ايلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان بلاده وبرغم ظروفها الصعبة فانها لن تتردد عن تقديم كل دعم ومساعدة يحتاجها لبنان وشعبه وتمنى ان يطلق من مؤتمر دعم لبنان مشروعا لمساعدة اللبنانيين على التصدي للتحديات التي تواجههم والمضي في طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي.

وقال الكاظمي في كلمة خلال المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني الذي انعقد مساء الاربعاء برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر دائرة تلفزيونية ان العراق وبرغم ظروفه الصعبة يتضامن مع لبنان وأهله الذين تربطه به وشائج عميقة وتحديات مشتركة وكان سبّاقا في وقوفه هذا منذ فاجعة انفجار مرفأ بيروت، حيث تبرع بعشرات الأطنان من المواد الطبية والمساعدات الإنسانية والغذائية وقام بإرسال فرق طبية مختصة الى بيروت وأهدى أكثر من مليون برميل من الوقود للشعب اللبناني.. وشدد على ان العراق لن يتردد عن مواصلة تقديم اي مساعدة ودعم للبنان وشعبه.

‏‎واشار الى ان التكاتف الدولي الذي تلا فاجعة بيروت ساعد في سد النواقص الطارئة والفورية "لكننا ندرك أنه مازال هناك الكثير مما يجب القيام به لدعم لبنان الذي يواجه تحديات متعددة ومتزامنة كتبعات انفجار مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية والمالية، وآثار جائحة كورونا" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

واضاف إن هذا التراكم من التحديات أدى الى تفاقم الفقر والبطالة وصار يهدد الأمن الغذائي مما يتطلب حلولاً بنيوية وطويلة الأمد. وعبر عن الامل في ان ينطلق من هذا المؤتمر مشروع لدعم لبنان ومساعدة اللبنانيين على مواجهة تلك التحديات والمضي بطريق الإصلاح السياسي والاقتصادي.

ورحب الكاظمي بمبادرة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة البنك الدولي بإنشاء إطار لتطوير رؤية تجمع بين مستلزمات التعافي وإعادة الإعمار وبين الإصلاحات الهيكلية الضرورية في إدارة الحكم وبيئة عمل القطاع الخاص، وضمان الاحتياجات الأساسية للسكان. واكد على أهمية دور الشركاء غير الحكوميين وضرورة إشراك منظمات المجتمع المدني اللبنانية والقطاع الخاص في هذا الجهد المشترك.
‏‎
وقال "كبلدٍ يواجه تحديات مشابهة، فإننا في العراق نتطلع أيضاً للاستفادة من دروس هذه التجربة، حيث نعتقد أن الأولوية الآن هي للتنمية و تطوير نُظم الإدارة والحكومة الرشيدة، والاستجابة لتطلعات شعوب المنطقة في الحياة الكريمة والازدهار والاستقرار".
‏‎وشدد على استمرار وقوف العراق مع لبنان وشعبه لبنان واستعداده للمساهمة بتقديم الدعم الذي يستطيع تقديمه.

ومن جهته طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات اللبنانية بإجراء إصلاحات وذلك في افتتاح مؤتمر دولي ثان لدعم لبنان بعد مرور أربعة أشهر على انفجار مرفأ بيروت وفي توقيت تتواصل فيه خلافات المسؤولين اللبنانيين.

وافتُتح المؤتمر الذي عقد عبر الفيديو وترأسه كل من ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بحضور رؤساء دول ومنظمات دولية وصناديق متعددة الأطراف ومنظمات غير حكومية وفاعليات المجتمع المدني اللبناني.

ويرزح لبنان منذ عام ونيّف تحت وطأة أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة فالى جانب التدهور الحاد في قيمة العملة الوطنية والتضخّم المفرط لا يزال لبنان منذ أكثر من ثلاثة أشهر من دون حكومة بعدما استقالت حكومة حسان دياب على خلفية الانفجار الذي دمّر أجزاء كبيرة من العاصمة.

والثلاثاء نبّه البنك الدولي إلى أن الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان جعلت الاقتصاد عرضة "لكساد شاق" وصفه بـ"المتعمد" مع إخفاق السلطات في احتواء الانهيار، داعياً إلى تشكيل حكومة تنكبّ على تنفيذ برنامج إصلاح شامل على وجه السرعة.