أبدت أغلبية عربية رغبةً في السفر إلى إسرائيل، إن سمحت لها قوانين بلدها بذلك، بعد اتفاقيات السلام التي عقدتها الإمارات والبحرين والسودان مع إسرائيل.

"إيلاف" من بيروت: بعد تعدد الاتفاقات العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتهافت الإسرائيليين للسياحة في الديار العربية، سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تسافر إلى إسرائيل إن سمح قانون دولتك بذلك؟"، فأتى الإيجاب من 63 في المئة من المستجيبين لهذا الاستفتاء، في مقابل 34 في المئة أتى جوابها سلبًا.

إن خطوات تطبيع العلاقات بين كل من الإمارات والسودان والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، شرعت الأبواب واسعة لمواطني هذه الدول ليتجاوزوا مقررات الجامعة العربية بمقاطعة إسرائيل، وقوانين سُنَّت في هذه الدول تحرم زيارة إسرئيل وتجرّمها، وتنزل من يتعامل معها بأي شكل من الأشكال إلى أدنى درك من الخيانة العظمى.

وذلك كله تحت شعار واحد: القضية الفلسطينية هي قضية العرب الكبرى، ولا سلام في المنطقة إلا السلام العادل والشامل من منطلق إعادة الأرض لأصحابها، حق العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني.

يقول مراقبون لـ إيلاف إن السلام بين الدول الثلاث وإسرائيل ليس مستغربًا. ففي الحقيقة، لم تكن العداوة بين شعبي الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، عداوة مستحكمة. وحتى من الجانب السوداني، لولا لاءات مؤتمر الخرطوم في عام 1967.

فقد انعقدت القمة العربية الرابعة في الخرطوم بين 29 أغسطس و1 سبتمبر 1967، على وقع نكسة يونيو 1967، التي احتلت القوات الإسرائيلية خلالها الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء. دفعت هذه الهزيمة إلى تبني العرب اللاءات الثلاث: "لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل"، والتي عرفت بلاءات الحق العربي في قضية العرب الكبرى.

يرى المراقبون أن هذه اللاءات كبلت العرب طويلًا، لكنها لم تعد تحمل أي معنى بعدما فاوض الفلسطينيون أنفسهم، أصحاب الأرض السليب والقضية الأوائل، العدو في أوسلو في عام 1991، حين جلس أبو عمار وشمعون بيريز وحهًا لوجه، وتفاوضا، ووقعا في 4 مايو 1994 بقاعة المؤتمرات الكبرى في مدينة نصر المصرية «اتفاقية السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لإعلان مبادئ أوسلو.

من هذا المنطلق، يقول المراقبون إن مبررات السلام لا خوض فيها، فهي تحتمل النقاش، لكن أن يُبدي عدد كبير من العرب رغبته في السفر إلى إسرائيل اليوم، بعد انعقاد اتفاقيات إبراهام، فليس هذا بمستغرب. فثمة عرب كثيرون يريدون رؤية هذه الدولة التي عجز نصف مليار عربي عن قلعها، وآخرون يريدون المرور بإسرائيل في طريقهم لزيارة المسجد الأقصى، فيضربون عصفورين بحجر.