إيلاف من لندن: تجددت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السليمانية العراقية الشمالية، وارتفع عدد القتلى خلال الساعات الاخيرة الى ستة، فيما تم وضع الاجهزة الامنية بالانذار واعلان حظر التجوال. ودعت الامم المتحدة ومركزان دوليان سلطات اقليم كردستان الى حماية حق التظاهر وحرية الاعلام محذرة من ان استخدام العنف ضد المتظاهرين لن يولد الا الدم والخراب.

واعلنت السلطات المحلية في محافظتي السليمانية وحلبجة باقليم كردستان الشمالي ليل الثلاثاء حظر التجوال في المحافظتين والمدن المحيطة بهما بعد تجدد الاحتجاجات هناك وسقوط شخصين آخرين هما صبي بعمر 13 عاما ورجل امن بعد مقتل اربعة متظاهرين خلال اليومين الماضيين.

واشارت اللجنة الأمنية العليا في السليمانية في بيان اطلعت عليه "ايلاف" الى إنه تقرر حظر التجوال في المحافظتين بالإضافة إلى إدارتي رابرين وكرميان لمدة 24 ساعة بدءا من منتصف ليل الثلاثاء وحتى منتصف ليل اليوم الاربعاء.. موضحة ان هذا القرار يأتي من اجل حفظ الأمن.

وخرج متظاهرون محتجون ضد الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وقاموا باضرام النار في مقرات الاحزاب السياسية بعد اتساع تزايد الفقر في مدينة السليمانية ثاني أكبر مدن إقليم كردستان بعد العاصمة اربيل رافعين شعارات للمرة الاولى تهاجم أحزاب السلطة وتتهمها بالفساد وسرقة المال العام وتطالب الحكومة الاتحادية في بغداد بأن تتولّى هي دفع مرتبات الموظفين بشكل مباشر من دون مرورها بحكومة الإقليم.

الامم التحدة: احموا حق التظاهر وحرية الاعلام
وشددت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في بيان صحافي تابعته "ايلاف" على "ضرورة حماية الحق في التظاهر السلمي والعمل على أن تبقى المظاهرات سلمية والسماح لوسائل الإعلام بنقل الأخبار بحرية دون ترهيب أو ضغط".

وطالبت البعثة بفتح تحقيقات على الفور لتحديد مرتكبي أعمال العنف وتحميلهم المسؤولية الكاملة.. داعية إلى "الهدوء وضمان سلطات اقليم كردستان لحريات التجمع والتعبير".

وقتل متظاهر رابع في محافظة السليمانية اثر تجدد الاحتجاجات الشعبية للمطالبة بتحسين.

مطالبة كردستان بالتراجع عن تقييد حرية الاعلام
وفي ستوكهولم طالبت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية اليوم، سلطات إقليم كردستان العراق بوقف انتهاكاتها بحق حرية الرأي والتعبير وسياسات تكميم الأفواه بالتزامن مع احتجاجات شعبية.

وقالت المؤسسة في بيان صحافي تسلمت "ايلاف" نسخة منه إنها تلقت تقارير عن قيام سلطات كردستان العراق بإبطاء خدمة الإنترنت وحجب صفحات التواصل الاجتماعي في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الإقليم.

وأشارت إلى أن ذلك جاء بعد اقتحام قوة أمنية لمقر مؤسسة (ناليا) للإعلام في السليمانية التي تضم محطات تلفزيونية ومؤسسات إعلامية أخرى يوم أمس بذريعة تنفيذ قرار وزارة الثقافة الكردية القاضي بإغلاق المحطات التلفزيونية عن العمل واعتقال العاملين فيها ومصادرة أجهزة البث ومعدات العمل على خلفية تغطيتها الاحتجاجات الدائرة هناك وتغطيتها لإحراق المقار الحزبية من قبل المتظاهرين الغاضبين.

واشارت الى ان الوزارة اعلنت ايضا ايقاف بث قناة (N.R.T) الفضائية لمدة أسبوع بدعوى عدم التزامها بتعليمات تنظيم قطاع الاعلام المرئي والمسموع.
وطالبت سلطات كردستان بالتراجع فورا عن إجراءاتها التي تقيد الحريات وتساهم بسلب حق من حقوق الإنسان المكفول دستوريا .. منوهة الى أنه لا يجوز استخدام القيود لقمع أو حجب المعلومات ذات المصلحة العامة المشروعة التي لا تضر بالأمن القومي، أو لمقاضاة الصحافيين أو تقييد عملهم بسبب تغطية مثل هذه المعلومات.
وشددت سكاي لاين الدولية على وجوب التزام السلطات في كردستان بحماية الحق في التعبير وحرية الصحافة والعمل الإعلامي بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي أكد على حق الأفراد في التماس المعلومات والأفكار وتلقّيها وتقديمها بحرية عبر مختلف الوسائط، ومنها الإنترنت والقنوات الإعلامية.

مواجهة الاحتجاجات بالعنف تولد الدم والخراب
ومن جانبه حذر المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب حكومة السليمانية المحلية من انتهاجها للعنف في التعامل مع المحتجين، منوها الى أنّ هذه السياسة لا تولد إلا الدم والخراب.

وقال المركز في بيان حصلت على نسخة منه "ايلاف" انه تابع قمع السلطات للمحتجين المطالبين بإطلاق الرواتب ومعالجة الأزمة المالية في السليمانية واقضيتها جمجمال ورانية وكلار حيث تعرّض المتظاهرون لإطلاق نار كثيف ومباشر عليهم، مما أدى إلى سقوط 4 قتلى وجرح عدد كبير من المتظاهرين السلميين فضلا عن إغلاق قنوات فضائية في إطار قمع الحريات وتكميم الأفواه والتشويش على نقل الحقائق.

وشدد المركز على حكومة السُليمانية بضرورة عدم انتهاج العنف في التعامل مع المحتجين وعدم الاقتداء بنهج حكومة بغداد .. منوها الى ان هذه السياسة لا تولد إلا الدم والخراب كما أنّها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان التي تعهّدت حكومة كردستان بعدم المساس بها وجعلت من احترام حقوق الإنسان وحمايته ركيزة أساسية في التعامل مع المواطنين.

وقال إنّ استجابة السلطات لمطالب المحتجين واجب بنص الدستور ويجب توجيه الموارد الوطنية لخدمة المواطنين والعمل على إيجاد فرص عمل تليق بهم وإيقاف عمليّات السرقة الممنهجة والفساد الإدراي والمالي في المحافظة.

وحمل المركز سلطات السليمانية مسؤليّة حماية الأرواح ووقف الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان تقع على السلطة المحليّة في محافظة السليمانيّة وبالأخص على حزب الاتّحاد الوطنيّ الكردستاني وحركة ﮔورّان الحاكمين في السليمانية.

ويعاني اقليم كردستان العراق حاليا من أزمة مالية نتيجة عدم دفع مرتبات موظفيه منذ اشهر بسبب الخلافات بين اربيل وبغداد حول واردات نفط الاقليم ومنافذه الحدودية

حيث تشترط الحكومة المركزية ارسال ربع مليون برميل من نفط الاقليم الى شركة سومو لتصدير النفط العراقية يوميا قبل ارسال تخصيصات الاقليم من الموازنة العامة للبلاد ومن ضمنها رواتب موظفي الاقليم حيث من المنتظر ان يصل الى بغداد وفد من حكومة الاقليم اليوم للبحث في ايجاد حلول لهذه المشاكل.