ايلاف من لندن: اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاحد ان محافظة ذي قار الجنوبية تعيش محنة محذرا من محاولات قال انها تستهدف اشعال الفتنة فيها معلنا عن بدء جمع الادلة والاسماء المتورطة بقتل المتظاهرين فيما اتهم مركز لتوثيق جرائم الحرب انصار الصدر بقتل ناشطي ذي قار.

وقال الكاظمي في كلمة خص بها مواطني محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) خلال مكالمة هاتفية اثناء اجتماع رئيس فريق أزمة الطوارىء مستشار الامن الوطني قاسم الأعرجي مع عدد من شيوخ عشائر المحافظة في عاصمتها الناصرية واستمعت الى نصها "ايلاف" ان ذي قار تمر اليوم بمحنة وهنالك من يحاول اشعال الفتنة فيها منوها الى ان الانتخابات المبكررة المقررة في حزيران يونيو المقبل هي الفيصل في تغيير الواقع الذي تعيشه المحافظة.

وشدد الكاظمي على ضرورة الى فتح صفحة جديدة تمكن الشباب من الاقبال على الانتخابات ليكونوا مفتاح الفصل في اختيار من يمثلهم. واكد ان معظم مطالب المتظاهرين قد تم تنفيذها وفي مقدمتها تحديد موعد لانتخابات مبكرة وتشكيل لجنة لمحاكمة قتلة الشهداء من ابناء المتظاهرين.


واشار الكاظمي الى ارسال عدد كبير من جرحى تظاهرات الناصرية الى الخارج لغرض علاجهم واتخاذ مجلس الوزراء لقرار يضمن الحقوق الكاملة لعوائل الشهداء. وعن محاسبة قتلة المتظاهرين فقد اوضح ان المرحلة الأولى منها قد انجزت جرد اسماء الضحايا وتعويض اهاليهم .. منوها الى ان الحكومة بدأت ‏المرحلة الثانية بجمع الادلة والاسماء المتورطة بقتل المتظاهرين .

فريق الطوارئ: جئنا الى المحافظة لحفظ دماء شبابها
ومن جهته اكد الاعرجي رئيس فريق الطوارئ ان الفريق جاء الى ذي قار من اجل اعادة الأوضاع الطبيعية اليها وفرض القانون وهيبة الدولة فيها اضافة الى حفظ دماء الشباب المتظاهرين.

وقد اجتمع الأعرجي في الناصرية مع عمداء الكليات والملاكات التدريسية في جامعة ذي قارحيث اشار الى ان الكاظمي قد اكد عليه بضرورة لقاء أساتذة الجامعة وإشراكهم في حل المشاكل التي تحدث في المحافظة.

واشار الاعرجي الى أن فريق أزمة الطوارىء لم يأتِ ليقتحم ساحة أوتجمعا بل جاء ليعيد الأوضاع الطبيعية ويفرض القانون وهيبة الدولة، ويحفظ دماء الشباب.. مشيرا إلى أن هناك قوة من خارج المحافظة بواقع لواءين من الشرطة الاتحادية قدمت اليها ستساعد في حفظ الأمن والاستقرار في ذي قار كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت عليه "ايلاف".

من جانبهم أكد عمداء وأساتذة الكليات في جامعة ذي قار أن إشراكهم وللمرة الاولى في حل مشكلة المحافظة والحفاظ على السلم الأهلي هي خطوة جيدة وتصب في الاتجاه الصحيح مطالبين بإيجاد قيادات أمنية على قدر المسؤولية.
وأوضح الأعرجي خلال اللقاء بأن "فريق أزمة الطوارىء سيلتقي بالمتظاهرين والوجهاء وأصحاب الرأي ويشركهم جميعا في إيجاد حل لما تعانيه ذي قار وأهلها من أحداث مؤسفة حقنا للدماء ولتعود ذي قار آمنة مستقرة بأهلها".

تأمين ساحة الاحتجاج
واضاف البيان ان الاعرجي قد وجه بتأمين ساحة الحبوبي مركز اعتصامات المتظاهرين بوسط الناصرية بقوة أمنية مهمتها الحفاظ على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

واشار الى ان الأعرجي عقد فور وصوله الى محافظة ذي قار اجتماعا مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات سومر بحضور محافظ ذي قارناظم الوائلي وقائد عمليات سومراللواء الركن عماد مجهول وقائد الشرطة وقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية .
واضاف الاعرجي أن" مجيئه برفقة وفد أمني رفيع هو لإنجاز مهمة محددة هي حقن الدماء ودرء الفتنة".. مبينا أن العمل على إنجاز هذه المهمة الوطنية سيكون بإشراك وتعاون الجميع. وقال ان "الناصرية هي مدينة الشهداء ومدينة العلم وهي محافظة عشائرية وأن من أخطأوا هم أبناؤنا وعلينا جميعا إصلاحهم".

مركز لتوثيق جرائم الحرب يتهم انصار الصدر بقتل المتظاهرين
واليوم اتهم مركز لتوثيق جرائم الحرب يتهم انصار الصدر بقتل المتظاهرين مؤكدا انهم مازالوا يستهدفون المتظاهرين بشكل مباشر في بغداد وبقيّة المحافظات الجنوبيّة المنتفضة.

واشار "المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب" في بيان حصلت "ايلاف" على نصه الى انه مرة أخرى تنفذ ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون جريمةً مُروّعة ضد المتظاهرين السلميين في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية جنوب العراق الجمعة حيث استخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء وسقط فيها 8 قتلى بينهم طفل دون سنّ الثامنة عشر حيث اكد شهود عيان أنّ الميليشيات تتعمد إطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين.

واضاف انه "على الرغم من وجود الأجهزة الأمنية إلّا أنّ القوّات الحكوميّة لم تُحرّك ساكنا ولم تقم بواجبها القانونيّ في حماية المدنيين وقامت ميليشيا التيار الصدري بمنع الأطباء من الوصول إلى المستفشى فضلا عن إغلاق مصرف الدم وإقامة الحواجز الأمنية لمنع التنقل لإسعاف الجرحى.

وقال المركز ان الميليشيات التابعة لمقتدى الصدر ماتزال تستهدف المتظاهرين بشكل مباشر في بغداد وبقيّة المحافظات الجنوبيّة المنتفضة وفي الوقت ذاته يصدر قادة الميليشيات اللغة نفسها التي استخدموها في السنوات الماضية في أحداث العنف الطائفيّة وإصدار التصريحات المؤججة لخطاب الكراهية الذي تسبب في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في العراق رغم وجود قانون في الدستور العراقيّ ومواد قانونية تجرّم هذا الخطاب وتدعو لمحاسبة مطلقيه.

ووصل الى مدينة الناصرية في وقت سابق اليوم فريق خلية الطوارئ برئاسة مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي صحبة فوجين من قوات الشرطة لتعزيز الامن في المحافظة.

وكتب الاعرجي على حسابه بشبكة الواصل الاجتماعي تويتر تغريدة تابعتها "ايلاف" قائلا "أهلنا في ذي قار، أيها السومريون النبلاء، كرامة ورجولة.. سنكون بينكم في مهمة وطنية، لنعيد بكم ألأمن والأمان، ودرء الفتنة، كونوا مع الوطن، مع العراق، ملاذنا جميعا، لنعبر المحنة، ونبني بلدنا.. سلاما ذي قار، والسلام على شبابها الواعي".

وكان الكاظمي قد اصدر فجر الاحد امرا ديوانيا بتشكيل لجنة عالية المستوى من الحكومة المركزية بعنوان "فريق أزمة الطوارئ" موضحا انه يهدف الى "فرض القانون وترسيخ قيم الدولة وتقويض كلّ ما من شأنه تصعيد التوترات بين أبناء البلد الواحد ، وتهديد الدولة ومؤسساتها اضافة الى حماية المتظاهرين السلميين، وفرزهم عن المخرّبين".

كما شكل الكاظمي خلية لادارة الازمة في محافظة ذي قار التي شهدت الجمعة مهاجمة انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمتظاهرين في وسط مدينة الناصرية عاصمة المحافظة موقعين ستة قتلى وحوالي 80 جريحا .