتقب

عبر زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي عن خشيته "من تصعيد مرتقب لجماعات التطرف وفي مقدمتها داعش الارهابية التي قد تستغل غياب الاستقرار السياسي، وتفاقم الازمة الاقتصادية والصحية، وغياب عقدٍ وطني يجمع مكونات الشعب والقوى السياسية، وعدم استئصال الارهاب من جذوره، وهي ملفات خطيرة ينبغي على الحكومة الالتفات اليها ومعالجتها".

وكانت بغداد و9 محافظات عراقية قد شهدت في الاول من اكتوبر عام 2019 انطلاق تظاهرات شعبية احتجاجية غير مسبوقة ضد فساد الطبقة الحاكمة والهيمنة الايرانية على مقدرات البلاد وللمطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الواقع المعيشي وتوفير فرص عمل للعاطلين.

واعلنت الحكومة العراقية في تموز يوليو الماضي مقتل واصابة حوالي 560 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية في الاحتجاجات التي ارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة.